facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سوزان تميم ضحية الواقع الذي يداهمنا


05-11-2008 02:00 AM

لم يكن مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم ليمر دون التوقف عند هذا الحدث ولو لبرهة ، واستقراءه بشكل فلسفي عميق ، يكشف واقعية الشخصية العربية ، وازمة الانحسار الوجداني والاخلاقي ، الذي اخذ يعتري هذه الشخصية ، ويعريها من بواقي مضامينها الملازمة ، وقيمها المتوارثة عبر السنين والعصور.

ان استقراء حادثة القتل هذه لم ياتي بسبب ماتمثله القتلية ( مع الاعتذار لمشاعر ذويها ) من قيمة فنية او شعبية ، بقدر ما تمثله الحادثة بحد ذاتها من انفلات القيم ، وتغير المعايير الناظمة للاعراف والتقاليد والاخلاق ، وتواضع التعاطي الاخلاقي والقيمي ، مابين المتسيدين لمسرح الرمزية الشعبية والمجتمعية ، تلك المفترض تقلدها قيادة الوعي الاجتماعي والوجدان الشعبي ، سواء على المستوى الفني او الاقتصادي او الاجتماعي .
لم تكن القتيلة ، سوى ضحية من ضحايا تغول الواقع الشرس لراس المال المنسلخ عن وجدانه الشعبي ، والفاقد لوظيفته الاجتماعية التنموية ، والتي من المفترض ان يقود بها المجتمع نحو النمو الاقتصادي والرفاهية الاجتماعية الشاملة ، وذلك بعكس ما نجده من اقتصار هذه الرفاهية على شريحة او طبقة معينة ، من المهووسين برؤوس اموالهم .

تلك الطبقة التي استاثرت بالرفاهية المنفلته من عقالها ، وتشامخت بالاستقواء على باقي الطبقات والشرائح الاجتماعية المقهورة ، واخذت بتوظيف المال في سبيل الارتهان لاقصى رغبات النفس الامارة بالسوء ، و اعتلاء مراكب نزاوتها العابرة للقارات .

ان الاحداث والتفاصيل التي بدات تظهر شيئا فشيئا حول الواقعة ، تنبئنا بحجم الكارثة الاخلاقية التي تداهمنا ، ورهبة الواقع المرير الذي اخذ يفرض نفسه على المواطن العربي البسيط ، المنغمس في مستنقع القهر والانكسار امام لقمة العيش ، من حيث سطوة راس المال المنسلخ عن قيم واعراف المجتمع ، وانهزامنا دون مقاومة ، امام سلطانه ، وجبروته ، وانسحاب المعايير والقيم التقليدية الى ماوراء الصف الثاني اوحتى الثالث في عملية تشكيل الوعي الاجتماعي ، واجتراح الُمثل العليا الناظمة للوجدان الشعبي. مما يقلل من مقدار تفاؤلنا بالقادم من الايام ، ويزيد من تشكيكنا بمستقبل اجيال امتنا ، حيث التسليم بالواقع المرير ، وتسليم المعايير المفروضة ، مهمة تنظيم تفاصيل حياتهم ، والتحكم بمقاليد يومياتهم ، وقولبة مسلكياتهم واهتماماتهم ، بما يتوافق مع متطلب الحداثة والعولمة ، المفروض بكليته على هذه الامة المبتلاه ، دونما تمحيص اوتدقيق فيما يتوافق مع معطياتها وقيمها وحضارتها .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :