facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ظننا أنكم .. و بعض الظن إثم


عدنان الروسان
10-03-2017 02:33 AM

ليس تلعثم رئيس الوزراء في تركيا ما أريد التحدث عنه ، فكلنا يمكن أن نتلعثم أحيانا لأسباب مختلفة ، و إن وجدتني كأردني محرجا جدا و أنا أتابع ذلك الموقف عبر شاشات الفضائيات فلم أكن أرغب في رؤية الرئيس يتلعثم في ذلك المكان و مع ذلك الرجل، فالمكان تركيا التي يمكن أن نتعلم منها الكثير ، و الرجل رئيس الوزراء التركي المتحدث الواثق ، ثابت النظرات الذي يستطيع السيطرة على الجماهير و على الصحافيين حينما يتحدث ، تركيا التي كانت بفسادنا أو أكثر ، مثقلة بالديون ، مليئة باللصوص و المتشعبطين ، تركيا التي كان يتمنى فيها المواطن أوقية من البن البرازيلي أو أن يجد عملا يواري سوأته و يشبع جوعه و جوع أولاده ، تركيا التي كان يتوالى على حكمها رؤساء حكومات بهاليل مرتبطون بالغرب مثلنا لا يحركون ساكنا إلا برضا السفير الأمريكي مثلنا ، لا يعبئون بالإهانات التي يتعرض لها المواطنون الأتراك على أبواب السفارات مثلنا ، يتنافسون في فرض الضرائب على الشعب مثلنا.

ليس تلعثم الرئيس في تركيا ما أريد الحديث عنه ، بل سؤال يراودني ، أطرحه على صاحب الولاية في الشأنين الداخلي و الخارجي بنص الدستور ، هل تعلمنا شيئا من زيارتنا لتركيا ، أم أنها مجرد زيارة بروتوكولية ، لا نحتاج إلى مصباح كهربائي يدوي لنرى في الظلام الذي يحيط بنا فقد تعودنا على الظلام في سنوات الحكومات الطويلة التي تعاقبت علينا و التي تدعي أنها ترى كل شيء و أننا لا نرى أي شيء ، لقد وصلنا إلى مرحلة التيه الكبير ، تيه بني إسرائيل كان في صحراء سيناء أما تيهنا فهو في صحراء ذكائنا الذي أهانته الحكومة و الوطن ، فما يزل يعاملوننا كما في الخمسينات ، هم أذكياء و نحن أغبياء ، هم يعلمون و نحن جاهلون ، هم نخبة و نحن جوييم ، هم ظل الله في الأرض و نحن الدهماء التي تغني و تصفق حتى و هي تجوع و تموت و تنتحر و تقفز عن جسر الانتحار العظيم ، لقد كان بعيد النظر عمر المعاني حينما بنى جسر عبدون، فقد كان يعلم بنافذ بصيرته أننا سنحتاجه للانتحار في سنوات التيه العظيم ، تغني و هي تذبح و تغطي دماءها كل معاني الوطن المسكين.

نحن أناس طيبون ، بسطاء ، حراثون أردنيون ، حتى حينما نصبح مثقفين و أغنياء و نقود مرسيدس فنحن نبقى حراثين ، طيبين و نحب الوطن، و لكن لماذا كلما أحببنا الوطن أكثر كلما كرهنا الوطن أكثر، لماذا كلما ازددنا أملا كلما ازددنا خيبات أمل و شقاء ، لماذا نشقى بسوء ظننا بعد أن أعطينا حسن ظننا بعد عقود من الخيبات المتوالية و الرؤساء الأشقياء الذين حينما نقرأ سيرتهم الذاتية نقول " خسا اينيشتاين و اردوغان " و ما أن ننهي الجملة حتى نستشعر بأيديهم تمتد في جيوبنا حتى تكاد تفتش اقفيتنا ونجد أن كل شهاداتهم و دراساتهم و خبراتهم لم تعلمهم إلا سرقة المواطنين الأردنيين البسطاء الطيبين و أن لا إبداع عندهم و لا يعرفون أي طريقة للعمل إلا بالجلوس و البكاء و الحديث عن الأردن الفقير قليل الموارد و عن الدول التي لا ترغب في مساعدتنا بعد اليوم ، زهقوا العالم و هم يدعموننا ، ما خلينا لا اليابان و لا كوريا و لا الخليج و لا أمريكا و لا أوروبا و لا كندا ، كان يجب أن تعلموا أنه سيأتي اليوم الذي يقولون فيه كفى ، تعبنا من تسولكم و من شكواكم و من اعتمادكم الدائم على الآخرين ليعولوكم.

يجب أن نتخلى عن حالة الإنكار تجاه كل شيء و أن نلتقي في مكان واحد لنتحدث و لو مرة واحدة الند للند ، انتم الحكومة و نحن الشعب ، انتم السلطة و نحن السادة المواطنون لا العبيد و لا المكلفون في نظركم بتمويل رحلاتكم و رواتبكم و بيوتكم في الخارج و تتويج أولادكم سفراء و وزراء و حكاما علينا ، لقد حطمتم المجتمع بكل بناه التحتية و الفوقية ، لقد هشمتم العشائر و شيوخها وشختم أنتم من لا يستحقون الشيخة و لا الإمارة في العشائر ، تدخلتم بالأحزاب و دمرتموها عن بكرة أبيها ، تدخلتم باتحادات الطلبة في الجامعات و زورتم نتائج انتخاباتهم ، تدخلتم بالنقابات و دمرتم كطل ما فيها من نضج و وطنية ، ستقولون لا لا لا ليس صحيحا كل هذا هراء و ستشفعون ذلك بابتسامة تصرف لكل رئيس عند توليه المنصب ليستعملها كي يبدو هو العالم الذي لا يشق له غبار و يبدو الناقد غبي لا يحق له الحوار .

نحن طيبون مساكين و الله العظيم و محتارون ماذا نفعل لترضوا عنا و تشعروا معنا كشعب لا كعبيد ، بتنا نظن أننا لو أشعلنا أصابعنا شموعا لكم فلن ترضوا لأنكم النخبة و نحن من لا بواكي لنا و نحن نموت وقوفا كالخيل الأصيلة من الجوع بينما البغال حولكم تموت من التخمة و السرقة و الرشا ، لا يمكن إدارة شؤون البلاد و العباد بالصدفة ، الذي يحكم بالحظ و الصدفة و يوما بيوم يبقى قلقا طوال الوقت و غير قادر على التركيز على حل مشاكل الناس الحقيقية ، ذهن الرئيس و الحكومة مركز على كيفية تطويع مجلس النواب و مجلس النواب يركز على نقطة واحدة كيف يبتز الحكومة ، و لا يبقى هناك وقت للتفكير و التركيز على هموم الناس ومشاكل الوطن و قضايا العجز و المديونية.

كنا نظن أنكم مختلفون عنا ، أكثر ذكاء و أكثر فهما و أكثر إبداعا و أكثر إخلاصا..و لكن بعض الظن إثم .





  • 1 مغترب 10-03-2017 | 02:26 PM

    أبدعت

  • 2 انسى 11-03-2017 | 08:08 AM

    ايها الكاتب الرائع والله ما وجدت في الاردن اروع واصدق من قلمك وقلم الكاتب اسعد عزوني . كل ما ذكرته له مفهوم واحد يصفه هو ( الظلم) وقال العلماء ( ان الله ليقيم الدولة الكافرة اذا ارسو العدل بينهم ويهدم الدولة المؤمنة اذا تفشى الظلم بينهم) اذا ممكن حاب اتراسل معك ؟ وشكرا

  • 3 حسن الحسينات 11-03-2017 | 10:48 AM

    رائع


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :