facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




تأملات في المشهد الاستراتيجي في المنطقة ..


الدكتور احمد القطامين
18-03-2017 12:59 PM

من الواضح ان المناكفات التكتيكية لمكونات الدولة العميقة في امريكا ضد حاكم البيت الابيض الجديد قد حدت كثيرا من الاندفاعات غير المحسوبة للرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب ووضعت الكثير من العصي في دواليب سياساته المتسرعة . 

لو لم تتم تلك التعرضات والمناكفات المؤثرة لكانت مغامرات ترامب في المنطقة قد بدأت اسابيعا قليلة بعد حلوله في البيت الابيض.

ان من الواضح ان اللاعب الرئيسي في "عقل ترامب الاستراتيجي" فيما يتعلق بالمنطقة هو رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو الذي يبدو انه على عجل لتصفية حساباته مع ايران وحزب الله قبل ان تفتر حرارة العلاقة الحميمية مع ترامب وادارته والتي من المتوقع ان تبدأ بالفتور التدريجي مع انقضاء العام الاول من حكمه . فنتنياهو يعتقد ان نافذة استراتيجية مؤقته قد فتحت امامه ولا بد من عمل كل شيء لاستغلالها قبل ان تغلق من جديد.

ان من المعروف ان الرئيس الامريكي ترامب يشكل ظاهرة تعبر عن طموحات اليمين القومي الامريكي الذي تبنى فلسفته على قاعدة واحدة هي ان امريكا اولا وثانيا وثالثا.. وعاشرا، ثم تأتي اولويات القوى والدول الاخرى التي لها تماس مباشر مع المصلحة القومية الامريكية، ونتنياهو بالطبع يعلم ذلك جيدا.

كثيرة هي التحليلات والتقارير الاستراتيجية ومقالات لكبار الكتاب الاستراتيجيين في الغرب التي عندما تقرأ بتمعن لمعرفة مدلولات ما وراء السطور تشير الى ان نتنياهو كان يطمح في ان يبدأ ترامب رئاسته بحرب كبرى في المنطقة تبدأ بضربة ساحقة تدمر لبنان بالكامل وبالتالي يتم القضاء على حزب الله والبيئة الحاضنة له هناك معا في ضربة واحدة، مع تحمل الثمن الباهض المتمثل بضربات صاروخية كبيرة يرد بها حزب الله على الهجوم في مرحلته الاولى والتي ستحدث دمارا كبيرا في اسرائيل، وهو ما يسميه القادة العسكريون الاسرائيليون بالثمن الباهض "الذي لا بد منه" من اجل إنجاز الهدف الاستراتيجي المتمثل بالتخلص من حزب الله الذي شكل على الدوام تهديدا خطيرا لإسرائيل في عصر الحروب غير النظامية في المنطقة التي ابتدعها الحزب منذعام 2000 في صراعه مع اسرائيل.

 فالنمط الجديد من الحروب غير النظامية يعتمد على القوة الصاروخية والتخطيط الاستراتيجي والعملياتي المتقن الذي ادى في الواقع الى انتزاع احدى اهم الميزات الاستراتيجية العسكرية لإسرائيل في حروبها السابقة مع الجيوش العربية والتي كانت تتمحور حول نقل ساحة المعركة كليا من فلسطين الى دول الجوار وإلحاق الهزيمة بجيوش الخصم هناك على اراضيه لتجنب آثار الحرب على بنيته التحتية وعلى الجبهة المدنية الداخلية الاسرائيلية المعروفة بهشاشتها لاي تهديدات خارجية.

ويمضي السيناريو المحتمل في الحديث عن التطورات اللاحقة بعد تدمير لبنان، حيث تقوم قوات جوية وبرية اسرائيلية وامريكية وربما تشارك معها قوات اقليمية باحتلال سوريا وتدمير معسكرات الجيش السوري وقواعد حزب الله وايران فيها تدميرا كاملا تمهيدا لتقسيم سوريا الى ثلاث دويلات على اسس مذهبية تتقاتل مع بعضها البعض قتالا منظما بين شبه جيوش بدلا من الحرب الحالية مع مجموعات مسلحة غير منظمة، اي ان الهدف تنظيم عملية الحرب لضمان استمرارها الى ما شاء الله. 

 

على الجانب السياسي، ستقوم ادارة ترامب بإصدار امر رئاسي بوضع العراق تحت الانتداب تمهيدا لتقسيمه الى ثلاث دويلات على اسس مذهبية واثنية، وتصفية النفوذ الايراني فيه، اسوة بما جرى مع سوريا.
وهكذا تصبح اسرائيل في مأمن حتى عام 2050 على الاقل..
هذا السيناريو يغفل ردود الفعل المتوقعة من جانب ايران وروسيا، حيث سيكون لنا حديث لاحق في هذا السياق.
اصحوا يا عربان..... 





  • 1 د. حسين البناء 18-03-2017 | 02:34 PM

    قراءة متقدمة واستشرافية موفقة.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :