facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




استقالة شجاعة


ماهر ابو طير
19-03-2017 05:38 PM

استقالة الدكتورة ريما خلف الأمينة العامة للجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغرب آسيا، من موقعها، احتجاجا على طلب الأمين العام للأمم المتحدة، سحب تقريرها، الذي يثبت ان إسرائيل دولة فصل عنصري، استقالة مهمة جدا، وذات دلالات خطيرة، في هذا التوقيت بالذات.
لقد وجهت الدكتورة خلف وهي الوزيرة والعين الأسبق، في الأردن، صفعة مدوية للأمم المتحدة، حين اشهرت موقفها برسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة قالت فيها ان الأمم المتحدة تتعرض لضغوط دولية من اجل سحب التقرير الذي يدين إسرائيل، وهذه بحد ذاتها فضيحة للأمم المتحدة.
بموقفها الحميد هذا تستحق التقدير، حتى لو لم يتبق لها في موقعها سوى أسبوعين، فهذا لا ينتقص ابدا من موقفها، برغم تلميحات البعض السلبية التي تريد ان تقنعنا انها تحاول فقط ان تسجل موقفا قبل خروجها، وهذه عادة بعضنا للأسف الشديد، أي الانتقاص من كل شيء، والبحث عن ثغرة لانتقاص الموقف، بدلا من تثمين تصرفها، حتى لو كان في يومها الأخير، فالذي يسجل موقفا امام العالم، بخصوص قضية فلسطين، خير بكثير من أولئك الغائبين.
هذا ثاني موقف خلال فترة قصيرة يرتبط بتداعياته بالأردن، ضد إسرائيل حصرا، اذ قبل ذلك نشط سفير الأردن في باريس مكرم القيسي في اليونسكو لاستصدار قرار مهم جدا، يثبت ان الحرم القدسي الشريف في القدس ليس يهوديا، وليس له علاقة بما يسمى التاريخ اليهودي، وقرار اليونسكو أيضا، ليس سهلا، فهذه منظمات دولية تصدر شهادات ضداسرائيل بشكل او آخر، وهكذا ما بعد اليونسكو تأتي استقالة خلف، لتصب في اطار ادانة إسرائيل، وفضح الأمم المتحدة وتواطؤ دول معها.
تقول الدكتورة ريما خلف في رسالتها الى الأمين العام للأمم المتحدة « ليس خافياً على ما تتعرض له الأمم المتحدة، وما تتعرض له أنت شخصياً، من ضغوط وتهديدات على يد دول من ذوات السطوة والنفوذ، بسبب إصدار تقرير الإسكوا- الممارسات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني ومسألة الأبارتايد- ، وأنا لا أستغرب أن تلجأ هذه الدول، التي تديرها اليوم حكومات قليلة الاكتراث بالقيم الدولية وحقوق الإنسان، إلى أساليب التخويف والتهديد حين تعجز عن الدفاع عن سياساتها وممارساتها المنتهكة للقانون، وبديهي أن يهاجم المجرم من يدافعون عن قضايا ضحاياه، لكنني أجد نفسي غير قابلة للخضوع إلى هذه الضغوط».
تقول في فقرة أخرى.. « لقد رأيتَ رأي العين كيف أن أهل هذه المنطقة يمرون بمرحلة من المعاناة والألم غير مسبوقة في تاريخهم الحديث؛ وإن طوفان الكوارث الذي يعمهم اليوم لم يكن إلا نتيجة لسيل من المظالم، تم التغاضي عنها، أو التغطية عليها، أو المساهمة المعلنة فيها من قبل حكومات ذات هيمنة وتجبر، من المنطقة ومن خارجها. إن هذه الحكومات ذاتها هي التي تضغط عليك اليوم لتكتم صوت الحق والدعوة للعدل الماثلة في هذا التقرير».
وتختم رسالتها بما هو مهم اذ تقول ..» انني أدرك أنه لم يبق لي في الخدمة غير أسبوعين، لذلك فاستقالتي هذه لا تهدف إلى الضغط السياسي عليك، إنما أستقيل، ببساطة، لأنني أرى أن واجبي تجاه الشعوب التي نعمل لها، وتجاه الأمم المتحدة، وتجاه نفسي، ألا أكتم شهادة حق عن جريمة ماثلة تسبب كل هذه المعاناة لكل هذه الأعداد من البشر».
في كل الحالات موقف الدكتورة ريما خلف، موقف شجاع، لا يجوز مسه، او الانتقاص منه ، فنحن هنا امام ماهو اهم من خروجها من موقعها بعد أسبوعين، ومن اتهامها بتسجيل «موقف تمثيلي» لغايات الشعبية، فقد فضحت الأمم المتحدة، ووجهت الأنظار الى ما يجري في هذه المؤسسة، من تآمر على القضية الفلسطينية، لصالح إسرائيل، وهذا موقف لاينسى.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :