facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حوار الأديان .. الواقع والمطلوب!!


أ.د.فيصل الرفوع
17-11-2008 02:24 AM

بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبمشاركة كل من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، انطلق يوم الاربعاء الماضي 12/ 11/ 2008، المؤتمر الدولي حول حوار الأديان وثقافة السلام ، وذلك في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، فعلى مدى يومين تدارس أكثر من خمسين زعيم دولة شاركوا في المؤتمر مفهوم حوار الاديان والتعايش السلمي بين الامم والشعوب، محاولين وضع حد لمفهوم صراع الحضارات وحتمية الاستقطاب الديني والفرز العرقي وكل ما توهم حدوثه المؤرخ الامريكي فوكوياما وما حلم به هنتينغتون حول صراع الحضارات.

ئوما يهمنا في هذه العجالة ان نذكر بأن الثقافة الاسلامية منذ اربعة عشر قرناً عززت ثقافة التسامح بين العقائد والاديان، ووجوب حوار الآخر، ودعت الى تحريم الاعتداء والعدوان. وكل هذه العناوين كانت وما زالت تشكل جزءاً هاماً من إهتمام الاسلام كدين وثقافة. ويرى المتابع لتطور العلاقات الدولية في العقود الماضية بأن القائمين على النظام الدولي الراهن هم الذين شوهوا القيم الانسانية واعتدوا على الاسلام كدين وعلى المسلمين كبني بشر وكأوطان. فالآخر هو الذي قتل ودمر العرب والمسلمين في فلسطين والعراق ولبنان والصومال والسودان وافغانستان وغيرها ، ونفس الآخر هو الذي استعمر العالم الاسلامي وترك العنان لمبضعه ليشتت هويته وثروته وانتماءه، ويمس اقدس مقدساته وهي قيمه وتقاليده وعقيدته الإسلامية. وهو، اي الآخر، هو الذي شيع واشاع بأن الإسلام دين حرب وإرهاب، والمسلم الذي ليس ارهابياً فهو في رأي هذا الآخر مشروع ارهابي كامن او محتمل.

ففي إحصائيتها لعام 2007، أشار تقرير الامم المتحدة لشؤون التنمية البشرية الى ان حوالي 89% من لاجئ العالم هم من المسلمين، وان وقود الحروب والنزاعات الاقليمية والمحلية، والتي يحرك شرارها، هذا الآخر، هم من المسلمين. كما ان ثروات العالمين العربي والاسلامي تستثمر وتستغل داخل حدود هذا الآخر، الذي اشاع ذات يوم مفهوم التبعية له والخضوع لارادته.

وعبر تاريخهم، لم يمارس العرب والمسلمون التمييز على اساس العرق والدين، ولم يكونوا نصيري بث الكراهية واضطهاد الأقليات الدينية، كما فعل فرديناند وايزابيلا في الاندلس، وكا يفعل التوراتيون اليوم في فلسطين. كما لم يكن لديهم اي توجه لإستخدام الدين كمنبر لقتل الأبرياء وممارسة الإرهاب والعنف والإكراه. فالاسلام بني على اسس إلهية لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، كالعدل والمساواة واحترام آدمية الانسان كابدع ما خلق الله سبحانه وتعالى، وتعزيز الاحترام العام للشعائر الدينية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع. وبالتالي فإن الانحياز ضد الإسلام وتصاعد الخوف منه والحساسية المفرطة تجاهه غير مبرر.. هذا ما اكد عليه كل من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

وبهذه المناسبة نقول للآخر، ان الاسس التي جاء بها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتبنته الجمعية العامة للامم المتحدة واقرته في 1948، والذي اصبح مشجبا ك قميص عثمان للنيل منا معشر العرب والمسلمين ومن استقرارنا وحقنا وخياراتنا ونهجنا الحياتي، قد جاء الاسلام بها كقوانين إلهية ونواميس انسانية لا يمكن تجاوزها او القفز على معانيها السامية. وحتى قبل الاسلام، كانت شريعة حمورابي التكريتي، وحلف الفضول العربي- القريشي، والاعراف القبلية في جزيرة العرب، متقدمة عليه وعلى نصوصه.

وبالمقارنة مع كلمة كل من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من جهة، وكلمة رئيس الدولة العبرية شمعون بيرز ، يرى البصير المنصف الفرق الشاسع والبون الواضح بين الطرح العربي المسلم المؤمن بالحوار بين جميع الثقافات والحضارات، وحق الحياة والاعتقاد وحرية التعبير للجميع بغض النظر عن الدين او الاعتقاد او العرق. وبين ما طرحه الآخر من فذلكة سياسية، وعبارات منمقمة ، وبعد عن جوهر الموضوع ولب الحوار، والهروب الى الامام، و عقدة الرغائبية وسادية الإسقاط والسببية على الآخرين. ولم يستطع بيرز الرد على اي من الافكار العملية والعلمية والمنهجية التي طرحها الزعيمان العربيان على اساس الحجة بالحجة، بل كانت ملاحظاته اقرب الى عقدة الاتهامية، والتشبث بتلابيب مفهوم الضحية والجاني، ونوع من التأويل الخاطئ للدين، واستغلال الاجتماع لغايات سياسية لصالح دولته ذات التاريخ الحافل بمفهوم ارهاب الدولة المنظم.

وعلينا كعرب وكمسلمين الأخذ بكل جدية ما طرحه الزعيمان العربيان حول الصورة الصادقة للاسلام، ووجوب رفض التعصب والتطرف، والعمل بكل إخلاص على نشر المفاهيم الحقيقية للإسلام، والتي لا يمكن لأي كان إلا ان يجد نفسه جزءاً منها ومن ثقافتها.

alrfouh@hotmail.com

( الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :