facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شبابيك القلب .. فراس


ربيعة الناصر
23-11-2008 03:26 AM

لا يكاد ينتهي فراس من كتابة الدرس المكتوب على اللوح الأسود .. حتى يبدأ في سحب القلم من يد زميله .. شد حزام البنت الجالسة إلى جواره، ركل آخر في المقعد المجاور، لا يتوقف عن مناداتي، يفشي لي عن ولد شاهده بقضم بالسر من (عروسة الزعتر والزبت) أو طالبة تلعب بصنابير المياه في الساحة..
فيما بعد سأسمح للصغار بتناول (ساندويشات اللبنة أو الزعتر) في الصف ..
وسأطبق بالاتفاق مع مديرة المدرسة نظاما خاصا لصفي، بحيث أواصل إعطاء الثلاث حصص الأولى من غير أن أترك الصف في فترة ال5 دقائق.. لأمنح صفي 10 دقائق إضافية قبل الفرصة، يتناول فيها الصغار الطعام بعيدا عن الكبار الذين يختطفون الساندويشات أثناء جريهم في ساحة المدرسة..
أما فراس، فقد وجدت في تكليفه ببعض الأعمال الصغيرة، وسيلة تشغله عن التحرش (البريء) بزميلاته وزملاءه ..
أثناء اطلاعي على دفتره وكتابة الملاحظات، أجهد في البحث عن عمل يشغله ويتناسب وطفولته " ما رأيك لو تجمع الطباشير الملونة وتضعها في علبة منفصلة عن الطباشير البيضاء"..؟
أو أطلب منه حمل سلة الأوراق وتفريغها في الحاوية المجاورة لغرفة الصف..

وأحيانا كنت أرسله إلى مكتب المديرة لإحضار المسجل الصغير أو بعض الأوراق..
كان فراس طفلا ذكيا سريع البديهة والأداء .. أول من يجيب على الأسئلة وأول من ينهي المطلوب في الكتابة..
....
مديرة المدرسة، كلما زارت صفي، لا تنفك عن قول: أعرف جيدا أنك لست ممن يتحلى بطول البال أو الهدوء الدائم، ولابد أن أبدي لك دهشتي من تقبلك لهذه (الهيصة) من الاطفال..
ودائما أجيب نفس الإجابة: إن طول النفس والهدوء، ضرورة إذا أردنا أن نحبب الصغار بالدراسة، إنها قناعتي بأنني من غير الالتزام بهاتين الصفتين فلا منفعة مني ترجى.. !!!
ورغم كل هذا الحرص .. إلا أننا كثيرا ما نقع في أخطاء قد تبدو للآخرين ناتجة عن إهمال أو سوء تقدير...
ذات يوم حضرت إلى الصف المعلمة المناوبة تسألني: أين فراس ؟
: إنه هناك يجلس في مكانه..
: لقد شج رأس ولدا كان يمشي في الشارع ..
: كيف.. لم يغادر فراس الصف إلا لتفريغ سلة الأوراق في الحاوبة..وعاد فورا للصف..!!!
: نعم هذا صحيح..
إلا أن ما حدث أن باب المدرسة كان مفتوحا، ما دفع فضول طفل صغير يسير على الرصيف المحاذي لسور المدرسة، بأن يطل برأسه مستكشفا المكان.
فراس الذي كان متجها إلى غرفة الصف، ملوحا بيده السلة البلاستيكية الفارغة، كل ما فعله أن ضرب بالسلة رأس ولد (من الحارة) تعدى (حسب إفادته) على مدرسته، وأكمل سيره إلى غرفة الصف، دون أن يلتفت إلى ما حدث في رأس الصغير..
.. أتمنى أن يقرأ فراس هذه الحكاية ليعلم أن شقاوته المثيرة للمشاكل ..وشخصيته الفريدة، كانت من الدروس المهمة التي تعلمتها في حياتي المهنية والخاصة..

rabeea.alnasser@gmail.com






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :