رسالة من بسام بدارين للنائب ديما طهبوب
20-04-2017 11:05 AM
الزميلة الأخت النائب ..ديمة طهبوب:
يسعدني طبعا أن تقرأ الأخت الفاضلة والزميلة المحترمة ديمة طهبوب ..يسعدني أكثر ان تعلق وترد وتسألني وتناقش .
تعبر الأخت عن مخاوفها من تورطي ب"التكرار المهني" عبر الإشارة مرتين وخلال شهرين ل"كمون وقيلولة" كتلة الإصلاح البرلمانية وأنصحها بالعودة إلى ما كنت انشره من تقارير إلى ما قبل شهر شباط ايضا لترى أني تحدثت عن الخمول والكمون عشرات المرات في الواقع وليس مرتين فقط ...هل هذا "عيب مهني"؟..لا اعرف لكن لا أعتقد فكل كمون له مرحلته ودوافعه.
وليس سرا- بدون معلمانية- ان تسييس النص الصحفي يتطلب الغوص في الأعماق فمن حق القراء علي ان اغوص في حسابات ودوافع واتجاهات ما يجري داخل التيار الإسلامي وشبكته كما أفعل مع بقية التيارات ومع كل الاتجاهات السياسية في الدولة والمجتمع إلا إذا كان تيار الزميلة الفاضلة الذي أعتبر نفسي من أصدقاءه والمدافعين عنه طوال الوقت يمنح نفسه الحق بان لا يتحدث عنه أحد ..وهذه مسألة أخرى.
طهبوب تقترح على من يقرأ تعليقها أني لا اقوم بزيارة مجلس النواب للاطلاع على "حقيقة الاشتباك الرقابي" لها ولكتلة الإصلاح مع الحكومة ..يبدو لي انها لا تقصد ان أتواجد في شرفة النظار فيزيائيا لأشاهد واراقب أحد أكثر مجالس النواب الأردنية بؤسا وإثارة للشفقة ومن المرجح انها لا تتحدث عن وجود جسدي لصحفي يستطيع ببساطة متابعة ما يجري وببساطة خصوصا إذا تابع صولات وجولات الأخت طهبوب عبر وسائط التواصل.
وحتى لا نغرق بالفنيات اصر على موقفي وتقييمي بان كتلة الإصلاح تفاجئني شخصيا بحجم تراخيها في مسألة الرقابة وتظهر عكس توقعاتي وما الاحظه شخصيا بان زملاء طهبوب في الكتلة إما صامتون او طامحون بركوب الكتلة والمجلس والمرحلة والتيار أو يرتمي بعضهم في أحضان الحكومة وبدون تفاصيل إلا من رحم ربي طبعا.
إذا أرادت الأخت طهبوب ان نقدم أدلتنا على هذا الأمر علنا .. نحن جاهزون إذا ابلغت مسبقا بان تهمة استهداف الإصلاح وكتلته لن تلقى علينا حيث نعاني نحن الصحفيين المستقلين من رعونة السلطة بنفس القدر الذي نعاني به من مراهقة المعارضة ونبذها للرأي الأخر والحوار وانتقائيتها في قراءة النصوص وهنا ايضا لنا قول مفصل إذا رغبت الزميلة الفاضلة .
في أداء الناطق الرسمي باسم الكتلة واقصد الأخت طهبوب لدي رأي طبعا في اللغة والأولويات وتكنيك التعبير و"فردية الخطاب والمفردة".. لدي رأي كمراقب سياسي وككاتب صحفي مستقل ولدي- وقد يكون الأهم- رأي كناخب ومواطن فأنا ابن الدائرة الثالثة وصوتت للزميلة انا ومعارفي واقاربي ودعمتها على قدري بصمت وبدون استعراض وأقولها بوضوح في هذا الجانب نعم "خاب أملي" وتوقعاتي أخفقت وأحب كناخب ان اتحدث مع ممثلتي في المجلس بعيدا عن العلنية إذا رغبت بالتفاصيل وكصحفي استطيع تبادل الملاحظات معها – إن رغبت- وعلى قاعدة التمييز بين ما يصلح للنشر وما لا يصلح للنشر.
وبكل حال سأكون ممتنا للزميلة والأخت لو قدرت وقررت بان الحوار معي او مع غيري ينبغي ان يكون امام الجميع..لا أمانع بتجربة تلك الشفافية وسنشكر الزميلة عليها لو طالبتنا بتقييم الأداء والخطاب وعندما اقرر بصفتي المهنية قول رأيي او قناعاتي بأي شخص او جهة سأجد دوما الوسيلة المناسبة التي اقررها انا فقط بالمكان والزمان سواء بالحضور إلى شرفة البرلمان أو بالجلوس على رصيف مقهى التمبكجي.
أعجبتني طبعا محاولة الأخت لضبطي متلبسا ببعض مخالفات المنهج المهني كما يوحي تعليقها..محاولة جيدة بكل حال وإن لم تكن موفقة لعلها مستقبلا ترتقي إلى درجة "جيد جدا" بالمستوى المهني المنهجي لو تخلصت في المرة المقبلة من تلك الانتقائية المألوفة في قراءة النص الصحفي العميق وبدون شخصنة او تركيز على الذات والفردية.
وطبعا أشكر الزميلة الفاضلة على مرورها على صفحتي وأرحب بها دوما وأستطيع ان أحتمل النقاش وعواقبه وحتى الاتهام لا يخيفني بينما يقلقني التشكيك فقط وانبذ الشخصنة ولا أرد إلا على "جهلة القوم الشتامين " فقط ..فهل تعرف الزميلة من زملائها في الكتلة والتيار من لديهم استعداد فطري لمثل هذه الأخلاقيات في الحوار العام ؟.. تلك ايضا مسألة اخرى وسؤال لا اريد عليه جوابا.
في الختام أقدم لسعادة النائب المحترمة خلاصة تقريري الأخير الذي استفزها بالمعنى المهني الإيجابي ودفعها للحفر في تقارير سابقة ..أرى ان الحركة الإسلامية التي احترمها وأقف معها علنا بالمفاصل وأقدر رجالها ملزمة أخلاقيا بالإفصاح امام الرأي العام عن تفاصيل مسألتين لا ثالث لهما:
اولا- طبيعة الاتفاق الذي حصل قبل الانتخابات مع أحد المسئولين البارزين في الأمن.
ثانيا- لماذا حجبت الأصوات عن شركاء القوائم الإصلاحية وما هو مصير تيار الإصلاح إياه الذي تحدث عنه الجميع قبل الانتخابات؟.
..هذه بصورة محددة خلاصة تقريري الأخير يا أخت طهبوب.. إذا كان لديك جواب شفاف سأتبناه شخصيا وبكل إمكاناتي ومن جانبي مهنيا انا مهتم بالموضوع وسأستمر بالبحث عن إجابة وتوضيحات إلى ان تكتمل قصتي ليس فقط لإني دعمت علنا قوائم الإصلاح ولكن ايضا لإني لا استلطف فكرة التضليل خصوصا من المعارضة التي كانت دوما ضحية تضليل السلطة.
الأخت المحترمة..فكري معي بالسؤالين لعلك تجدين إجابة على تساؤلاتك الشخصية عن الفقرات التي ذكرتك بالاسم والإجمال في التقرير إياه بما في ذلك من دعم من ومتى ؟ومن ينبغي ان يشكر من؟..أما "قريحتي" فلا تنشغلي بها مع اني أحب "التكرار"..ولا اميل لتلغيم التساؤلات بالسخرية غير الضرورية..
للحديث بقية .
(عن صفحته فيسبوك).