facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




محمد طُملية .. كمعّط الرغيف .. وأبلغ من حدود أبو ترابة كثيرا .. *


د.حسين محادين
27-11-2008 10:52 AM

الورقة الأولى :

الإهداء :
لحضورِ الحياةِ وتمجيدِ قيمهِا الإنسانية .. إلى المبدعِ خالد محادين مُغالبا
ولاستحضارِ الفعلِ المضارعِ على الدوام؛ إلى كاتبِ القصةِ الذي سقط سهوا في الصَحافة.. إلى مُحمدِ طملية كشاهدِ عيانٍ أو على الرصيفِ ، أو باسمِنا الحركي صحيفة قف .. فكلُ الأسماءُ وجعٌ واحدٌ والكلُ منه أيضا.
خمسون عُمرا ربما تسعون أو هم تسعةُ إخوة بقيوا له وليسوا كأخوة يوسف بالتأكيد ، فازدادوا منذ البطنِِِ التاسع لأمهِ حليمة وأصبحوا أُسرةً كبيرةً لا تؤمن برابطة الدم الأولى ، فهم كل أولئك القراء والحزانى وأنتم حضورٌ هذه الليلة الوفاء لطُهرِ البرّدِ في حروفٍ ونصوصٍ ومواقفَ محمد.

الإخوةُ الحضور ....

هل تأذنون لي بالاعتذار أو بالتحاور نيابة ًعنكم مع اللازمان الذي آمن به وأحبه محمد كي نفهم ولو جزيئا؛ لماذا غادرنا إلى هناك وتركنا كالأحصنة الذبلى ننتظر حلول المغزى لغيابه فينا ، مثلنا تركنا نعتصر عطشا لمعرفة راهنه؛ وبقى هكذا دون أن يُحررَنا في الحالين،أو حتى يُعفينا- لو بقي حيا- من كلا الانتظارين .

هكذا هو محمد ........

حاول وبجهاده الأكبر أن يُعيد دوزنةَ الزمنِ المندلقِ كبُقعِ الزيتِ على زعترِ أيامِنا نحن الأيتَام؛ للحياةِ والحريةِ والوفاءِ وللعفةِ والمدِ والمدآدِ معا .
ولهذا ربما كان إصراره علينا هو المُحلق الذي لم يخُذل جوعُه ووعيُه يوما ،فكان إصرارُه بأن نحسُبَ نبضَ عيوننِا بسرعةِ الدفقِ ِالمُتحمس بقلمهِ غير الوغدِ ، وبأفكارِه كطيورٍ للحريةِ على هيئةِ :- شعرٍ مُراهق ٍ له في الجامعةِ ،أو قصّا ً واعداً بالجوى، أو كمشروعِ راوٍ لم يفطُم بعد روايتهُ الأولى عن ثدي الكتابةِ أو لُعابِ القلم ، فهو الأميزُ في كتابةِ المقالاتِ أوالنشراتِ المتخصصةِ عن مرض ٍخبيثٍ نجح وحدَه في أن يُعينَه مُنظما وراصداً لأُفول جسدهِ النحيلِ تماما كخيطِ الماءِ الدافق ِ في عينِ سارة – الكرك قُبالة القدس وتؤامهاِ واللتان أحبهَما منذ طفولةِ الأيام.

وامتثالا له اليوم ..ها نحن نُصر مُجددا على أن نُحصي بيادر أوجاعِنا منذ مرضِه الضّافي إلى الآن ، وها نحن نُطلق أربعين سؤالا من موائدِ رحيلنِا عنه ، وبكلِ هذا الوعي النبيل ِ ونيابة عنا لم تُكمل خمسونه استدارتها على أجندةِ العمر، مثلما لم يُكمل رغيفُ الجياعِ ؛ ووجُه حليمة المُلهم له استدارتهما أيضا على شفاهِنا وأسنةِ أقلامِنا الثكلى منذ محمدٍ ورحيلِنا له في هذا المساء الضياء.

فمع كلِ اعترافاتِنا السابقةِ وتحديدا من على حافةِ الصعود الأخير لمحمد بقيّ مُصرا كسيزيفٍ لمرحلتِنا الرخوة هذه ، على أن يصنعَ لنا خبزا وأملا حرية ً وإبداع ؛وجميُعها مجبُولة بالضدِ من صدأِ النفوس ِ والنصوص ِ في آن واحدة ، والتي اّمن محمدا أنهما كانا وما زالا يُخيمان على جُلنا، فتحرك نيابة ًعنا لسترِ عورة أحبارنا وأفواهنا ولدرء المفاسد عن مجمل أخبارنِا وعن بعض أفكارنا الإقليمية أو الجَهوية السكرى إلى الآن ..أو لم أقل معكم من قبلُ أن محمداً شاهدُ العيّان ِ الوحيدِ علينا هذا المساء ؟؟؟


الورقة الثانية :- طُملية السياب .....جيكورأبو ترابة ..

صحيح أن محمدا قد أُعجب في شيخ المتمردين الشاعر عرا ر ، مثلما عاين إبداعات تيسير السبول لاسيما انتحاره ، واطلع على نتاج غيرهما من المبدعين العرب كمالك ابن الريب إمام المتصعلكين؛ ومن الأجانب كالروائي ماركيز وغيره ، ولكن ثمة مُقاربات عميقة ولافتة الدلالة بين كل من :- الشاعر العراقي بدر شاكر السياب والمبدع الإنساني محمد طملية الذي كتب بدورة نصا بعنوان( أنشودة المطر) في تطابق واضح بين العنوانيين لدى كل منهما ؛ وسأقطف من ثمار التشابه بينهما ما يلي :
أولا- لآن جعل السياب من بلدة جيكور مسقط رأسه الظليل بالشجرِ والماءِ والواقعةِ جنوبَ العراق ِ في البصرة تحديدا ، أقولُ جعل منها موئلا دائم الحضور والمعاني في الكثيرٍ من الدراساتٍ الأدبية التي تناولت بدورها أثر المكان في إبداعه وسلوكا ته لاحقا ، فقد تمكن محمد طملية- رُغم أنه الصحراوي كما يقول- وببراعة نادرة من وضع قرية (أبو ترابة ) مسقط رأسه وبدوام اتصاله معها ومع أهلها الطيبون وهي التي تقع في الجنوب من عمان أيضا وتحديدا ضمن محافظة الكرك وفي لواء القصر المُطل على وادي الموجب بمياهه الرقراقة للان ، حيث جعل منها منصة لإبداعه وجذرا مُغذيا لوفائه بدوام تذكيره لنا كأبناء وطن بأن تكون قرية أبو ترابة المغمورة حاضرة في الوجدان الوطني بعد أن أعلن أنه سيبقى جنبا إلى جنب مع ناسها ممن ماتوا غيضا وبوصف ابداعي تعدى حدودِ الجغرافيا أو الاسم لهذه القريةِ ليستحيل موقفا إزاء قرانا الأردنية المنسية من أهلنا في العاصمة الحبيبة عمان الى الان .
ثانيا - ولآن كان الشاعر السياب قد بدأ حياته شيوعيا من عام 1945م تقريبا فقد شاطره طمليه الاتجاه الايدولوجي نفسه ابتداء كجزء من توجهٍ فكري عام ساد في تلك الحقبةِ وتواصل في بعض المناطق ِالعربيةِ لاحقا .
ثالثا- لقد ظهرت علاقةُ كلٍ منهما في المرأة العشيقةِ بشكل طاغ ٍ ،
كما أن كليهما كان متعلقا بأمِه واعترفا أيضا بعلاقتهما العاطفيةِ الأولى مع إحدى قريباتهما فهي عند السياب وفيقة ٌوعند طملية بقيت دونَِ اسم ٍ مُعلن ٍ معترفا ً بأول قبلةً أنضجها على شفتيه مع إحدى قريباتِه قُبيل غروب من عمره .
رابعا - والاثنان فشِلا أيضا في إصدار صحيفة ٍ أو أكثرَ هي صحيفة ُجيكور عند السيابِ والتي عكست موقفاً طبقياًًً منحازاً بالضدِ من البرجوازية باختيارهِ بيت َ الأقنان ِ موقعا لاصِدارها لاحقا ، حيث كان الأصدقاءُ الفقراءُ غالبا هم موزعيها؛ في حين الصحيفةُ عند طملية كانت قف أو الرصيفَ واللتان لم تتمكنا من الاستمرارِ رغم انحيازِ وتوزيعِ الأصدقاءِ والفقراء لهما كذلك .
خامسا- وكماَ أخفق السيابُ في نشر الفيّته :- بين الروح ِوالجسدِ والتي أرسلها إلى الشاعر علي محمود طه في القاهرة حيث ضاعت هناك ، فقد أخفقَ طملية بدورهِ في نشرِ روايتِهِ الأولى التي ورّثها وهي مشروعٌ غيُر مكتملٍ إلى المبدعين من أهله وأصدقائِه .

الحضورُ الكرامُ .... أخيراً ....
هل ثمة تناص بليغ ٍ وموح ٍ بارتباك ِ المعاني كالتناص ِ بين إصابة ِ طملية في فمهِ بمرض ِ السرطان ومعطهِ لرغيفِ عُمرٍ قَصيرٍ لم يتمكن من ازدرادهما معا ً، مثلما لم ينجح في ازدراد رتابةِ وإيقاع ِ حياتِنا المنافق ِ ... فاكتفى بمضغِ خبزهِ على عجل , وذهب بعد أن نسيّ كَعادتهِ موعدَهُ المتصاعدَ والمراوغ َ مع مَوته الذي اعتقدَ سهوا أنهُ مؤجل ، ولكنه ذهبَ إليه بكل ٍصدق ٍووقار السؤال عن مغزى الحياةِ أصلاً ..ذهب هو ، ولم نفهمْ نحنُ الاحياء الجوابَ بعد إلى الآن ... اليس كذلك ... لستْ أجزم .

*باحث وأكاديمي – رئيس الملتقى الثقافي –الكرك

** الشهادة الابداعية التي قدمت في منتدى شومان ضمن اربعنية طملية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :