facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأمية السياسية ..


مالك نصراوين
27-11-2008 10:17 PM

تعجبني دائما مقالات الاستاذ التربوي القدير حسني عايش ، فأقرأها بمجرد ان ألمح اسمه يذيل تلك المقالات ، فهو واسع الثقافة والادراك ، والاهم من كل ذلك متجدد الثقافة ، فهو دائم البحث والتحديث ، ومن القلائل من المثقفين المستنيرين ، الذي لا يقفون عند حدود القوالب الجامدة ، ويمتلك القدرة على الأنسنة الدائمة لثقافته ، والتسلل الى عمق النفس الانسانية ، ليلم بجميع مكنوناتها ، وهذا البعد الانساني يميز مقالاته بجاذبية خاصة .


في لقاء تلفزيوني اخباري اجري معه الاسبوع الماضي ، لفت انتباهي فقرة ، تحدث فيها الاستاذ حسني عايش عن الامية وتنوعها ، فهناك الامية الاقتصادية التي سببت للكثيرين خسائر فادحة في اسواق البورصة ، وأمية ثقافية ، وأمية تعليمية ، وأمية سياسية ... الخ .


اعجبني عنوان هذا الطرح الجديد لمفهوم الأمية ، التي يظنها الكثيرون تعليمية فقط ، فهو حقيقة واقعة نعيشها في الاردن بشكل خاص ، وعلى مستوى الوطن العربي بشكل عام .


فما عانى منه الاردنيون في الاسابيع الماضية ، نتيجة تلاشي شركات البورصة ، التي ادخروا فيها تحويشة العمر ، طمعا بربح كبير وسريع وغير معقول ، وما كانوا ليقعوا بمثل هذا المطب ، لو التزموا بالبديهيات التي تشبعوا بها منذ صغرهم ، بما تدخره هذه البديهيات من أمثال شعبية ، تحذر من مثل هذ المطبات ، خاصة ان معظم المدخرين في هذه الشركات ، هم فلاحون قرويون او من اصول قروية ، لكانوا قد اراحوا انفسهم من معاناة الندم ، اما ان نصدق باننا في زمن اللامعقول بكل شيء ، فهذا ضرب من الأمية الاقتصادية اللامعقولة .


اما الأمية السياسية ، فهي الأكثر تأثيرا في حياتنا ، لما تتميز به منطقتنا من احداث وتقلبات سياسية ، تمس نواحي حياتنا الحاضرة والمستقبلية ، وشكلت للمواطنين ثقافات سياسية متنوعة ، افرزت اما مواقف سياسية ساذجة او متطرفة ، رغم ان الأولى وادعة ومسالمة ، ولا مجال للمقارنة بين نتائج كلتيهما .


فالثقافة السياسية الساذجة ، لها تأثير كبير على كل امور حياتنا ، تأثيرات نفسية من حيث الاحباط ، وزعزعة الثقة بالوطن ، واضعاف الانتماء الوطني ، او من حيث سذاجة الانتماء والولاء ، وعدم قدرته على الصمود ، امام أي هزة تتعرض لمفاهيمه بالنقد والتشكيك .


اما الأمية السياسية التي تولد التطرف ، وقد تؤدي الى العنف كأحد أبرز نتائجها ، فهي امية حاقدة ، تخلق اعداء وهميين ، وتنفخ في بوق خطرهم المزعوم ، وفي بوق ضعفنا عن مواجهتهم ، وفي بوق تواطؤ الانظمة الحاكمة معهم ، وتقنع السذج بان لا سبيل للخلاص من هولاء الأعداء الوهميين ، الا بالعنف ، فهو الحل السحري لمعضلات الامة ، فتساهم هذه الأمية في زعزعة استقرار الوطن ، وفي تدهور الاقتصاد الوطني ، وتفتيت الوحدة الوطنية ، والانكى من ذلك ، انها بغبائها وجهلها تقدم اكبر خدمة لأعداء الوطن ، المتربصين به .


اما الاعداء الحقيقيين ، فانها تشكك دائما في سبل مواجهتهم ، وتدعي امتلاك وسائل الرد الفاعلة ، وغالبا ما يكون الرد واحدا اوحدا ، لا ثاني له ، فكل الوسائل الاخرى هي سير على درب الخيانة والاستسلام ، هذه الأمية قد تتنوع من حيث الخلفية العقائدية لاصحابها ، او من حيث الخلفية الثقافية والتعليمية ، لكن القاسم المشترك بينها ، هو احتكار الحقيقة ورفض الرأي الآخر ، واستخدام العنف لقمعه او التشجيع عليه .

m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :