facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحرية لا تتجزأ .. يا نقيب المحامين


مالك نصراوين
30-11-2008 10:32 PM

قبل عام 1989 كانت الاحكام العرفية هي السائدة في الاردن ، بعد تجربة مريرة مع ديمقراطية يافعة في الخمسينات ، وكنتيجة لظروف سياسية سادت بعد هزيمة الخامس من حزيران عام 1967، الا ان ارتأى جلالة المغفور له الحسين بن طلال ، طيب الله ثراه ، ان تعود الديمقراطية الى الاردن ، لأن الظروف قد نضجت اكثر ، واصبحت ملائمة لهذه العودة ، وبذلك قلب القائد نظريات الفلاسفة الثوريين رأسا على عقب ، الذين كانوا يتغنون بمقولة " الحرية تؤخذ ولا تعطى " ، فقد اعطانا القائد الراحل هذه الميزة الديمقراطية ، واستبق الكثير من الدول في تبنيها .


لقد كان قرار اعادة الديمقراطية ، قرارا استثنائيا من قائد استثنائي ، وما كان لكل الاحزاب والنقابات ، التي تنطحت لهذا المطلب الوطني ، ان تحقق جزءا يسيرا من هذه الديمقراطية ، لانها لم تدرك ان حزب الملك ونقابة الملك ، هي الاقوى دائما ، وما يراه الملك يصوت له الشعب الاردني بدون استفتاء او انتخاب ، ومن ينكر هذه الحقيقة ، كمن ينكر وجود الشمس في كبد السماء ، وها هي بعض الاحزاب التي ظلت سنين طويلة تنادي بالديمقراطية ، اصبحت الان لا ديمقراطية بممارساتها ، الم تقم قائمة تلك الاحزاب ضد قانون الاحزاب الجديد ، عندما نص على ان يبقى نفس الشخص امينا عاما للحزب لأكثر من دورتين متتاليتين ، فاصبحت الاحزاب ملكية اكثر من الانظمة الملكية .


ثم جاء القائد المعزز ، عبدالله الثاني ابن الحسين ، ليعزز مسيرة الديمقراطية وحرية الكلمة ، وليمنح الصحافة ، بما فيها الصحافة الالكترونية ، حرية سقفها السماء ، وكان اخر تاكيد لتوجهات الملك ، ما جاء في لقائه الاخير مع رؤساء تحرير الصحف الاسبوعية قبل حوالي الاسبوعين ، استمرارا لمسيرة الديمقراطية ، لا نكوصا عنها .


قبل عام الديمقراطية 1989 ، وكما يعلم السيد نقيب المحامين ، الذي اكن له شخصيا كل الاحترام ، كما الكثيرون من الشعب الاردني ، لمواقفه النقابية والوطنية ، قبل ذلك العام كانت مقار النقابات المهنية هي مقرات غير رسمية للاحزاب والتنظيمات الممنوعة ، وكانت الحكومة تعلم ذلك وتغض النظر عنه ، فكان الامر مبررا ، وعندما جاءت الديمقراطية بالاحزاب ، كان من المنطق ان يتلاشى الدور السياسي للنقابات ، وان تتفرغ للمهنة ، دون التخلي عن الدور الوطني ، الذي يعنى بالشأن الوطني العام ، فارتفعت اصوات تنادي بذلك ، لكن الحكومة ، وحفاظا منها على مسيرة الديمقراطية ، وحتى لا تتهم بقمع النقابات والتآمر عليها ، لم تستجب لتلك الاصوات ، وها هي الكثير من النقابات ، اصبحت ملحقات لاحزاب ، واصبح القائمون عليها من لون واحد ، وتكال لها شتى الاتهامات بالفئوية والاقليمية ، وكان الاولى ان تضم قيادات النقابات شرائح اوسع من اصحاب التوجهات الوطنية ، فماذا كان رد النقابات على تلك الاتهامات ، الم يتهم المتهمون بانهم اعداء الديمقراطية ومرتبطون بجهات مشبوهة ؟


عندما توقف صحيفة حزبية عن الصدور لخرقها قانون المطبوعات والنشر ، تقوم الدنيا ولا تقعد ، مطالبة بالحرية الصحفية ، فكيف نطالب الان بقمعها ؟


لا اود التطرق لامثلة كثيرة ، على التناقض الصارخ للمطالبين بالديمقراطية ، عندما تمسهم هذه الديمقراطية ،فتصبح في نظرهم خطرا على الوطن والوحدة الوطنية ، وعندما تكون في صفهم ، فمرحى لها .


في الولايات المتحدة الامريكية ، التي اصبح رئيسها الجديد باراك حسين اوباما ، الافريقي المهاجر ، الذي جاءت عائلته من كينيا ، وهي من ابرز دول العالم الثالث معاناة من الثالوث غير المقدس ، ثالوث الجهل والفقر والمرض ، تابعنا جزءا يسيرا من الحملات الانتخابية ، وما شملته من تجريح واساءات ، فاحد الفنانين المشهورين ، وبحضور المرشح المنافس جون ماكين ، تظرق الى مشية الرئيس الجديد ونحافة ساقيه بطريقة غير لائقة ، اضافة الى حملات اخرى عنصرية كونه اسود البشرة ، ومن جذور اسلامية ، وسمعنا الكثير الكثير من الاتهامات ، التي لو وردت عندنا في حملاتنا الانتخابية ، لسالت الدماء الى الركب ، ومع ذلك لم نسمع ان هناك من طالب يقمع حرية الدعاية الانتخابية ، او من حذر من خطرها على الوحدة الوطنية والاقتصاد الوطني والاستثمارات ، بل ان هذه الحرية اصبحت مفخرة للولايات المتحدة ، وعاملا في زيادة عشاق الحياة فيها ، اما عندنا ، فان من يفتح فاهه لينتقد ادنى مسؤول فاحت رائحة الفساد من دائرته ، تنهال التهم الاقليمية لمناصريه ومعارضيه ، وتتبعها مناشدات بقمع الحرية تلافيا لمثل هذه الاتهامات ، الموجودة في مجتمعنا فعلا ، في البيت والمدرسة والمؤسسة والشارع ، فلماذا نحارب رائحتها في الصحف الاكترونية ، ولا نحارب جذورها في المجتمع ؟ لماذا لا نشير الى مؤسسات وشركات وبنوك وغيرها الكثير ، التي يمارس فيها هذا العيب الاجتماعي ، بحيث اصبح عنوانا مخفيا للتمييز الوظيفي ؟ ونركز على تعليق من مواطن قد يكون هو احد ضحايا هذا العيب الذي نعاني منه ، وليس سببا له ؟


ان كانت هذه الاثارات الاقليمية ، والتي الاحظها انا مع السيد نقيب المحامين ، وكما تعيشها فئات كبيرة من شعبنا منذ عشرات السنين ، لم تؤثر في وحدتنا الوطنية ، بفضل الوعي الذي يعيشه شعبنا ، وقدرته على التمييز بين الغث والسمين ، وبفضل قيادتنا الحكيمة وقوى شعبنا الطليعية ، فكيف ببعض عبارات شاذة في بعض المواقع الاكترونية تصبح مبررا للمطالبة بقمع الحرية الصحفية ، التي طالب بها رجال الصحافة طويلا ، وكثير من الغيورين على المصلحة الوطنية ، ومنحها القائد لشعبه ، واكد على دعم استمراريتها ، حتى يطاول سقفها السماء .

m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :