facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غزة تنتظر سفن طارق بن زياد ..


مالك نصراوين
05-12-2008 10:57 PM

مصائب قوم عند قوم فوائد ، هذا هو حال الأهل في غزة ، الذين يعيشون اكثر من حصار ، هذا هو حالهم مع صائدي الفرص الاعلامية ، وعشاق الظهور الاعلامي .


فبعد ان قامت سفينتان اوروبيتان خلال الاسابيع الاخيرة ، تحمل على متنها برلمانيين ونشطاء حقوق الانسان ومناصرين للشعب الفلسطيني ، ومن بينهم شقيقة زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ، ويحملون معهم بعض المساعدات العينية ، وبقلوبهم وعبر السنتهم ، حملوا الدعم المعنوي ، فقاموا بكسر الحصار على غزة ، واستطاعوا الدخول اليها بجهود دبلوماسية ، وبثقل اصحاب المبادرة انفسهم ، وليس بالعنتريات الهوجاء او بقوة السلاح ، شعر العرب بالخجل من انفسهم ، لقيام اجانب بما لم يستطيعوا القيام به ، فقرروا ان يقوموا بنفس العمل الذي قام به الاوروبيون ، بنفس المقدار ونفس الطريقة تماما ، رغم ان الاوروبيين لا يحملون في قلوبهم مشاعر قومية عربية ، بل مشاعر تضامن انسانية .


فكانت السفينة الليبية التي ارسلت الى غزة ، وعلى نفس النمط الاوروبي ، وفشلها بالوصول الى غزة كان مؤكدا ، فليبيا ليست فرنسا او المانيا او ايطاليا ، ومن كانوا على متنها ليسوا كنظرائهم الاوروبيين ، لقد كانت تقليدا غير موفق ابدا .


وبالأمس كانت جلسة لمجلس النواب الاردني ، وبدعوة من نواب جبهة العمل الاسلامي ، والموضوع كان ارسال سفينة مماثلة للسفن الاوروبية ، لكسر الحصار عن قطاع غزة ، فكانت خلافات ، وكان هناك كما هو متوقع ، توجهين متضادين ، الاول متحمس لارسال السفينة رغم علمه بفشل مهمتها مسبقا ، والتوجه الآخر عقلاني ، طلب بحث امكانية انجاح العملية ، واجراء الاتصالات اللازمة ، كي يتحقق الحد الادنى من الاهداف على الاقل ، وهو هدف ايصال المعونات للمحاصرين ، وهم بامس الحاجة لها ، أكثر من الخطابات ورفع شارة النصر ، والضجيج الاعلامي الذي سيرافق تحرك السفينة وعودتها ، وهي بكلتا الحالتين محملة باطنان الادوية والاغذية ، فاهل غزة قد انهكمهم الجوع والحصار ، بحيث لم يعودوا قادرين ، على تحضير استقبال يليق بالاخوة العرب الفاتحين ، "عفوا المساندين" ، ففي الوقت الذي يرفعون فيها يدا بشارة النصر ، تضغط اليد الاخرى على المعدة الخاوية من الالم ، اما الفاتحين فيدهم الاخرى تخفف آثار التخمة .


لقد نسي الاخوة النواب الافاضل ، انهم ليسوا اوروبيين ، بل عربا واخوة لأهل غزة ، وان الدور المطلوب منهم ، والذي يتلائم مع حماستهم ، ليس ارسال سفن المساعدات الغذائية ، بل سفنا تحمل الفاتحين ، يقودها طارق بن زياد جديد ، لكي يقوم باحراق السفن بعد وصولها لشاطيء غزة ، فلا يبقى امامهم الا القتال ، لانهاء ابرز انواع الحصار ، وهو حصار الاسرائيليين ، ثم يقوموا بعد ذلك بانهاء انواع الحصار الاخرى ، الذي تنفذه حماس ضد بعض اهل غزة ، ضد الحجاج الذين منعتهم حركة حماس الاسلامية ، من أداء احد أهم واجباتهم الدينية ، وهو الحج الى بيت الله الحرام ، بحجة ان اختيارهم تم من قبل السلطة الفلسطينية في رام الله ، التي انقلبوا عليها انقلابا دمويا ، شهد العديد من الفظائع ضد ابناء حركة فتح .


اننا نتمنى على السادة النواب الافاضل ، ومنهم نسبة لا بأس بها من اصحاب الملايين ، الذين انفق الواحد منهم على حملته الانتخابية في العام الماضي اكثر من مليون دينار ، والذين يتقاضى كل منهم راتبا يفوق الاف وخمسمئة دينار ، ان يتبرعوا ببعض ملايينهم لاخوتهم في غزة ، وان يكلفوا الحكومة الاردنية بمهمة ايصال المساعدات الى المحاصرين ، فما قامت به الحكومة الاردنية بصمت وبدون ضجيج اعلامي ، وبفعل الاحترام الذي يحظى به الاردن من قبل الاصدقاء في العالم ، لا بل من قبل الاعداء ايضا ، كان له اكبر الاثر الايجابي في مساندة اهل غزة ، بدلا من هذه الرحلة الطويلة الشاقة حول شبه جزيرة سيناء ، وعبر قناة السويس ، ثم البحر المتوسط ، ثم العودة بنفس الحمولة .

m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :