الذكرى 21 للانتفاضة الفلسطينية .. وهل يضيع الحق ؟!
10-12-2008 02:35 AM
عمون ـ صادفت الثلاثاء الذكرى الحادية والعشرين لانطلاقة الانتفاضة المباركة العارمة الأولى للشعب العربي الفلسطيني ، ضد العدو الغاصب في فلسطين الصمود .
وشكلت الإنتفاضة تحولا في المفهوم العام للوجود الفلسطيني المرتبط بخيار المقاومة ، ودفع الظلم الذي كان يحيق به على مدار سير الشمس وتحت جنح الظلام جرّاء المجازر وعمليات القتل والهدم البطش والتنكيل والاعتقال الذي كانت ولا تزال تمارسه الآلة الحربية والعقلية المتغطرسة المترئسة في الكيان الاسرائيلي .. حيث بدأت تلك العقلية الآلية في تحديها للعالم وللعرب وللمواثيق العالمية التي أخرجتها منظمات وهيئات أعلنت نفسهاالأمينةالعامة على سلامة ووجود الكينونة البشرية ، ثم غضت الطرف عن شعب سالم مسالم أعزل هبطت عليه لعنة الصهيونية لتأتي بشتات الشعوب من كل الاصقاع والبقاع ليغتصبوا أرضا طاهرة ، عمّرّها أهلها آلاف السنين رغم تكالب الطامعين والباحثين عن التمدد غير الطبيعي على حساب أمم الأرض ، لم يكن آخرهم جيوش دولة بريطانيا التي فتحت بكل ما أوتيت مصاريع أبواب البحر والفضاء لأسراب المحتلين والحاقدين على الانسانية ، فكان محتل يفوض محتلا ليغتصب حقا لن يضيع ، وأهله يطلبونه مع كل ولادة لشمس يوم جديد .
"عمون " وإيمانا منها بحق الشعب العربي الفلسطيني بحياته الكريمة ، ووجوده الإنساني ، وحقه غير القابل للجدل في أرضه المسلوبة ، وحق تقرير مصيره الذي فجره الرعيل الأول في ثورات عشرينات وثلاثينات القرن العشرين .. "عمون" تذكر بهذه الكرامة التي انتزعها طفل فلسطيني حمل حجرا وقذف به في الهواء ليقض به مضاجع الرؤوس الصلبة التي آلت على نفسها إلا ان تكون محتلا غير شرعي في زمن تنادي به في حق غير شرعي لأبناء شعوب العالم ممن يدينون باليهودية ..
وتاليا عرض لمسيرة الانتفاضة المباركة يقدمها الزميل ( ياسر زهير خليل ) :
في ذكرى الانتفاضة الأولى
انطلقت شرارة الانتفاضة الأولى المباركة للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال ، في 9/12/1987وتعود بنا الذكرى في هذه الأيام إلى تلك المشاهد البطولية الاولى و انفجار الانتفاضة الشعبية والتي امتدت إلى كل المناطق في الضفة الغربية ، تلك المشاهد البطولية التي سطرها أبناء شعبنا الفلسطيني في انتفاضة أطفال الحجارة حيث عبر شعبنا الفلسطيني أطفاله ونسائه ورجاله وشبابه وشيوخه وبكل أطيافه عن رفض ذلك المحتل الذي سلب الأرض وشرد الإنسان الفلسطيني عن أرضه .. ومن خلال انتفاضة الحجارة والاستقلال استطاع شعبنا الصامد وعبر نضاله المشروع والعادل أن يوصل رسالة للعالم مفادها أن هناك شعب يعيش ويرزح تحت احتلال بغيض وأن هذا الشعب يريد أن يستقل لتكون له دولة ينعم بها كشعوب العالم 0
الانتفاضة الأولى كانت بمثابة ثورة شعبية ضد الاحتلال الغاصب . بدأت في قطاع غزة وامتدت إلى أرجاء الضفة الغربية.
استمرت الانتفاضة الاولى 6 سنوات سمتها البارزة هي البعد الشعبي لها من خلال المظاهرات الحاشدة والإضرابات والعصيان المدني ضد الاحتلال كعدم دفع الضرائب، ومقاطعة البضائع الإسرائيلية وقذف جنود وآليات الاحتلال بالحجارة، على يدي الأطفال والشبان والنساء والشيوخ و كانت الحجارة الأداة الرئيسة التي أستخدمها الفلسطينيون للتعبير عن غضبهم وسخطهم. لقد أدخل شعبنا البطل المغوار مصطلح الانتفاضة قاموس لغات الأرض قاطبة بما فيها اللغة العبرية.و كانت الانتفاضة الفلسطينية الأولى هي مرحلة جديدة في الصراع العربي- الإسرائيلي منذ قيام إسرائيل، إذ انتقل الكفاح الفلسطيني إلى داخل الأراضي الفلسطينية بعد أن كان خارجها.
كانت انتفاضة الحجارة بمثابة احتجاج شعبي عفوي من جميع شرائح المجتمع الفلسطيني على الوضع العام المزري بالمدن والقرى والبلدات والمخيمات الفلسطينية والقمع اليومي الذي تمارسه إدارة الحكم العسكري آنذاك على الفلسطينيين .
تم تنظيم فعالياتها من قبل القيادة الموحدة ذراع منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك في الداخل ، ونشأت فيها لجان محلية في كل المدن والقرى والمناطق عملت على تنظيم الغضب الجماهيري للشارع الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي ، مع توفير كل مقومات الصمود من المؤونة والتعليم والأدوية وباقي الخدمات الضرورية أثناء منع التجول والذي كان يستمر أحيانا لأكثر من شهر .
الانتفاضة الاولى كانت ضرورية في ذلك الوقت لإعادة الاتزان للصراع مع العدو الاسرائيلي ورد الاعتبار للشعب الفلسطيني وشكلت صفعة للجيش الإسرائيلي الذي اعتقد انه بالإمكان السيطرة على الشعب الفلسطيني الأعزل عبر آلة القمع والقتل وعبرت بذلك عن أروع صور نضال الشعب الفلسطيني.
ستظل ذكريات الانتفاضة وذلك المشهد البطولي راسخ في الذاكرة الفلسطينية وعلينا دائما إحياء هذه الذكرى من خلال الفعاليات والأنشطة لنتذكر أيامها دائما.
في ذكرى الانتفاضة الأولى نتذكر الأسرى .. أسرى الحرية وجرحاها وشهدائها الأبرار وكل شهداء وأحرار ومناضلي الشعب الفلسطيني.