facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأرناؤوط في الأردن .. زيارة ألبانيا فرصة لإعادة الاعتبار لقومية غابت عن المشهد


لانا ارناؤوط
09-12-2025 05:59 PM

تستضيف المملكة الأردنية الهاشمية، يوم الثلاثاء، جولة جديدة من مبادرة "اجتماعات العقبة" بالشراكة مع ألبانيا، في إطار التعاون الدولي لمحاربة الإرهاب وتعزيز الحوار بين الأديان وخلال استقبال جلالة الملك عبد الله الثاني لرئيس وزراء ألبانيا إيدي راما، بحضور سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، شدّد جلالته على أهمية الحوار الديني كجزء رئيسي من أجندة هذه الجولة من الاجتماعات، مثمّنًا دور ألبانيا في المشاركة في استضافة هذه الفعالية.

هذه الزيارة، على أهميتها السياسية والأمنية، تحمل أيضًا دلالات ثقافية واجتماعية عميقة قد يتجاوز صداها إطار الاجتماعات الرسمية فالحضور الألباني في الأردن ليس حدثًا مستجدًا، بل يعود إلى عقود طويلة ارتبطت خلالها عائلات أرناؤوطية كثيرة بالأرض الأردنية، وأسهمت في نسيج المجتمع دون أن تنال مساحة عادلة من التوثيق أو التمثيل.

الأرناؤوط… وجود تاريخي بلا حضور رسمي

على الرغم من وجود عدد ليس قليلًا من أبناء القومية الأرناؤوطية في الأردن، إلا أن حضورهم يبقى شبه غائب في الفعاليات الرسمية، والمناسبات الثقافية، وحتى في قوائم القوميات التي تُذكر عادة في وزارة الثقافة أو عبر الطوابع والبرشورات الرسمية.

في المقابل، تحضر قوميات أخرى بشكل لافت عبر مشاركات ثقافية ومعارض ومهرجانات وفنون شعبية أما الأرناؤوط – على الرغم من تاريخهم وامتداد عائلاتهم – فلم يحظوا بالمستوى نفسه من الاهتمام أو التوثيق.

وهنا تأتي أهمية زيارة رئيس وزراء ألبانيا للمملكة… فهي أكثر من لقاء سياسي؛ إنها فرصة لتسليط الضوء على جزء من تاريخنا الاجتماعي الذي لم يُوثّق كما يجب.

فرصة تاريخية… بدأها جلالة الملك ويمكن أن نكملها

منذ إطلاق "اجتماعات العقبة" عام 2015، أثبت جلالة الملك عبد الله الثاني أن المبادرات الكبرى تصنع عبر التواصل بين الدول وتعزيز الشراكات ذات الأبعاد الأمنية والفكرية واليوم، ومع حضور ألبانيا كشريك في هذه الجولة الجديدة، تتفتح نافذة جديدة يمكن من خلالها إعادة إدراج القومية الأرناؤوطية ضمن القوميات المعترف بها رسميًا في فعاليات وزارة الثقافة والمناسبات الوطنية.

هذه الخطوة ليست مجرد اعتراف رمزي، بل تأسيس لرواية وطنية شاملة لا تُقصي أحدًا من المكونات التي ساهمت في بناء الأردن الحديث فالأرناؤوط كانوا جزءًا من موظفي الدولة، الجيش، السوق التجاري، التعليم، والبيوت الأردنية التي ورثت قيم الانتماء والولاء عبر أجيال.

إن زيارة إيدي راما تتيح لحظة سياسية وثقافية مهمة يمكن البناء عليها، من خلال تفعيل حضور الأرناؤوط في الفعاليات الوطنية والثقافية وتوثيق تاريخهم عبر ملفات وأبحاث تُوثّق الهجرات، العائلات، والموروث الشعبي وتنظيم مهرجانات ثقافية مشتركة بين الأردن وألبانيا وإصدار طوابع أو منشورات رسمية من وزارة الثقافة لتسليط الضوء على الهوية الأرناؤوطية في الأردن.

وتشجيع الجيل الشاب من الأرناؤوط على إبراز هويتهم الثقافية ولغتهم وتراثهم ضمن النسيج الوطني.

هذه ليست دعوة لإعادة تشكيل الهويات الفرعية، بل لتعميق الفهم للتنوع الذي شكّل الأردن دومًا… الدولة التي تتسع للجميع، وتفخر بتاريخها الذي كتبه الأردنيون بمختلف أصولهم.

ختامًا… الأردن يتسع للجميع

لقد بدأ جلالة الملك الخطوة الأولى عبر تعزيز الحوار ونقل صورة الأردن كدولة تبني الجسور مع العالم وربما تكون مسؤوليتنا اليوم – كإعلاميين، مثقفين، وباحثين – أن نكمل هذه الخطوة من خلال إعادة الاعتبار لقومية كانت وما تزال جزءًا أصيلًا من نسيجنا الاجتماعي.

زيارة رئيس وزراء ألبانيا ليست مناسبة عابرة… إنها لحظة قد تُعيد الأرناؤوط إلى الواجهة التي غابوا عنها طويلًا، ليحضروا كما يليق بتاريخهم، وكما يليق بالأردن الذي لا ينسى أبناءه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :