facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حكومة من المعارضة في الاردن


د.سنان شقديح
12-04-2007 03:00 AM

ملامح السقوط المحقق والقريب لحكم مجموعة ما يسمى بالمحافظين الجدد في واشنطن والاستعدادات الاميركية المبكرة لمرحلة مابعد رحيل بوش الابن والتي عبرت عن نفسها بأنفتاح قيادة الحزب الديمقراطي واستعدادها للحوار مع سوريا بداية وايران لاحقاتؤشر على امكانية استئناف قريب لحوار بدء منذ نحو سنتين وتوقف علنا بين بعض افرع حركة الاخوان المسلمين وممثلين عن الحكومة الاميركية.وليس خافيا ان الانفتاح الأميركي المرتقب اساسه مصلحي ويفرضه واقع الحاجة لهزيمة مشرفة في العراق تسمح بسحب قريب وضمن مدة اقصاها العامين من المستنقع العراقي الذي اظهر عجز الأرمادا الأميركية وكشف عورة العلج "الجندي" الاميركي الباكي امام كاميرات الاعلام والمطالب بالعودة الى حضن صديقته المثيرة فارا من جحيم لم يرى مثلة حتى في العاب الفيديو الحديثة.



وعدا عن الحاجة المصلحية فهناك لوبي مؤثر من قيادات الدرجة الثانية الصاعدة متمركزة في الخارجية الاميركية تدفع باتجاه الحوار والانفتاح مدعومة بموقف اوروبي ظهر جليا خلال اللقاء الذي جمع القنصل البريطاني العام في تل ابيب مع رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية "ابو العبد".



وايضا فأن الادارة الاميركية المنهكة من حربها مع قوى الرفض العنفي الاسلامي حول العالم والمقاومة في العراق تدرك حاليا ان الانفتاح على الاعتدال الاسلامي وممثليه هو الحل الانجع لتجفيف مصادر الدعم اللوجستي والاعلامي والجماهيري لحركات مثل القاعدة ومن هنا جاءت الحوارات المعلنة بين بعض اطياف المقاومة الأسلامية غير القاعدية في العراق والسفير الاميركي في بغداد.



ومؤخرا لوحضت تصريحات ايجابية خرجت خلال ندوات بدت فيها الادارة الاميركية كأنهاافاقت فجاءة من غفوتها لتكتشف ان قوى الاعتدال الاسلامي تنتخب قيادتها ديمقراطيا وبها اغلبية حمائمية لا تعادي الغرب لانه غربا وانما تتنافر مع بعض سياساته وسبق لها وان عملت معه يدا بيد وبندقية ببندقية ضد المد الماركسي في العالم.


وكما يبدو فأن الحوار غير الرسمي الذي بدأته الادارة الاميركية مع الاسلاميين وانقطع ظاهرا قبل نحو عام اثر حملة شرسة شنتها منظمة اللوبي المؤيد لاسرائيل واطياف اليمين الاميركي المتعصب استمر عبر تبادل غير منقطع للأراء عبر قناة فتحتها قيادة الفرع السوري لحركة الاخوان المسلمين المستوطنة في العاصمة البريطانية. ويقال هناان قناة تبادل الأراء هذه المخبأة تحت عمامة صدرالدين البيانوني والواصلة بين لندن وقيادة حماس في الدوحة هي التي افضت للقاء تبادل وجهات النظر بين "ابو العبد" والقنصل البريطاني.



المرجح هنا ان الادارة الاميركيةالقادمة ستكون اكثر استعدادا
للتعامل مع جهات تمثل الاعتدال الاسلامي ضمن سعيها للفرار من مصائبها الاقليمية والعالمية وبالتالي فهي لا تمانع تمثيلهم في الحكومات او قيادتهم لها ان التزموا بشروط اللعبة الدولية لكنها لا زالت ترفض التعامل مع مطلب الحركة الاخوانية بالتفاوض حول اتفاق اطار عام قد يبدو الوصول له صعبا على المستويين القريب والمتوسط.



واقليمياتبرز تجليات استئناف الحوار بين الاخوان وواشنطن اوانقطاعه عنفيا في الاراضي الفلسطينية عبر صراع حكومة حماس مع الرئاسة الفلسطينية المرضي عنها اميركيابينماالتزمت كتائب القسام هدنة شبه معلنة مع اسرائيل فيما يأخذ الصراع شكلا مدنيا متصاعدا في مصر لكن حكمة القيادة وراهن التعايش التاريخي بين الدولة وحركة الاخوان المسلمين جنبت الاردن الأنجرار نحو اي من الحالتين مما يؤهل الأردن للعب دور النموذج لحالة التعايش الخلاق بين انظمة الحكم العربية والحركة الاسلامية.



الاهم من ذلك كله هو التقارب الكبير القائم والمتصاعد بين الطروحات العامة للدولة الاردنية واحزاب المعارضة فيما يتعلق بقضايا الاصلاح السياسي الداخلي اولا و الاقتصادي تاليا مع تقلص متواصل للفجوة بشأن ملف العلاقات الخارجية بفعل ارتباطه بواقع الندرة الاقتصادية التي يتفق عليها الجميع وتفرض تبني مواقف سياسية خارجية اساسها مصلحي وغير شعبية احيانا.


هذا التقارب يقابله موقف محايد او رافض للأصلاح من قبل الصالونات السياسية التقليدية التي اعتادت على تقاسم وتناقل الحكومات فيما بينها والتي تعاني ايضا من سيطرة الحرس القديم فيما لم ينجح اي منها بتقديم افكار او وجوه جديدة بعيدة عن روحية المحاصصة اولا والبرنامج السياسي والاقتصادي اخيرا.


ولا اعتقد انني اضيف جيددا حين ازعم ان الحركة الاسلامية التقليدية الاردنية وحولها الاحزاب القومية واليسارية هي الاكثر تنظيما وتمثيلا وتضم جميع اطياف المجتمع وهي ليست شمالية او جنوبية او غربية الهوى وانما تمثل شرقي الاردن بتعدديته المتناغمة المؤسسة لحالة نهوض وطني وقومي ان احسن التعامل معها.



ولا اضيف جديدا ايضا حين اذكر ان القوى الاسلامية التقليدية في الاردن انتقلت لمواقع المعارضة قبل عقدين من الزمان فيما وقفت قبل ذلك ومنذ تشكيلها الى جانب الدولة ضد قوى اليسار الناهض انذاك وبالتالي فموقفها المعارض تكتيكي يثبت براغميتها واستعدادها للتعامل مع الوقائع القائمة دون ان ننسى ان بداخلها حمائم مستعدة لقطع خطوات ابعد ان ضمن لها المشاركة الحقيقية في الحكم او قيادة الحكومة.

كما ان هناك حق طبيعي بمشاركتها في الحكم يكفله حجم تمثيلها لشريحة مهمة من المجتمع عدا عن كونها الاقدر على تمرير قرارت اقتصادية صعبة ان وضعت الملفات الاقتصادية والارقام الصعبة على طاولتها.

وعلى ذاك الجانب من المحيط فأن الاردن الاكثر ديمقراطية من غيره وحده القادر على اعادة تقديم وجه الاعتدال الاسلامي للغرب وهي مسؤولية تاريخية للدولة ارى كمراقب من بعيد انها استحقت.

وجود المعارضةالاردنية في الحكم وعدا عن كونه استحق خارجيا فأنه سيكشف امكانية تطبيق شعارات المعارظة الخلابة كما سيفتح الطريق امام انتقال صالونات الحكم التقليدية لمواقع المعارضة بعيدا عن محاصصة مريديها مما قد يدفعها لطرح برامج سياسية قد توحدها او تنهي رموز الحرس القديم وطروحاتهم المحاصصية.


* كاتب واكاديمي عربي مقيم في الولايات المتحدة


shaqdeh@yahoo.com






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :