facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أمة تسكن التاريخ


فهد الخيطان
11-06-2017 12:32 AM

نحن أمة تبهر العالم بحق، ليس في قاموسنا من إنجازات سوى الأزمات. أمة متخصصة في إنتاج الأزمات ليس إلا. حصتنا في هذا الميدان وافرة؛ الأزمة السورية، الأزمة الليبية، الأزمة اليمنية، الأزمة العراقية، الأزمة بين مصر والسودان، وبين الجزائر والمغرب، وأخيرا وليس آخرا الأزمة الخليجية.

لم نعد أصحاب قضايا بل أصحاب أزمات. ما اعتقدنا أنها قضية العرب الأولى لسبعين عاما مضت، تحولت بفعل فاعل إلى هامش في آخر الصفحة. من يذكر قضية الشعب الفلسطيني والاحتلال البغيض اليوم، وسط معمعان المعارك الطائفية والإقليمية، وصراع الأخوة الأعداء في الخليج العربي؟

أمة تطحن نفسها، وتهدر ثرواتها في حروبها الداخلية. حكومات تمعن في تحريض الشعوب العربية على بعضها بعضا ولاتوفر وسيلة إلا وتسخرها في حربها لشيطنة الشقيق، وطعن القريب. دول عربية تحاصر بعضها، ولا تتوانى عن قطع رغيف الخبز عن الشقيق.

أمة غارقة في الكراهية، لا تجيد غير هذه الثقافة البغيضة. نحتقر الآخر ولا نبالي بإرهاب إذا ما أصاب غيرنا. فضيحة المنتخب الوطني لدولة عربية في تصفيات كأس العالم ماتزال طرية، تذكرنا بما نحن على حقيقتنا. هل يعقل أن نقف دقيقة صمت تضامنا مع ضحايا إرهاب "مانشستر" وهم "كفار"؟!

لا شك أن غالبيتكم تتابع السجالات الدائرة بين أبناء العروبة والخليج بعد الأزمة التي تفجرت أخيرا بين الدول الخليجية. نقاشات وتعليقات مخزية تطفح بالكراهية والجهل، وكأننا نعيش في عالم ما قبل الدولة وعصر التكنولوجيا. ثقافة القبيلة المتكئة على الموروث الديني السلفي، لا صلة تربطها بالحداثة والعصر سوى الأدوات والتقنيات.
الدولة القُطرية التي نهضت على أنقاض الاستعمار الأجنبي قبل عقود طويلة كانت أفضل حالا من دول ومجتمعات القرن الحادي والعشرين؛ ثقافة ووعيا وتنويرا.

نحن اليوم بلا عقل، أسرى لغرائزنا البدائية، وهوياتنا الأولى، وللجانب المظلم من موروثنا القديم.
ماذا قدمنا للبشرية في السنوات الماضية، غير الإرهاب والكراهية والنفط؟

أمس أظهرت نتائج الانتخابات في بريطانيا، فوز 15 مسلما بريطانيا في البرلمان بينهم 8 نساء. أعطني بلدا عربيا واحدا تفوز فيه النساء بهذا العدد في انتخابات حرة تنافسية؟

هذه بريطانيا التي غرقت في الأمس القريب بدمها بفعل أعمال إرهابية ارتكبها أبناء جلدتنا.
شابة بنغالية من بين الفائزين، بينما في بعض بلداننا تعامل قريناتها من خادمات المنازل معاملة العبيد. وشابة ثانية لأم عربية فلسطينية لم تبلغ الثلاثين من عمرها تتفوق على واحد من حيتان حزب المحافظين في دائرته. من هن من أمثالها في بعض دولنا لايحق لها أن تسير في الشوارع مكشوفة الوجه، أو تقود سيارة، وهي تحمل درجة الدكتوراة في الفيزياء وتدرّس في"أكسفورد" أعرق جامعات الكون.

من وصف المواجهة الدائرة حاليا في الخليج بحرب البسوس كان على حق. كل حروبنا الداخلية وتلك المندلعة بين الدول على هذه الشاكلة. حروب من الماضي السحيق بأسبابها ودوافعها، وسلوك أطرافها. انظروا إلى حال المعارضة في سورية؛ فصائل تحمل أسماء من الماضي البعيد، تزعم أنها تقاتل من أجل مستقبل مشرق وديمقراطي لسورية، وحلفاء للنظام تسكنهم صراعات مذهبية مضى عليها أكثر من ألف عام.

هذه أمة تسكن التاريخ، ولن تعود للحياة قريبا.

الغد





  • 1 مواطن عادي الكرك 11-06-2017 | 12:56 AM

    كلامك استاذ فهد صحيح مليون بالمليون ؛
    ولكن حتى نكون منصفين ليتك تحدثنا عن حالتنا الاردنية وهل نحن باتجاه ازمه ام قضية في ظل هذا الاستعلاء الرسمي على المواطنين وعدم الاعتراف بالأخطاء والخطايا التي ترتكب دون وازع من دستور او منطق سليم
    ارجوك حدثنا حتى لا نشتم من كلام كتابنا ان صوتهم عالي للحديث عن الخارج او صامتين ان لم اقل متماهين مع الوضع الداخلي لا سمح الله

  • 2 مغترب 11-06-2017 | 02:20 AM

    صدقت ... وللأسف ...

  • 3 محمد المختاري 25-06-2017 | 05:58 PM

    نعم امة تحتاج الي نهضة ،ودول تفرقت رؤيتها واصبحت متجبرة على مواطنيها تخضعهم لنفوذها.
    بينما البلاد المتقدمه تكون في خدمة مواطنيها وتلتمس مايرفع شانهم ووطنهم.اوطان بلد ان تتطوع لخدمة مواطنيها طوعت مواطنيها لاهوائها،ومع هذا وذاك نطلب التوفيق والسداد من الخالق سبحانه


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :