facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




احذر ما تشاهد !


محمد ابو عرقوب
21-12-2008 01:23 PM

يلفت الانتباه في الاونة الاخيرة اعلان على بعض الفضائيات العربية المعروفة بعنوان اخذر(ما تشاهد) في دعوة صريحة للمشاهد العربي ان يحرص على انتقاء القنوات و البرامج التلفزيونية التي يشاهدها كي لا تكون تلك المشاهدة سلبية .

فهل حصل وان شاهدت قناة (Mtv arabia) على تردد (11977). او قناة (Nickelodeon) على تردد (10775) او قناة Fox series)) على تردد (12130) و جميعها تبث على القمر الصناعي نايل سات؟
جميع هذه القنوات تدخل الى بيوتنا دون ان نعرف هويتها او اهدافها او من يقوم عليها.
الحقيقة الاولى انها نموذج من قنوات تستهدف المشاهد العربي بشكل دقيق.و حتى نكشف الستار عن هذه القنوات واهدافها لابد لنا من معرفة مصدرها و بالتالي سنعرف الهدف الذي تقوم من اجله تلك القنوات ببث مواد اعلامية الى المجتمع العربي.

ان تلفزيون (Mtv arabia) هو النسخة العربية من تلفزيون Mtv للموسيقى و الذي تملكه شركة (Viacom) الامريكية التي تعد ثاني اكبر و اضخم المجموعات الاعلامية في العالم و تمتلك 38 محطة تلفزيونية و 163 محطة اذاعة. وقد ولدت هذه الشركة نتيجة لمجموعة اندماجات لشركات كبرى كان اخرها الاندماج الذي تم عام 2000 بقيمة 30 بليون دولار عندما اشترت مجموعة CBS)) التلفزيونية المعروفة.و قد وضعت هذه الشركة خططها لكي توسع خدماتها البرامجية والسينمائية لتشمل كافة انحاء العالم من خلال شبكة (Nickelodeon).

اما مجموعة Fox)) بفروعها المختلفة من الافلام والاخبار و غيره من الخدمات التلفزيونية فهي تابعة لمجموعة News Corporation)) التي يمتلكها روبرت مردوخ و هو يهودي من اصول استرالية يحمل الجنسية الامريكية و الذي يطلق عليه امبراطور الاعلام والذي يسيطر على العديد من شبكات التلفزيون و شركات الانتاج التفزيوني .

هذه الشركات الكبرى هي من تسيطر على استراتيجيات الاعلام الدولي من خلال اكبر الشبكات التلفزيونية والاذاعية العالمية والكثير من شركات انتاج الافلام والمواد الاعلامية والتي تقوم ببيعها الى وسائل الاعلام الاخرى او بثها من خلال شبكاتها التي تمتلكها.و الهدف الاساسي لهذه الشركات ان تقوم بوسائلها الاعلامية الضخمة بمحاربة الثقافات المحلية في الدول النامية و التاثير في عقول المشاهدين وخاصة الشباب منهم لتغيير انماط حياتهم الاستلاكية من خلال فرض الثقافة الغربية لتكون بديلا عن الثقافة المحلية.لان هذه الشركات تقوم على مبدأ السوق المفتوح والتنافس الحر الذي يهدف في النهاية الى تحقيق الارباح الطائلة.
و هذا ما توصلت اليه فعلا النطريات التي بحثت في الاعلام الدولي و تطوراته خاصة مع انتهاء الحرب الباردة .و من اهمها نظرية الاستعمار الالكتروني التي ترى ان وسائل الاعلام الدولية اصبحت تستهدف العقول و الثقافات من اجل تغيير سلوك الافراد للوصول الى اسواق اكبر في العالم يتيح للشركات الكبرى المتعددة الجنسيات ان تحقق الربح المادي.

كما ان نظرية النظام العالمي قسمت العالم الى ثلاثة اقسام وهي الدول المركزية و التي تنطلق منها الشركات الكبرى المتعددة الجنسيات التي تستحوذ على وسائل الاعلام العالمية بالاضافة الى الدول شبه الهامشية واخيرا الدول الهامشية التي تشكل اسواقا استهلاكية لدول المركز و منها الدول العربية.
اذن فاننا الان امام موجة جديدة و اسلوب جديد للقضاء على ثقافتنا العربية و تحويل جيل الشباب الى مقلد يلهث وراء الثقافة الغربية للوصول الى النتيجة الاساسية وهي ان وظيفة مجتمعات الدول الهامشية وخاصة فئة الشباب استهلاك الانتاج المتدفق من الغرب.

اما السؤال الذي يطرح نفسه بقوة ما الذي اتخذته الحكومات العربية واجهزة اعلامها والاعلام العربي الخاص من خطوات جدية و ايجابية تجاه هذا الغزو الذي يدخل الينا عبر الاقمار الصناعية مقتحما كل بيت للاستحواذ على عقل الاسرة العربية وتغيير نمطها الحياتي؟

ان الاجابة التي تقوم على واقع الاعلام العربي المحلي تؤكد ان هناك غيابا واضحا لاستراتيجيات تعمل على الحفاظ على خصوصية مجتمعاتنا وحمايتها من ان تصبح تابعة لانظمة الدول المركزية. و الواقع الذي يحكم العالم الان ان دول المركز هي من يقدم الينا السلع و نحن من نقدم لهم العمالة الرخيصة بالاضافة الى تحولنا الى سوق سهلة تتنافس عليه الشركات المتعددة الجنسيات لتحقق الربح المادي.
و اما ما يتعلق بسيطرة مفهوم الحتمية الاقتصادية على منظومة الاعلام الدولي يحتم علينا ان نقف مفكرين في خلق استراتيجية تمكننا من درئ التاثير الواقع على مجتمعاتنا من الغزو الاستعماري الالكتروني الذي ياتي بعد ان اصبحت الاساليب الاستعمارية العسكرية للشعوب غير مجدية.
اذن فان النتيجة الحتمية الان ان الاستعمار الغربي لمنطقتنا مستمر لكن بصورة اخرى وهو الاستعمار الالكتروني الذي يقوم على قوة المعرفة و المعلومة.و لعلنا نسعد عندما نرى اذاعة محلية في الاردن و هي اذاعة صوت الجنوب (معان الجديدة) التي تبث على موجة الاف ام في جنوب الاردن من جامعة الحسين بن طلال تتخذ من شعار (المعرفة قوة) هدفا استراتيجيا لها لتؤكد لجمهورها من المستمعين ان امتلاك المعرفة في عصر التكنولوجيا و انظمة الديجيتال هو القوة الحقيقية التي يمكننا من خلالها مواجهة الاستعمار الذي يتربص بمجتمعاتنا.

لذلك وبناء على ما سبق وبمقارنة بسيطة بين تلك القنوات ذات الامتدادات الاستعمارية و بين القنوات الفضائية العربية نجد ان الكثير من قنواتنا العربية تأخذ لنفسها دور المقلد لتلك القنوات بل ان الكثير منها يقوم بشراء الكثير من البرامج التلفزيونية من انتاج تلك الشركات العالمية وتبثها للمشاهد العربي. والاخطر من ذلك ان بعض شبكات التلفزة العربية الضخمة و المعروفة وقعت اتفاقيات مع شركةNews Corporation)) التي تسهم بشكل كبير في مفهوم الاستعمار الالكتروني و التاثير في عقول المشاهدين العرب لتقوم ببث برامجها للشماهد العربي دون الاخذ بعين الاعتبار ان مسالة الاعلام وتقديم المادة الاعلامية للمشاهد فيها مسؤولية كبيرة تحتم على كل القائمين على تلك القنوات ان يتنبهوا لما يمكن ان تحدثه تلك البرامج من تغيير في قيم المجتمع العربي. والامثلة كثيرة مما نراه على القنوات العربية ولا فائدة من ذكرها الان.

و الحقيقة الاخرى المهمة ان ما سبق لا يعني الدعوة للانغلاق على الثقافات الاخرى بل ان الانفتاح على الثقافات الاخرى هو محرك لتطور الثقافة المحلية و لكن الانفتاح يتعين ان يكون مبنيا على استيراد ما يمكننا من تطوير انفسنا. فليست المجتمعات الغربية مجتمعات رقص و موضة و (اكشن) فقط فهناك الكثير من البرامج التلفزينية العلمية والثقافية والتاريخية التي تحمل الكثير من الفائدة لمجتمعاتنا و خاصة مجتمع الشباب العربي.

و يبقى الاهم دور الاسرة العربية فالنداء لكل اب و ام يحرص على المستقبل الفكري لابنائه ان يتنبه الى تلك القنوات التي تستعرض اسلوب الحياة الغربي الاستهلاكي لنقله الى المشاهد العربي من خلال تصويره على انه الاسلوب الافضل للحياة.خاصة اننا في كل يوم وعندما نحرك خاصية البحث عن قنوات نكتشف قنوات جديدة كلها تتنافس على الاستحواذ على عقولنا و السيطرة علينا.

و يستحضرني في النهاية مقاربة بسيطة يقدمها يقدما احد اهم اساتذة الاعلام المعروفين تبين اننا نتغير في سلوكياتنا وقناعاتنا دون ان نشعر حيث اننا في السابق كنا نأخذ من المثل العربي (خبي قرشك الابيض ليومك الاسود) اسلوب حياة الا انه وبفعل التأثير الحاصل من تلك البرامج التي تستعمر العقول تغيرت هذه القاعدة وحل محلها المثل العربي (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب) و هو تجسيد لاسلوب الحياة الغربي الذي يعتمد فيه الفرد على الاستدانة من خلال البطاقات الائتمانية التي تسهل عملية الاستهلاك ثم توقع الفرد في ديون مستمرة لا تنقطع وهو ما نلاحظه الان في ان غالبية الافراد في مجتمعنا يحملون اكثر من بطاقة ائتمان تشجعه على الشراء والاستدانة والاستهلاك ليكتشف في النهاية انه اسير ديون لا تنتهي بفعل الفوائد. وهذا هو الاستعمار الالكتروني الذي يستحوذ علينا بقبضة اشد من قبضة الاستعمار العسكري الذي شهدته منطقتنا سابقا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :