facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الوقوف دقيقة صمت .. ليس للأحياء


مالك نصراوين
21-12-2008 02:13 PM

حدث غريب شهده مجلس النواب امس ، عندما طلب النائب الثاني لرئيس المجلس من الأعضاء والحضور ، الوقوف دقيقة صمت "اجلالا واكبارا" للصحفي العراقي منتظر الزيدي ، الذي ألقى بفردتي حذائه على رئيس اكبر دولة في العالم ، خلال مؤتمر صحفي مشترك للرئيس بوش مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد قبل ايام .


الغرابة في هذا الحدث ، اننا اعتدنا في الوطن العربي ، على الوقوف دقيقة صمت في كل المناسبات الوطنية والقومية ، وبالاخص اثناء المهرجانات الخطابية ، وذلك اكراما واجلالا لأرواح الشهداء ، الذين سقطوا دفاعا عن الكرامة العربية ، وفي مواجهة الأعداء ، او اكراما لقادة بارزين او شخصيات عامة انتقلت الى رحمة الله تعالى ، وتركت بصمات واضحة وانجازات عظيمة للوطن ، وكان هذا الثقليد الاكثر اتباعا في سوريا حتى الان ، وفي مصر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر ، واصبح الان مع نهوض الحركات الاسلامية في الوطن العربي ، يستعاظ عنه بالوقوف لقراءة الفاتحة ، وفيما لو طلب احدهم في مناسبة ما ، الوقوف دقيقة صمت ، كان البعض يقوم خلالها بقراءة الفاتحة .


اما الوقوف دقيقة صمت لأسباب اخرى ، كحادثة رمي الصحفي العراقي الشاب لحذائه على الرئيس الامريكي ، فانا شخصيا لم اسمع بمثيل لهذا الحدث ، وكان يمكن للأمر ان يكون أكثر معقولية ، لو اقتصر على كلمات الاشادة بهذا العمل ، الذي اكتسب شهرة شعبية في الوطن العربي ، وربما بين شعوب اخرى في العالم عانت من القهر الأمريكي .


لقد تسببت بادرة السيد النائب الثاني لرئيس مجلس النواب ، والتي يخيل لي انها جاءت خلال ثوان ونفذت خلال اقل من دقيقة ، بارباك للمسؤولين الرسميين ، ومنهم وزراء ، وحتى لرئيس مجلس النواب نفسه ، الذي يعتبر شخصية سياسية اردنية معروفة ، حتى قبل ان يصبح رئيسا لمجلس النواب ، فلم يكن هناك مجال لمجرد التفكير ، عندما يقف الحضور خلال لحظات ليلحقهم آخرين ، وخاصة انه جرت العادة ان تكون دقيقة الصمت اقل فعليا من دقيقة .


حادثة رمي الرئيس الأمريكي بالحذاء ، اكتسبت شعبية في الوطن العربي ، بسبب العنجهية الامريكية ، وما عانى منه العراق بسبب الاحتلال الامريكي ، وما عانى منه الشعب العربي الفلسطيني بسبب الدعم الامريكي لاسرائيل ، ولكن ذلك كله لم يكن سببا لاعتبار الولايات المتحدة عدوة للعرب ، فهي شعبيا مهوى الأفئدة ، والكثيرون يحلمون بالهجرة اليها ، والحصول على جنسيتها ، لا بل ان كثيرا من القوى الشعبية التي تجاهر بالعداء لأمريكا وتلعنها صباحا ومساءا ، ترسل ابنائها للدراسة في جامعاتها ، وتعتبر الشعب الانريكي شعبا صديقا، وتعترض فقط على سياسة قادتها ، وهي رسميا دولة صديقة ترتبط مع الاردن بعلاقات صداقة تقوم على الاحترام المتبادل ، ويرتبط مسؤوليها ومنهم الرئيس بوش نفسه ، بعلاقات جيدة مع قادة الكثير من الدول العربية ، وعلى رأسهم جلالة الملك ، والعديد من زعماء اطراف الصراع العربي الاسرائيلي ، وما كان يجوز ايقاع مسؤولين رسميين بمثل هذه المصيدة ، التي ربما تكون لها تأثيرات دبلوماسية مسيئة للعلاقات بين الولايات المتحدة والاردن ، خاصة ونحن نتذكر ما حدث قبل سنوات من أزمة في العلاقات البرلمانية بين الكويت والاردن ، اثر كلمات التأبين الي شهدها مجلس النواب الاردني للرئيس العراقي الراحل صدام حسين .


الصحفي العراقي الذي قام بهذا العمل الجريءوالبطولي بالمفهوم الشعبي ، لم تتأكد حقيقة شخصيته تماما ، ففي البداية قيل انه من انصار التيار الصدري ، ثم قيل انه يساري شيوعي ، وقد يقال مستقبلا انه مختل عقليا ، فان ثبت ذلك مستقبلا "لاسمح الله" ، او طرأ أي تغيير سلبي على شخصيته ومواقفه ، خاصة انه ما يزال حيا يرزق ، فماذ يكون موقف من وقفوا دقيقة "اجلال واكبار" له ؟

m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :