لم يمض وقت طويل على قرار هيئة البيعة بتسمية الامير محمد نايف ولياً للعهد حتى تراجع 31 من أصل 34 يشكلون الهيئة عن ثقتهم مستبدلين ابن نايف بابن الملك سلمان الذي أصدر أمرا ملكياً بتسمية نجله وليا للعهد بالتزامن مع مجموعة قرارات استهدفت احتواء أي رد فعل معاكس رغم الإعلان أن ولي العهد السابق بايع الجديد ومنها صدر تمديد إجازة عيد الفطر أسبوعاً للتسهيل على المواطنين وإعادة جميع البدلات والمزايا المالية لموظفي الدولة المدنيين والعسكريين، التي تم إلغاؤها أو تعديلها او إيقافها، إلى ما كانت عليه. وتضمنت الأوامر الملكية التي صدرت فجراً عدداً من تعيينات أبناء الأسرة الحاكمة في مواقع وزارية وذلك حفاظاً على التوازنات داخل الأسرة وتعزيزاً لموقف ولي العهد الجديد.
كان بديهياً أن تحظى خطوة الملك سلمان بتأييد ومباركة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي ثمّن في برقية للأمير بن سلمان المواقف السعودية تجاه اليمن وشعبه، كما أرسل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح برقية تهنئة إلى ولي العهد الجديد الذي أكد أنه لا يستغني عن توجيهات ونصح الأمير المقال محمد بن نايف الذي تقدم المبايعين في قصر الصفا بمكة المكرمة، حيث قال "نبايعك على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في المنشط والمكره". وفي الأثناء وكما هو متوقع بايع الوزراء ولي العهد الجديد ومعهم عبد اللطيف آل شيخ، رئيس عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسعودية، وجاء كل ذلك استجابة لدعوة العاهل السعودي لمبايعة نجله وتوجيهه بأن يتلقى أمراء المناطق ومحافظو المحافظات ورؤساء المراكز البيعة نيابة عن ولي العهد.
ثمة من يرى فيما حدث فجر الأربعاء انقلاب قصر أقصى رجل الأمن القوي لصالح رجل التجديد القوي في عملية تجديد للدماء في قمة هرم الأسرة الحاكمة استجابة لمتطلبات العصر وتطورات المنطقة المتسارعة وهو إجراء يرى البعض أنه تأخر قليلا لكن حزم الملك سلمان رأى عدم إمكانية تأخيره أكثر حفاظا على الاستقرار كما كان يقال.