من بوابة الأردن ندخل إلى فضاء الربيع والآمال والصلوات.. فالوطن أول امتداد الأخضر المطرز بالورود والرياحين.. وأول انبعاث حضارات الشرق ونشوء مدائن الاستقرار.. وأول النور السماوي الذي اقتسمه العالم أدياناً تمجد ربا واحدا.. وتدعو الخلق لفجر واحد مداه الكون المطلق زمانا ومكاناً.. وقد ظل شهوده الأنبياء والشهداء.. موسى وعيسى ويحيى وإلياس وهارون.. وصاحب السفينة نوح عليه وعليهم السلام.. وقد تصعد النور في الأفق شلالات تنبع من مقامات وأضرحة الصحابة في شمال وجنوب ووسط الوطن.. وما دماء تلك الكوكبة غير ما نرى تَلويحُهُ شفقا وغسقا.. فسلام على الأردن مشرق الشمس وسلام مع مغربها.. حيث تستحيل الأرض أقاحين ونواراً يطفح بالأفق.. وينبعث من حنايا بيوتات وطني شعاع يلامس السماك تسامياً وعلواً .. ويترقرق النهر سلسبيلا عذبا يتهادى خريره وداعة وخفرا من أنبياء الله وصحابة رسوله والأولياء الراقدين هديل طهر.. وسنا ضياء.. وأفق بهاء.يا أيها الوطن الذي يضمّ بين حناياه كل هذا الطهر والعبق وريح الجنة.. أطلق خيول المجد تقطف أحلام الأزل.. وزَهًّر دروب الروح نحو الجنان.. وبح بأسرار السوسن توشوش نجم الصباح.. واسكب الشوق أنهارا.. وعَطِّر الأفق في الخافقين.. يحلو لك الزهو.. والوقت.. والشهداء.. والأنبياء.. وتفتح الفل ونفح الياسمين.