facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الله المستعان


عدنان الروسان
27-06-2017 08:36 PM

يستعصي علينا في أوقات كثيرة فهم كيف تفكر الحكومة ، فأحيانا نظن أننا لم نتعلم و لم نقرأ و لا نجيد فن الاستنباط ولا التحليل المجرد الخالي من الشبهات ، و أحيانا نظن أن الحكومة فهما الهي و عقلها سماوي و أين لنا نحن العامة أن نتمكن من الوصول إلى رؤية المشهد كما تراه الحكومة ، الحكومة كل يوم هي في شأن إلا شأن الوطن و المواطنين ، و الوزراء نسخة كربونة مكررة ، مملة ، تكاد تصيبنا بالغثيان و تشعرنا بالتقيؤ ، لا يمكن أن يكون عندهم علاج وقائي لشيء و لا رؤية مسبقة لما قد يحدث ، الوزراء متخندقون في مكاتبهم المكيفة و سجاجيدهم الفارهة المفروشة على الأرض الرخامية ، و سياراتهم مع السواقين الذين ينتظرون الإشارة و إذا خرجوا من مكاتبهم تكون وجهتهم المطار و السفرات و المياومات و فنادق الخمس نجوم و المشتريات والابتسامات ثم العودة محملين ما يستطيعون إدخاله بدون جمارك و لا تفتيش كما يفعل عباد الله الأردنيون.

يتراكض وزير الأوقاف لسحب رخصة شركة العمرة التي انقلب الباص التابع لها والذي يقال انه غير مخصص للنقل الخارجي و يهرع وزير المواصلات ليزور المصابين و يتمنى لهم السلامة و ربما يصدر تصريحا بمعاقبة الشارع الذي انقلبت عليه الشاحنة ، وزرائنا مساكين و الله بنشفق عليهم ، وزرائنا لا يسمعون لتوجيهات الملك و لا لنبض الشارع و لا الرئيس نفسه يفعل ذلك ، الوزراء مدمنون على الوزارة و المناسف و الفشخرة و الرئيس مدمن على الرئاسة و يحب أن يبقى في الظل ، و يكاد يكون رئيس حكومة الظل لا حكومة الحكم ، و هو ليس مختلفا عمن سبقه إلا بالشكل ، أما المضمون فهو نفسه.

أظن أن الرؤساء و الوزراء قد أحبطوا الملك أما نحن أبناء الشعب فقد أحبطنا منذ زمن طويل ، و لم يعد لنا أمل إلا بالله العلي العظيم ، فالناس تنتظر الآتي و لا يأتي ، و الناس لا تجدب من يخاطبها و لا من يشرح لها آفاق المستقبل ولا من يفسر لها الفشل الذريع في مجال الاستثمار الذي انفلقنا و نحن نقول انه من الممكن أن نستقطب مستثمرين و خلال فترة وجيزة و لكن ليس هناك من يعمل في القطاع العام على ذلك إلا الملك ، و من بعده يأتي المخربون، الإرهابيون الأردنيون الذين يخربون كل النتائج التي عمل من اجلها الملك وبالتالي كأنك يا أبو زيد ما غزيت ، نعم لدينا إرهابيون في القطاع العام " يهججون و يفرعنون و يرهبون " كل مستثمر يأتي إلى البلد و يخرج مسرعا لاهثا خائفا ينادي بأعلى صوته " أنج سعد فقد هلك سعيد " و الأمثلة على ذلك كثيرة و أنا شاهد على بعضها.

الحكومة لا تعمل ، الحكومة كباقي الحكومات التي سبقتها تتسلى بنا ، انتخابات بلدية و انتخابات مركزية ، و تعديل وزاري لا طعم و لا لون و لا رائحة له لولا حادث الباص الذي جعل للتعديل طعم الموت و رائحة الخوف و لونا رماديا ، منذ ستة أشهر و الحكومة تعمل على انهيار طريق اربد عمان و لم تنتهي بعد ، يا جماعة عيب و الله العظيم عيب ، انهيار طوله اقل من كيلو متر واحد ، يجري العمل فيه كما يجري العمل في المشاريع في الدول المتخلفة ، أي هي الدنيا بس كاميرات و رادارات و مخالفات ، أمن أجل هذا شكلت الحكومة ، تحرك يا دولة الرئيس ، يا رجل اعمل لك نفيلة ، ادفع الوزراء للعمل ، دعونا نرى نتائج و لو بسيطة ، نسمع كلامكم يعجبنا " هذا إذا تكلمتم" نرى أفعالكم نستعجب ، مفتاح اللغز ، " الاستثمار " ليس هناك طريق آخر للخروج من أزماتنا و سداد مديونيتنا و إنهاء العجز في الموازنة و تحسين أوضاع الفقراء ، إلا الاستثمار ، و الكرم وحده هنا لا يفيد و المبررات و لي عنق الأرقام و الحقائق ليبدو و كأن هناك تقدم لا يفيد ، حينما يكون هناك تقدم يظهر فورا على أحوال السوق و على أحوال البلاد و العباد.

الاستثمار ، مؤسسة تشجيع الاستثمار عبء على الدولة و لا تقدم و لا تؤخر و الله يخليكو ما حدا يقعد ينظر علينا ترى عايفين حالنا و زهقانين التنظير السخيف ، من يريد أن يتكلم فليحدثنا عن أرقام الاستثمار الحقيقية و عن أعداد العاطلين عن العمل و عن مستويات الرواتب و عن حالات الانتحار و عن المشاريع الاستثمارية و ليس عن أحاديث هلامية و مبررات اقليمية و دولية و يدخلنا في متاهة أحاديث لا طائل تحتها الناس تنتظر أشياء ملموسة على ارض الواقع و قد كلت من الانتظار.

لقد بات الشق كبيرا جدا و يستعصي على الرقعة ، و ما تزالون كمن قبلكم من السابقين السابقين ، تنتظرون أن ينتهي دوركم ليأتي اللاحقون اللاحقون ، أولئك هم المقربون ، كما نظن و يظنون ، فيفعلون كما تفعلون و نكتب كما نكتب و يبقى الشق و يبقى الراثي يحاول الترقيع و لكنه لم يعد قادرا مثلنا على ترقيع شقوقكم و إهمالكم و عدم اكتراثكم ، و كان الله في عون الملك عليكم.

و الله المستعان على ما تصفون ..!!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :