facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الانتماء والوطن


حسن محمود راشد
03-07-2017 07:16 AM

لم يكن هناك ثمة ما يدعوا للحديث او الكتابة طيلة شهر رمضان المبارك ، فالأمور بخير بل هي ممتازة ، عبارة يرددها كبار المسؤولين في وطني ، و هم صادقون في قولهم ، فهم يجلسون على المقاعد الوثيرة ضمن مكاتب فاخرة و يركبون سيارات فارهة لا تعبئ بحفريات شوارعنا و لا يعنيهم سعر لتر البنزين التي تستهلكها طالما انها تكون ممتلئة دائما بالخير ، اللهم لا حسد.
جاء رمضان شهر الخير مبتسما و رحل سعيدا ، سعد به من سعد و شقي من شقي ، صفدت شياطين الجان ، و تركت شياطين الانس على حريتها ضمن مساق الديمقراطية التي استوردناها ، فهي لا تسمح بالتحجيم ، صلوات اقيمت و ادعيت تطايرت الى السماء توجه بها أئمة مساجدنا الى الله العلي القدير ، يتبعهم عشرات الالاف من المبتهلين الراجيين استجابة الدعاء ، منهم من دعا الله ان ينتقم من الجبارين الظالمين الذين ابادوا شعوبهم و منهم من دعا ربه ان ينتقم من مؤججي الفتن و الارهاب ، و قليل منهم دعا الله على استحياء ان ينتقم من بني اسرائيل ، فالحال تغير الى غير حال ، و اصبحت امة العرب تخرب بيوتها بأيديها و ايدي المناضلين ، و على كل الاحوال لم نرى لليوم دعوة استجيبت او رجاء قد تحقق ، فلا حول و لا قوة الا بالله .
في الاواخر من ايام الشهر الفضيل و كالعادة تدفقت جيوش من النساء و الامهات الى الشوارع المكتظة بالمحال التجارية لشراء ملابس العيد لأبنائهن و بناتهن كل حسب قدرته ، الاباء يعتصرون الما على الراتب الحزين و يتفكرون في الايام البواقي للوصول الى الراتب القادم ، الشوارع لم تعد قادرة على التحرك بالمتجولين ، طوابير السيارات تغلق الطرقات و بعض افراد دوريات السير ان تواجدوا لا حول لهم و لا قوة اللهم تحرير المخالفات بدلا من تنظيم السير ، الكثيرون يدركون ان السبب المباشر في هذه الازمات امانة عمان و البلديات التي سمحت بتحويل صفة استعمال تلك الاراضي المقام عليها المحال و المكاتب استرضاء لمالكين أو طمعا في عوائد التنظيم دون التطرق لضرورة ايجاد مواقف عامة مدفوعة الاجر تخدم المواطنين.
الادهى و الامر هي تلك المجموعات الشابة التي ندعي و نفاخر انها ستكون رجال الغد ، التي استمرئت الوقوف في حلقات ليلية في الشوارع لتمارس ما لا يليق من تصرفات امام المارة ، ظاهرة اكدت ان مجتمعنا الاردني لم يعد يحافظ على الكثير من قيمه و مبادئه ، و اكدت لنا اكثر ان مؤسساتنا الاسرية البيتية و مؤسسات التربية و التعليم الحكومية و الخاصة و حتى الجامعات و كذلك المؤسسات الدينية اصابها شلل او خواء ، حتى اصبح المظهر في حياتنا اكثر اهمية من الجوهر .
بات علينا ان نعترف ان زمن الاحكام العرفية كنا اكثر ادراكا لمفهوم الديمقراطية الحقيقية مما نمارسه اليوم ،
ايها السادة ان الاردن وطن لمن حرث ارضه بيديه ، و روى ترابه بعرق جبينه ، و ليس لمن اتخذ من وطني محطة ترانزيت يتزود برقم وطني ليأمن من خلاله بوائق الدهر.
لقد ان الاوان ايها السادة ان نعيد بناء مفهوم الانتماء للوطن لنحافظ على عزته و مجده و كرامته .


امين عام حزب المحافظين
رئيس الدائرة الاعلامية لائتلاف الاحزاب الاصلاحية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :