عمون -لقمان إسكندر -ماذا لو لم تتفق الأطراف المتصارعة في الخليج ووضعت المملكة أمام خيارات صعبة؟ هل تتفهم دول الخليج المأزق الذي نحن فيه؟

بيد ترتفع نحو السماء تضرعا أن تنتهي الأزمة سريعا ينشغل الاردن هذه الايام بأزمة مثلها مثل أزمات المنطقة كبيرة، ومركبة، وذات عقد.

صحيفة (الجارديان) البريطانية قالت إن الاردن قد يغير موقفه الحيادي من الازمة الخليجية، وينضم للدول المقاطعة لقطر.
"قد" هذه هنا تفتح أبواب المأزق الاقتصادي، وماذا تفعل المملكة بعشرات الآلاف من الأردنيين المغتربين المقيمين في قطر في حال قررت الدوحة إعادتهم الى الاردن؟

حتى الان - وكما قالت الجارديان - فإن دولتين تبدوان حائرتين تعلمان ان تبعات ستعود عليها بالوجع فيما لم تتوصل الدول المحاصرة الى اتفاق.. الكويت والأردن. أما الكويت فالورطة فيها أعمق.. لكن هذا لا يعني ان الاردن يجلس على سرير ناعم.

التوقعات أن تنطلق وجبة جديدة من العقوبات الاقتصادية المفروضة بحق قطر. هذا يعني ان الساحة الاقتصادية هي الحيز الذي سيعمل عليه المحاصرون .. وهذا يعني أيضا أن على الاردن أن يقول كلمته هنا، إلا اذا ما تفهّم المحاصرون خصوصية الاردن كما تفهموها في سوريا..

يقول الاقتصادي الاردني حسام عايش لـ "عمون": "من حيث التبادل التجاري فهو منخفض حوالي 50 – 60 مليون دينار، في الثلث الأول من هذا العام، وهو ما يعني ان التبادل ضئيل بالنسبة الى الاردن وقطر معا.

هذا الضعف ايجابي في هذا الوقت فهذا المستوى من التبادل التجاري ربما يقلل من احتمال قطع العلاقات لأنها لن تكون مؤثرة، لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد أردنيا، وليس قطريا.

الاشكالية - على حد قول عايش – هو في توابع القرار على العمالة الأردنية في قطر، وتحديدا في الحوالات المغتربين إضافة الى الحركة السياحية من الجانب القطري والاستثمارات القطرية في المملكة، كما سيتكبد التاجر والمزارع الاردني ايضا خسائر لن يستطيع تعويضها.

وقال: نعاني من إغلاق الحدود العراقية والسورية، وفي حال قطعت العلاقات سنضيف حدودا إضافية مغلقة أمام الصادرات الاردنية.

وأعرب عن امله في ان يتفهم الاشقاء على جانبي الخليج الوضع الاردني، أن المملكة ستتأثر بأي خلاف عربي عربي فاذا استمر في مجاراة الخلافات سيؤذي نفسه.