facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عن المرحومة رولى قواس


د.مهند مبيضين
27-07-2017 12:47 AM

الزميلة رولى قواس رحمها الله التي توفيت قبل يومين في الولايات المتحدة، كانت من أفضل الاساتذة في الجامعة الأردنية، بالنسبة للطلاب.وقليل جداً ما يمدحُ الطلبة اساتذتهم، وقليل جداً ما يتذكرونهم، وأقلُّ ما يحدث، أن يُشيد الطلبة في اسلوب اساتذتهم في التدريس.

لطالما عبرت رحمها الله عن نزعة تحريرية نقدية في التعليم، كانت تثير الأسئلة، وتجهد كي تجعل الطلبة يفكرون وينتقدون المسكوت عنه وغير المباح.

كان هذا النهج كافياً لإثارة خصومها واتهامها بالتحررية الزائدة والانفلات وتشجيع البنات على النقد، ولم يجد خصومها زاوية لنقدها إلا من هذا الباب، الذي لا ينتمي لفكرة سمو التعليم والجامعة واتساعها لتشمل كل الأفكار وتمثل بيت الجدل الحقيقي لمجتمع الحرية والديمقراطية والعدالة.

كانت رولى تمثل صورة لاساتذة الجامعات من بنات الأردن ممن درسن في الغرب، وتأثرن بنهج التعليم الجامعي الحر، هؤلاء ممن تخطّين السائد وعملن بروح نقدية، لا يجدن لهن اليوم مكانة مرحبا بها وسط جمع من اساتذة الجامعات، ممن ينتظرون الصباح، لا لمناقشة أفكار التعليم والابداع، بل لمجرد النميمة والقيل والقال والسعي لإرضاء الرئيس، فمن يطل على نهار هؤلاء المتكبرين المختبئين وراء كلمة دكتور سخيفة يدرك سبب انحطاط التعليم.

التواضع كان سمة لدى رولى قواس، كانت الممثل الحقيقي لما يمكن اعتباره المدرسة الغربية في دراسة الادب وقضايا المرأة والنظرية النسوية، وحين فتحت عقول الطلبة على نقد ظاهرة التحرش في الجامعات، ومهما كانت الصورة التي أثارتها بها، كان ذلك مثار نقد خصومها ممن رموها بتهم عقيمة لا تجد مكاناً لها إلا في عقولهم المثقلة بالتخلف والرجعية والبغي. والذين يريدون أن ندرس وفقاً لشروطهم وحسب غائياتهم.

لكن رولى قواس التي غادرتنا مبكراً، ستظل في ذاكرة طلابها، وزملائها، ومن عرف مناهج العلم الحقيقة، لا تلك المبنية على الزوابع والعطايا والهبات وحدود رضى المسؤول وحسب.

لقد أثارت رولى قواس أدمغة الطلبة لأجل التفكير والتدبر والتعليم، وأفادت من مناهج الغرب، بعكس كثيرين ذهبوا هناك وعادوا إلينا محملين بعقد الغربيين الموهومة التي لو عرف الغرب أن طلابه سيحملونها إلينا لقذفهم في محارق المستشفيات.

نعم هناك من تعلم بالغرب وعاد مبدعاً مؤثراً، وهناك من عاد مأزوماً مليئاً
بالنقص والعقد، لكن رولى قواص كانت نموذجاً للتواضع والانحياز الكامل للمعرفة الحقيقية، مستندة إلى روح نقية وسريرة جميلة وحب كبير للناس، وفهم لمعاني الزمالة العلمية المبنية على النقد والجدل والأريحية في تقبل كل الآراء.
Mohannad974@yahoo.com
الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :