في مخيم الحسين كان لي شمسٌ واحدة تشرق عليّ، كلَّ صباح، وتمنحني هِبات الحبّ الذي لا يتكرّر: صباح الخير يا حبيبي.
في مخيم الحسين، وتحديداً في شارع 19 السّفلي، كانت الشمس تنحني فتسقي الدالية وشجرة الليمون في ساحة البيت، فتنتشر فوق قلبي غمامةٌ من فرح لا يتكرّر.
في مخيم الحسين، حيث ذهب الأب سريعاً إلى النوم الأبديّ، كان ثمة امرأة نبيّة تدعى أمي، عزمت أن تكون الأبَ والأمَ والعشيرة وكلَّ الدنيا. برفقتها، وبصحبة أنفاسها الدافئة، لم أكن محتاجاً لأي شيء أو أحد. كنتُ الغنيَّ عن العالمين.
في مخيم الحسين، وكلما أصابني ضرٌّ أو مسّني ألمٌ أو عصف بي حزنٌ ألوذ بيديْ أرقّ امرأة في الوجود، فتتبدّد أوجاعي، ويبرأ قلبي.
في مثل هذا اليوم غابت النبيّة، فأوغلتُ في الكهولة، وانكسر غصنُ سنديان في روحي. غاب طعمُ العنب والليمون، واخشوشنتْ يداي وقلبي!