facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لا بد من قمة عربية ..


مالك نصراوين
08-01-2009 02:47 PM

المجزرة المستمرة ، التي ترتكبها اسرائيل ضد الابرياء في غزة ، من اطفال ونساء ومواطنين عزل ، تجاوزت حدود المشاعر القومية ، لتثير مشاعر انسانية في نفوس البشر حول العالم ، لبشاعة ما يغترف في غزة من جرائم حرب ، فاقت كل تصور .


لا يمكن ابدا لاي انسان محايد ، ان يبرر هذه الجرائم ابدا ، فالصراع يمكن ان يأخذ اشكالا عدة ، واسرائيل هي الطرف الاقوى في هذا الصراع ، ليس عسكريا فقط ، بل لعوامل عديدة ، فالقطاع معزول عن العالم ، ولا مكان للمدنيين للهرب من جحيم القصف ، فقد اصبح كله ساحة حرب ، وحيث الاوضاع الاقتصادية البائسة التي عاشها اهل قطاع غزة ، مع الحصار ومنع دخول المواد الاساسية ، فكيف ستصبح بعد هذا القصف المتواصل ، برا وبحرا وجوا ، ردا على صواريخ بدائية الصنع ، لا مجال لمقارنتها مع اسلحة الدمار الاسرائيلية ، انها حرب ابادة جماعية لكل سكان القطاع .


الصراع بين اسرائيل وحماس ، لا يتحمل مسؤوليته المدنيون ، الذين لا حول لهم ولا قوة ، ولا يمكن ابدا ان يقبل تبرير اسرائيل بوقف حماس للهدنة ، كي تمارس القتل الجماعي ضد الابرياء ، وبهذه الوحشية ، ان هذا هو منطق أي انسان محايد في العالم ، يعي ابعاد الصراع ، ويرى بأم عينه الفظائع ضد الابرياء في القرن الحادي والعشرين .


لقد بدأت مسيرة السلام فعليا ، عندما قبلت دول المواجهة ما عدا سوريا ، بقرار مجلس الامن الدولي رقم 242 ، ثم بعد الحركة التصحيحية عام 1970 ، قبلت سوريا بالقرار ، والذي يعني الاعتراف باسرائيل والتعايش معها على اساس العودة لحدود الرابع من حزيران 1967 ، ثم كان غصن الزيتون الذي حمله ياسر عرفات الى الجمعية العامة للامم المتحدةعام 1974 ، كنقطة تحول في مسار الثورة الفلسطينية ، ثم انفردت مصر بالصلح مع اسرائيل في كامب ديفيد ، في اعقاب زيارة السادات لاسرائيل عام 1977، ثم انفردت منظمة التحرير الفلسطينية بعقد اتفاقية سلام معها عام 1994 ، فكان الاردن اخر العرب المعتدلين في التوقيع على اتفاقية وادي عربة بعد ذلك بفترة وجيزة ، والجميع يعلم اهمية الاتفاقية للاردن ، التي فرضت على اسرائيل الاعتراف بحدود دولية للاردن ، وابعدت ولو الى حين ، شبح مؤامرة الوطن البديل ، واعادت للاردن حقوقا سليبة في الارض والمياه .

رغم كل هذه الخطوات الودية من جانب العرب ، ورغم الاتفاقات والسفارات ، والانفتاح على اسرائيل بدون سفارات ، من قبل العديد من الدول العربية ، لم تقدم اسرائيل أي تنازل لتحقيق السلام ، بل اضعفت السلطة الفلسطينية الشرعية في رام الله ، واوجدت المبررات لانتعاش التطرف ، وهيأت الظروف للانقسام الفلسطيني ، وخذلت قوى الاعتدال العربية ، ثم تأتي بعد ذلك ، لتؤكد حقدها وهمجيتها وعدوانيتها ضد الشعب العربي ، عبر هذه الجرائم البشعة ، التي هي اشبه ما تكون بحرب ابادة ، تحرق الاخضر واليابس في قطاع غزة ، تقتل الاطفال والنساء وكل الابرياء بوحشية ، تقصف المدارس والمستشفيات واماكن العبادة ، تدفع كل مواطن عربي الى التفكير بعمق ، عن ماهية السلام الذي تتحدث عنه اسرائيل ، وقادتها القتلة يمارسون ابشع الجرائم ، كي يكتسبوا شعبية انتخابية ، من شعب لم يحرك ساكنا امام جرائمهم ، بينما شعوب الارض كلها تنتفض غضبا ، فاين هي قوى السلام والديمقراطية في اسرائيل ؟




لقد كان الاردن اخر من وقع على اتفاقيات السلام مع اسرائيل ، واخر من تبادل التمثيل الدبلوماسي معها ، وما كان لينفرد باي خطوة رغما عن الارادة القومية العربية ، لولا الانفراد الذي تسابقت اليه اطراف عربية اخرى ، فقد كان دوما مع الاجماع العربي الذي جعل السلام مع اسرائيل خيارا استراتيجيا لا تكتيكيا ، وتكرس ذلك من خلال مبادرة السلام العربية ، في قمة بيروت عام 2002 ، فكيف يطلب من الاردن الآن ان ينفرد بالغاء الاتفاقية الموقعة مع اسرائيل وقطع العلاقات وطرد السفير ؟ والمغامرة بمستقبله ، فقط كي يرضي تلك الاصوات الصاخبة المطالبة بذلك ، دون الالتفات الى النتائج اللاحقة ، افلا يكفي سحب السفير الاردني من تل ابيب ؟


ان اعادة تقييم وتصويب مسيرة السلام ، امام هذا الحقد وهذه الهمجية الاسرائيلية ، التي لم تتبدل رغم كل الخطوات الودية ، اعادة التقييم هذه مسؤولية قومية ، ولا بد من قمة عربية تحدد ملامح الطريق الجديد ، وقبل ذلك تعيد اللحمة الى الجسد الفلسطيني الممزق ، والذي قدم من ساهم في تمزيقه ، وكرس الانقسام ، من حيث يدري او لا يدري ، كل التبريرات لهذه الهجمة الصهيونية الشرسة ، ولكل المؤامرات اللاحقة ، التي ستنتج عن تكريس الانفصال بين الضفة والقطاع ، وضياع فرصة انجاز الدولة الفلسطينية المنشودة ، تحقيقا لرغبة اسرائيل .

m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :