facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما تحت الرُّخام !


خيري منصور
23-08-2017 01:58 AM

كنا نتمنى لو ان المشتغلين في مجال علم الاجتماع من الاكاديميين العرب يكملون ما بدأه الرائد الراحل د . علي الوردي فالرجل نبش المسكوت عنه في كل تفاصيل حياتنا، وكشف المستور خصوصا ما يتعلق بالبداوة المزمنة، وما يعشش تحت الرخام، وهو يلتقي مع ما قاله نزار قباني عن قشرة الحضارة والروح الجاهلية .
لكن القطيعة بين الاجيال حالت دون استكمال مشروع د . الوردي مثلما حالت دون استكمال مشاريع فكرية وحضارية عديدة، وكأن قدرنا ان نعود دائما الى اول السطر ونبدأ من الصفر.
اطروحات د . الوردي في المجال الاجتماعي اخترقت حاجز التواطؤ، وقدم الرجل من الامثلة ما يكفي لتجسيد ظواهر شاذة استمرت رغم زوال مقدماتها واسبابها .
وقد تكون حاجتنا كعرب الى علمي النفس والاجتماع اكثر من الحاجة الى الدواء؛ لأن ما افرزه الواقع من امراض يحتاج الى تشخيص وبالتالي الى علاج، وشرط ذلك الاعتراف لا الانكار واخفاء الرأس في الرمال كالنعامة.
ولا نحتاج الى كثير من المجازفة او الشجاعة لنقول بأن واقعنا العربي اصبح شبيها بثياب المهرج وما يرصع به صدره من اغطية الزجاجات الفارغة وكل ما يعثر عليه في الطريق فالتجانس مفقود، والاوركسترا غائبة لصالح العزف المنفرد، والغربة التي يعاني منها الانسان المتمدن والواعي مزدوجة، زمانية ومكانية.
ان جذور كثير من القضايا التي تبدو سياسية واجتماعية وتربوية، لكن فِقه الطلاق المتعسف الذي يعزل النتائج عن المقدمات والوسائل عن الغايات يحرمنا من فهم حقيقة ما يجري حولنا واحيانا تحت اقدامنا!
والتمدن كما كل اشكال الحداثة ليس عمرانا مزخرفا او قشورا تخفي تعفُّنا مزمنا، لهذا فإن الاحتكام في اللحظات الحاسمة يكون لأعراف وتقاليد تفوق قوتها القانون، وما اسرع ان تعود حليمة الى عاداتها القديمة.
ما بدأه د . الوردي يسستحق ورثة يكملونه خصوصا بعد ان تفاقم الداء واصبح وباء !!

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :