facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




داء التواصل الالكتروني (صمت الحواس وبلادة الإحساس)


اسامة احمد الازايدة
23-08-2017 02:37 AM


ما يميز الانسان عن باقي المخلوقات ان الله كرَّمه بعقله و أحاسيسه و حواسه ، و لهذا فقد امتدت الحضارات الانسانية نتيجة لممارسة الانسان لمنظومته المتكاملة ، ممارسة شعوره بالحزن و شعوره بالألم و شعوره بالضحك و شعوره بالأمل و شعوره بالظلم و شعوره بكل الانطباعات الانسانية ، ذلك الشعور الذي لطالما مارسه الانسان بشكل صريح و مباشر من خلال حواسه على مدار التاريخ الإنساني ، و انني اعتقد ان الطاقة الكامنة في الانسان أضعاف الطاقة الظاهرة منه وتلك الطاقة الكامنة لا يستخرجها الانسان من ذاته الا بممارسته لشعور قوي بما يكفي لاستثارة تلك الطاقة سواء أكان غضباً أو شعوراً بالظلم أو شعوراً بالفخر أو حتى شعوراً باليأس ، و لنا من التاريخ شواهد كثيرة لا مجال لذكرها في هذا المقال ، فأي حضارة قامت أو انهارت فقد كان الشعور هو دافع نشوئها الاول أو سبب انهيارها الاول ، و اي شخصية نهضت في التاريخ فقد كان الشعور سبب نهوضها، و تطوَّرَ الانسان الى أن دخل في آخر عقدين من الزمن في غيبوبةِ مشاعر و صمت بالشعور و بلادةٍ في الحواس و ذلك كله دون ان يشعر الانسان بذلك.
دعونا نستذكر معا : متى كانت اخر مرة مارست فيها الضحك بشكل مباشر ؟ اقصد الضحك بالحواس و ليس الضحك الالكتروني من خلال صورة السيد() ، و متى مارست البكاء بحرقة و ليس بواسطة السيد() أو السيد () مع أني لا افهم الفرق بينهما، و متى مارست الغضب لأمر جلل و ليس من خلال ()، بمعنى اننا لم نعد نمارس مشاعرنا بواسطة حواسنا التي خلقها الله لنا ضمن منظومة الانسان ، ماذا نستطيع ان نشخّص هذه الحالة و نحن نعتقد اننا نضحك مع بعض بشكل صامت !! .
سؤال آخر قد يجيبني عليه أهل الاختصاص في علم الطب و البيولوجيا: ترى هل ان معدل إفراز الانسان للأدرينالين في اخر عقد من الزمن هو نفس المعدل قبل الحضارة الالكترونية!!! انا و عن نفسي اعلم ان الجواب بالنفي .
هل كان غضب الانسان اذا رأى ظلما و اضطهاداً يتعرض له أخوه الانسان قبل عقدين من الزمن هو ذاته بعد حضارة الانترنت، هل كان غضبنا على انتهاكات الأقصى بنفس الدرجة عند الانتهاكات السابقة ! صرنا نرى كل شيء يوميا و بزخمٍ كبيرٍ و نكتفي بإرسال صورة دمعة دون ان تنهمرَ هذه الدمعة من اعيننا مهما كان الامر جللاً .
التفسير الوحيد لهذه الحالة هو اننا فقدنا انسانيتنا بمجرد اننا فقدنا التعبير المباشر عن مشاعرنا و شعورنا فلم تعد حواسنا وسيلةً للتعبير و بالتالي تحولت الطاقة الكامنة في إنسانيتنا في فترة وجيزة الى عقد نفسية و ضغوطات ستتحول الى أمراض مستعصية تبدّل إنسانيتنا بتسارع لن يتجاوز اكثر من جيل واحد.
هل بحث في هذا الامر علماء النفس و الاجتماع ؟ ليس لغايات حل المشكلة و لكن لغايات معرفة أين ستذهب الروح الانسانية في تطور الحضارة الانسانية، ربما سيظهر جيل لا يجيد الغضب لأجل وطنه و لا يجيد الضحك من فمه و لا يجيد البكاء من عينيه و لا يجيد الحب من قلبه و سيظن ان وسيلة التعبير هي فقط التي يراها و يرسلها بصمتٍ مطبق على هاتفه الذكي ... أين نذهب بالروح!!!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :