facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أبكي على قمحنا


د. محمد عبدالكريم الزيود
04-09-2017 01:24 PM

يحقّ لكَ أن تذّلنا، ويحقّ لكَ أن تقيم مراسما وأنتَ تستقبل استعمارهم لنا منذ أن أتوا جيناتك وأمثالك لتحكمنا ، يحقّ لكَ أن تفرش السجاد الأحمر وتمشي كإمبراطورٍ منتصرا، وأنتَ تقبّل يد سيدك ، وتحضن قمحهم ومساعداتهم المملوءة فئرانا وذلّة وخنوعا ، يحق لك أن تعزف لحن الرجوع الأخير على موتنا وسيادة قرارنا .

قف يا معالي الوزير واخطب فينا وفيهم ، وبشّرهم أن موارسنا لم تعد تنبت قمحا ، بعدما كانت تنبت عزّة ومروءة وشهداء وفرسانا ، قل لهم أنّ وصفي مات ، ومات معه مشروعنا الوطني من زراعة القمح إلى تحرير فلسطين ،. قل لهم أيضا أن مناجلنا صدئت وعلّقناها في المتاحف والمضافات ليراها السياح ، وأنّ خيولنا تكدّشتْ عندما غاب فرسانها ، وأنّ سيوفنا خشبا ، وأصبحتْ للدحيّة منذ أنّ أتيتَ أنتَ وربعك ، وأسقيتَ الجيل الجديد نخب الأجنبي وتفوّقه، وربطتنا به ووثّقتَ الحبل جيدا باسم التعاون الدولي والمساعدات ، منذ أن ركبتَ على ظهورنا وشيّخناكَ علينا وكنتَ الدليل لأسيادك ليستعمرونا ، منذ أن قلتَ للشباب أنهم أفضل منا ونحن بحاجتهم ، وأننا أدّمنّا الشحدة ومدّ أيادينا بانكسار .

قادرون يا معالي الوزير أن نزرع بلادنا بالقمح ، لو سمحت للمليارات التي تتدفق من خزينتك ، وتدعم المزارع الفقير ، قادرون أن نستعيد قرارنا الوطني لو لجمت أنت وحكومتك السماسرة وتجار الكومسيونات والوسطاء المعتاشين على ذلنا .

أذكرك أن جدودنا وآباءنا عاشوا على خبز الشعير وكراديش الذرة عندما أصابتهم السنوات العجاف، وأن مروج حوران كانت تطعم روما قمحا ، وأن بيادرنا ما أفقرت إلا لما تسّنمتَ أنت رقابنا ، وأن زيتوننا ما ذبل إلا لما بشرتنا بالاقتصاد الجديد والعولمة التي سحبت دمنا وشربت نخبها في قاعات الخمس نجوم .

لم يعد هناك شيئا في البلد يباع ، والفقراء يتزايدون ، والبطالة ترتفع ، والتعليم يتراجع فشكرا لخططك الخمسية والعشرية ، شكرا لك ولكل الذين أفقرونا ، وجردونا من ثيابنا وكرامتنا ، ولكن تذكر أن للبيت رب يحميه ، وأن هناك من هم طارئون أتوا على عجل ، وأن من يحمي الأوطان هم الفقراء المغروسون في الأرض ، حتى لو لم يجدوا في البلاد إلا الحجارة لقاتلوا ذودا عنها، ولكن قبل أعدائنا سيقتلعونكم قبلهم يا مصدر فقرنا وقهرنا وذلنا .

حمى الله الوطن الغالي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :