facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يا نازل على الغور .. لم يعد في زقلاب مياها تسلم عليها !


عبد الله بني عيسى
05-09-2017 04:39 PM

تعالوا أحدثكم عن الجفاف حين يطال الزرع والضرع والروح...

وادي زقلاب أرض الخصب والجمال ومخزن ذاكرة جدي وأبي، ورائحة عرقهما وعطر "شنشول" أمي .. يوشك ان يجف..

حديث قد لا يهمكم كثيرا، وبالتأكيد لا يعني الحكومة من أي مسافة، فهي لا ترى وإن رأت لا تبصر، ثم إن هذا الوادي بعيد عن عمان، حيث لا وزير يملك مزرعة فيه ولا رئيس حكومة مر به يوما، إنه للفلاحين البائسين الذين توسلوا الدولة عقودا لفتح وتمهيد طرق تصلهم إليه، لكن دون جدوى.

عموما لم يعد هناك حاجة الى ذلك الآن، فالوادي يوشك ان يجف، وأشجار الرمان والليمون ستتداعى خلال سنوات قليلة جدا، ونهر الوادي الذي سرت مياهه في أوردة جدي وأبي، توقف تماما، لا نقطة واحدة تصل شلال المصفاة.

انتم لا تعرفون قيمة هذا الشلال، كنا تحته نلعب ونزرع أحلاما ونوقظ احاسيس.

لا نقطة مياه تصل سد زقلاب، أول سد شيد في الاردن، هذا السد لم يعد سوى بركة مياه ضحلة، ولا عزاء لمزارعي وادي الأردن إن لم يجدوا مياها لمزارعهم.

السبب في هذه الكارثة هو العمى الحكومي الذي يغيب بسببه التخطيط والتنظيم، ويقضي على فقه الاولويات، إذ ظلت الحكومة تسحب المياه الجوفية المغذية لينابيع الوادي، لتزويد المدن البعيدة بالمياه.

تخيلوا حين تسحب الحكومة المياه من جوف زقلاب الذي يغذي الاف الدونمات المزروعة بالأشجار، الأشجار التي لا تملك مئات الأسر غيرها مصدرا لدخل متواضع بالكاد يكفي لحياة بحدودها الدنيا. في حين تقيم مخيما للاجئين على مخزن جوفي آخر يقال ان مياهه أصبحت ملوثة.

كنا ونحن صغار نستمتع حين كنا نحفر بأيدينا الصغيرة في اي مكان على ضفاف النهر، فتنفجر الينابيع بين أيدينا.

جفت المياه ولم يعد النهر الهادر على مدار الساعة يجري.

صمتت الشلالات او هدأت وعلى وشك الصمت التام.

تحصل هذه الكارثة لأن في بلادي حكومات لا تتوافر على 1000 سبب وسبب للنجاح، على رأسها وفي مقدمتها الإخلاص لهذه البلاد.

تقول الاغنية التراثية القديمة:

يا نازل عل الغور ياخوي هنيالك .. سلم عا زقلاب والميه قدامك.... الخ.

لم يعد في زقلاب مياها تسلمون عليها !





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :