facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فيلم الخلية "المصري" نجم استثنائي و "العريان " روعة بصرية


د.مارغو حداد
09-09-2017 11:59 PM

الإبداع لا وطن له ، المهم رؤية المبدع ، يذكرنا فيلم "الخلية " في البساطة الشفافة التي يتناول من خلالها حيثيات اجتماعية واسئلة ملحة حاسمة فيلم كبير بحجم أوجاع الإرهاب في الوطن العربي ، ينتمي المخرج المتميز "طارق العريان"إلى هؤلاء السينمائيين .حيث يقدم نضجا وحساسية شغوفة قد تفتحت على بهاء العالم وجلال السينما .إنه يكشف خصوصية تجربتة والصراعات التى نعيشها في كل بلد عربي تقريبا من خلال لمسة انسانية عميقة فكان نقاء الحس الجمالي ورهافته وسط الألم والسؤال المتواصل كان المخرج يدفعنا إلى أن نشاهد بطريقة مغايرة ليكون بإمكانك أن تتمتع بغزارة التفاصيل ليكون فن البساطة في أحلى مظاهرة وفن إبراز المواهب المذهلة ، والبسيط ليس بسيطا ، يعرف ان المخرج الذكي يجب علية اقتناص الجمال لهزيمة القبح ،اهتم المخرج بمشاهد الإكشن فكانت من اروع مشاهد الإكشن في السينما المصرية ويحسب ذلك لطارق العريان مهارة إخراجية وحرفية واضحة.

اما المكان فيبدو تأثيرة على الشخصيات اكثر من الزمن فالليل هو الزمن الأمثل لاكتشاف الأماكن حيث يمارس الارهاب والعنف باطراد فكان التداخل الجدلي بين باطن مشروخ مهمش وخارجي عدواني ، فالفيلم منذ الوهلة الأولى يقيم علاقة بالواقع بالاعتماد على قدرات البنية الفيزيائية والامتداد الاجتماعي والبعد السيكولوجي للشخصيات ورغم أجواء التوتر والمطاردات في الفيلم إلا أن المخرج يقدم مشاهد لا تخلو من روح الدعابة ويكمن ذكاء المخرج في التوجه الشعبي الجماهيري للفيلم حيث اختيارة لموضوع من مواضيع الساعة ، اي الإرهاب وهذه المواضيع باتت تشغل أذهان الناس ووسائل الإعلام، اما الإنارة كانت مناسبة لنفسية الشخوص وأمكنة اختبائهم . واستثمر الضوء بشكل وظيفي حيث ساهم توظيف الضوء بهذا النمط في إغناء البعد الدرامي للفيلم وطريقة المونتاج الصائبة التي اعتمدها المخرج فبالنسبة له لا يصدر المونتاج أبداً عن توجة ذهني عقلاني وإنما عن دفق من المشاعر الباطنية المختزنة ، صحيح أن الخطاب السائد يدعوك إلى مشاهدته من وجهة نظر سينمائي يريد هو اتخاذ موقف دون لف ودوران من الإرهاب وهنا كانت المتعة وهذه اهم وظيفة للسينما ،اما الإيقاع كان إيقاع مبني على الأمل والأمل هو الثورة والحرية ، اما الأدوار النسائية كانت سطحية وغير عميقة ودائما في أفلام الاكشن العربي الأدوار النسائية مهمشة عكس السينما العالمية هناك نجمات تفوقن على الرجال وسطعن بأدوارهن كبطلات أكشن .

هناك ميزة أخرى أثرت الفيلم كثيرا ومتنت من تلاؤم أجزائه ألا وهو ميزة الأداء البارع والمعبر لبعض ممثلية والذين أحسن المخرج اختيارهم إذا كان الحوار على لسان الشخصيات نشعر أنها تنبع دون تكلف أو تصنع في تناغم مع سرعة الفيلم وإيقاعة المشحون الذي يكون تارة لذيذاً وطوراً مريرا مما يجعلنا ننخرط في لعبتة بناء واع يعيد تأمل العواطف والأفكار البشرية ، مجمل الشخوص في "الخلية " مجروحة مهانة متألمة يسعى كل واحد منها للبحث عن خلاص حسب طريقتة حيث البناء في حقيقته اقرب إلى عدة صناديق متداخلة مليئة بالشخصيات ،وكل شخصية تقودنا إلى نماذج أخرى حيث السحر والمفاجأة ، النجم "أحمد عز" لأول مرة نشاهدة مختلفاً ومقنعاً وهنا يكمن ذكاء الفنان أن يبقي النجم محافظا على مكانتة واحترامة في قلوب الناس والفن ذاكرة المشاهد استطاع بتفوق في هذا الفيلم ان يعود بقوة من خلال دور متميز حيث يلعب ضابط عمليات خاصة يواجة القدر بلا ندم أو خوف ،الإنسان المخلص حامي الوطن يتمتع بقوة داخلية كبيرة شخصية جديدة أتقن بناؤها مغايرة تماما لما كنا ننتظره واعتقد أنها أهم أدواره على الإطلاق .دوماً تلوح في سمائنا نجوم متميزة ونسعد بلمعانها النجم "محمد ممدوح" منح الفيلم عمقا مدهشا يترك بفضل نظراته أثرا في النفوس تثيرك وتهز حواسك فكانت شخصية حاضرة بكل ثقلها لرسم ملامح وعلامات الخريطة البصرية للفيلم ، طاقة مذهلة في اقتناص التفاصيل والجزئيات الموجعة يجعلك ترى واقعك بشكل أعمق ومتزن ، ومن ايجابيات الفيلم وجود النجم العربي" سامر المصري " مسيرة فنية حافلة بالتجديد والعطاء والإبداع سيفتح صندوقة الخاص لشخصية هامة واستثنائية "ابو العز" تختزل لوحدها آلام المعذبين إذ ينضم إلى تنظيم إرهابي بلا مبالاة .

أدهشتني قدرة النجم سامر المصري على الإمساك بشخصيتة مع تحقيق الإشباع والتفصيل اللازم حيث يجعل منه قلقة الوجودي كائناً مستعداً لكل التجارب والمغامرات، إن ما يشدنا إلى شخصية " ابو العز " هو التمزق والتقطع والألم الذي يؤرقة ويسمم حياتة ويسد امامة طريق الخلاص ، فحصد الخيبة ،شخصية تكسر المألوف والعادي لتقول أشياء هامة عن إنسانيتنا التى نتركها فلا تتركنا ،خلف هذا العنف تكمن نظرة رومانتيكية انسانية روح قلقة ورغبة في التمرد وتحلم بإنسان جديد يصنع قدرة وفقا لقدراتة ابو العز يجسد باني الحضارة وهادمها عن موت الضميرالذي يسكن بعض البشر . يستخدم سامر المصري أدواته بذكاء وبحرفية كبيرة مع أدق الحركات واللفتات والسكنات تفاصيل تعكس الوعي والنضوج تحت ستار من السرد الشيق الذى يجعلك غير قادر أن تترك الفيلم فكانت الشخصية لها تأثيرها كالرصاص على المشاهد (الإرهابي بعيداً عن الشكل المتعارف عليه)، نجم يشاهد بالقلب والعين فإذا فعلت ستتعرف بكل تأكيد على نجم من نوع خاص يذكرنا دائما أن الاحتراف والنجومية ليس انتقاء صور ووضعها داخل ألبوم أو بطاقة تحمل مهنة ممثل أو موقع إلكتروني ...الخ النجومية وعي وتراكم معرفي خوض في لب المعرفة وتمرين قاسي على الذات لتجعل المتلقي سعيد من تلقي المعرفة منغمس في لعبة الجمال والتمثيل يعتمد على الإقناع والإدهاش قبل الشكل....."سامر المصري" جعلت من شخصية "ابو العز" وظلام قاعات السينما أنوارا لرؤية كبوات الذات في مرايا الشاشات. طارق العريان جعلت الخلية تنتج خلايا حب ووطنية ستبقي لوقت طويل في ذاكرة الناس برؤية بصرية مذهلة ،اما صوت اصالة في نهاية الفيلم صوت حب وسلام عجيب مخطوف من الزمن ومصادفاتة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :