facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




انتهاء دولة "الكونستركترز" .. !!


20-01-2009 01:14 PM

لم تمض سوى دقائق قليلة على إقلاع طائرة الإيرباص العملاقة المتجهة إلى مطار هيثرو لندن، حتى رأينا طاقم الطائرة يتحرك بجولات مكوكية ملفتة للأنظار داخل صالاتها، ما يوحي بأن خطباً ما قد وقع أو قد يقع في أي لحظة.. لم يكن ثمّة ما يريب سوى تلك الحركات غير الطبيعية التي تحرك بها طاقم المضيفات والمضيفين وآخرين يبدو من أشكالهم وحركاتهم أنهم من طاقم أمن الطائرة..!!

أنظار المسافرين في الدرجة الأولى بدأت تشي بمشاعر ريبة وخوف، أما أنظار المسافرين على الدرجة السياحية فبدت أقل خوفاً.. لا أحد راح يبحث عن الفوارق بين الدرجتين.. حتى أولئك الجالسين على مقاعد درجة رجال الأعمال، كانوا أقرب إلى التفكير بمعطيات الحركة الفجائية للطاقم، وراح بعضهم يفسّرها بنظرات اعتيادية وإنْ كانت تخفي وراءها إحساساً كبيراً بالخوف والهلع..!!

في المقعد الأول لرجال الأعمال كان يجلس رجل في منتصف العقد السادس، يرتدي بزّة بيضاء ناصعة يعود موديلها إلى عقدين ونصف، ويضع على عينيه نظارات سوداء سميكة قلما تجد مثلها هذه الأيام.. ويرتدي في يديه قفّازاً شبيهاً بذلك الذي ترتديه ربات المنازل عند غسل أواني المطبخ.. وبقدر ما كان منظر الرجل ملفتاً ومريباً إلاّ أنه كان مضحكاً، خصوصاً عندما استلّ كتاباً من حقيبته وراح يقرأ مستغرقاً في صفحاته، وكأن ما يجري في الطائرة لا يعنيه بشيء.. كان الكتاب بعنوان(كيف تواجه حدثاًَ مفاجئاً..) وهو ينتمي لتلك المؤلّفات ذائعة الصيت واسعة الانتشار التي تقول دعاياتها بأنها تحمل حلولاً سحرية لما تتناوله من قضايا ومشكلات.. فتتهافت دور النشر العربية على ترجمتها وطباعتها، ويتهافت الناس على شرائها بأسعار عالية نسبياً.. دون أي احتجاج كما تفعل الكثير من الشعوب عندما ترفع حكوماتهم سعر رغيف الخبز.. !!

ثلاثة من رجال أمن الطائرة توزعوا في ثلاث زوايا لمراقبة ذلك الرجل الخمسيني، وآخر وقف فوق رأسه مختطفاً كل ما يقرأ في كتابه من كلمات، وربما نظريات..

وعندما طالت فترة الصمت، وطال معها الإحساس بالخوف بين المسافرين، جاء صوت كابتن الطائرة معلناً أن الطائرة تواجه مشكلة أمنية، وأن أحداً أرسل تهديداً إلكترونياً بتفجير الطائرة ما لم يمتثل قائدها وطاقمها لأوامره بالتوجه إلى عاصمة دولة (الكونستركترز) وهي دولة حديثة قامت مؤخراً بفعل تغيّر أيدولوجي هائل ضرب إقليماً واسعاً في المنطقة التي تقع فيها، وأحدث شرخاً عميقاً فيها، لم تزل آثاره ماثلة منذ أكثر من ستة عقود..!!

دبّ هلع شديد بين ركاب الطائرة، ودار هرج ومرج لم تتبيّن معالمه بصورة واضحة، أما ذلك الخمسيني الملفت فقد طوى كتابه، وفتح جهاز كمبيوتره المحمول، وراح يعمل بانهماك شديد للغاية..
وفي هذه الأثناء.. جاء صوت الكابتن مرة أخرى معلناً أنه يتحمل مسؤولية أمن وسلامة الطائرة والمسافرين، وأنه لهذا السبب سيمتثل لأمر الخاطف الإلكتروني، وسيتجه بطائرته ليهبط في مطار "الهيلز" عاصمة "الكونستركترز"، طالباً من الجميع الهدوء وأن يثقوا به وبحكمته ولو قليلاً..

المهم أن الطائرة بدأت تهبط رويداً متجهة إلى حيث يريد خاطفها... كيف تواجه حدثاً مفاجئاً.. قالها ذلك الرجل الخمسيني الملفت بعد صمت طويل لطاقم الطائرة، وسرعان ما نُقلت العبارة إلى الكابتن..

كانت تلك كلمة سرّ للخروج نهائياً من الأزمة الخطيرة.. أنها كلمة الخلاص.. وما هي إلاّ دقائق حتى جاء صوت الكابتن ومساعده.. الله أكبر الله أكبر وعلت أصوات المسافرين بذات النداء.. بدا الأمر بعد ذلك مخيفاً مرعباً سحابة من اللهب والدخان غطّت سماء "الهيلز" وسمعت أصوات صافرات الإنذار وسيارات الإسعاف والإنقاذ.. تملأ أجواء عاصمة الكونستركترز.. !!

وتناقلت وكالات الأنباء والفضائيات الغربية الحدث بكلمات: الطائرة التي خلّصت العالم من شرور الهيلز والكونستركترز..ليعيش بسلام شعوباً وقبائل يتعارفوا.. فيما تباكت معظم وكالات الأنباء والفضائيات العربية على الطائرة وضحاياها وراحت تندب حظها بعد زوال دولة الكونستركترز..!!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :