facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في الطريق إلى الجنوب


د. محمد عبدالكريم الزيود
19-09-2017 01:03 PM

في الرحلة الأولى للجنوب ، ولسيدة مدنها الكرك ، كانت الحافلة متعبة ، وشريط أغاني محمد عبده يحاول التخفيف من عصبية السائق ، والطريق طويلة والعينان تتابعان المساحات القاسية من البلاد، يمل الكلام مع رفيق الدرب والطريق لا تنتهي ...!!

عدت اليوم إلى الطريق ذاتها ، إلى الجنوب ، وربما في الحافلة نفسها ، لم يرافقنا صوت محمد عبده ربما هو أيضا هرم مثلنا ، ثمة المساحات نفسها من الصحراء القاسية ، وثمة وجع وشكوى أن هذي البلاد كما هي ، آلاف من شباب الجنوب عبروا الطريق الصحراوي وخرجوا من قراهم المنسية ، تلك القرى الفقيرة من كل شيء إلا من الطيب والمروءة والشهامة ، خرجوا مع الصباحات الندية قاصدين عمان ، وحاملين أحلامهم لعل العاصمة تفتح لهم متسعا وتحقق بعضا منها .
كم أريقت من دماء على جانبي الإسفلت الممتد في بطن هذي الصحاري ، لم تكن معركة أو ذودا عن وطن يغزى ، أو واقعة مع عدو ، لكن ذهبت الدماء ومعها أرواح غضى ، وأحلام شباب بعمر الورد لقاء حوادث سير ، في طريق متهالك يبتلع سنويا المئات من أبنائه .
منذ أكثر من عشرين عاما ، ومنذ أن كنت طالبا في جامعة مؤتة بداية التسعينات ، البلاد كما هي ، الطرق ، وجوه الناس .. ربما فشلت كل خطط الحكومات أن ترفع من مستويات التنمية ، أن تكافح الفقر الذي يتسع ، أن تفتح مصنعا واحدا لتساعد الناس ، أن تقنع طفلا واحدا أن الحكومات ما زالت تهتم بوجع الجنوب والقرى المهمشة ، والأطراف التي تزداد بعدا عن المركز .
"الأردن ليس عمان " تسمعها من سكان هذي البوادي ، تعبوا من نقل مرضاهم لعمان ، ومات بعضهم قبل أن يصل للعلاج ، وتعبوا من الركض بين الوزارات ، وضاعت معاملاتهم قبل أن تصل مكتب "معاليه" ....!
الذين حموا عمان هم أبناء القرى والبوادي ، " الأقل حظا " ، وأبناء " الجيوب الأشد فقرا "، أبناء محافظات " الأطراف المهمشة " ، " الأقل تنمية " والأشد وجعا ، هم هؤلاء الذين دافعوا عن شوارعها ، وقدموا أرواحهم رخيصة لتظل عمان سيدة المدن والكبرياء ، في الطريق إلى الجنوب ثمة ذكريات لم تغادر ذاكرتنا، وواقع قاس كان ومازال كما هو ....!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :