facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحكومة ومعادلة العام الثاني


سميح المعايطة
25-01-2009 04:45 AM

تعرف الحكومة وتحديدا شخص الرئيس ان الاوساط السياسية والاعلامية او بعضها على الاقل لا تعتبر أنّ ما مضى من عمر الحكومة وما تخللته تلك الشهور يعكس صورة حقيقية لمدى الرضى او للإعجاب، ولا حتى النقد لمسار الحكومة، والسبب ان الحكومة عاشت اكثر من عام في حالة من الحماية، بل والتجيير للعديد من الادوات السياسية والبرلمانية والاعلامية لخدمتها والاشادة بها او التستر والصمت عن اخطاء او ضعف اداء، وكانت العيون لا تنظر الى الحكومة خوفا او طمعا بل إلى "الضمير المستتر".

هذا الواقع السياسي يجعل الحكومة تدخل هذا العام وهي امام تحدٍّ حقيقي في ان تقدم نفسها وتعبر عن ذاتها وتلاحظ ردود الفعل الحقيقية، والتي كان يجب ان تظهر في العام الاول، لكنها غابت اما تحت الضغط او الرغبة في المجاملة، وستجد الحكومة ايضا جهات تتكلف النقد لقناعتها ان الحكومة اصبحت مستباحة و"حيطها واطي"، وهذا النوع من العاملين في العمل العام يمثلون الحالة غير الموضوعية، والتي كان مقابلها غير الموضوعيين الذين اغمضوا عيونهم عن تقصير وضعف، بل مارسوا المديح في غير مكانه.

كلا النوعين مثّلا حالة غير ايجابية، تستفيد منها حكومات وتتضرر احيانا حسب المعادلات القائمة، لكن من يستفيد من الصمت القسري او من المديح غير الموضوعي فعليه ان يدرك ايضا أن لغير الموضوعية طعما آخر يمارسه ذات المعسكر حين تختلف معادلات الربح والخسارة أو الرضا والغضب.

وسواء حصلت الحكومة على فرصة التعديل ام لم تحصل فإنّ ما تبقى من عمرها طال او قصر يحمل فرصة للرئيس بشكل شخصي على تقديم نفسه وإثبات أن لديه القدرة على الحركة والإنجاز وحصد الثناء ومواجهة ما واجهته كل الحكومات، بلا اي حصانة او حماية غير عادية.

العام الثاني هو الاختبار الحقيقي لقدرات الحكومة وطاقمها الرئيس وقيادتها على رسم الصورة التي تتناسب مع مخزون الخبرة ووجود الرؤية والديناميكية وترك البصمات. وربما يكون من حسن حظ الحكومة أن تبقى الى استطلاع الرأي المقبل، وأن تستطيع الحصول على النسبة العالية جدا، لكن ذلك كان في زمن الحماية، فكيف يمكنها ان تثبت ان قدراتها تمكنها من حصد نسب قريبة في معادلة العام الثاني وليس الاول.

وربما على الرئيس ان يبحث جيدا عن مجالات يجب ان يترك فيها لمسات، ونتحدث هنا عن الشأن الاردني الداخلي والقضايا المحلية، لان هذا ضروري، ليس فقط لشخصه، بل ليثبت ان الحكومة حافظت على توازنها رغم تغير المعادلات، لأن التراجع في العام الثاني سيجعل الحكومة تغادر بعد حين ترافقها قناعة انها كانت تعيش تحت الدعم، اي كما قال احد المواطنين: فإن الحكومة رفعت الدعم عن السلع الاساسية لكن بقي الدعم السياسي الذي حظيت به الحكومة.

امام الرئيس تحد على الصعيد الشخصي، وعلى صعيد الفريق الوزاري، وربما لا يكون الوقت طويلا، وحتى اجراء التعديلات على الحكومات فانها لا تحمل مؤشرا على عمر طويل بعد التعديل، فالحكومة السابقة اجرت تعديلا وغادرت بعد شهور قليلة، والحكومة التي سبقتها تشكلت ثم اجرت تعديلا، ولم تكمل الا بضعة اشهر، هي كل عمرها، قبل وبعد التعديل.

sameeh.almaitah@alghad.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :