في دراسة لجامعة أميركية غطّت إسرائيل، تركيا، إيران وأذربيجان : مركز الدراسات الإستراتيجية يحل ثانيا بين 218 معهد أبحاث في الإقليم
25-01-2009 10:45 PM
عمون - احتل مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية المرتبة الثانية بين 218 معهدا مماثلا في الإقليم، من أذربيجان إلى إسرائيل مرورا بإيران وتركيا، بحسب دراسة أكاديمية نفذّتها هيئة "مراكز التفكير والمجتمع المدني" في برنامج العلاقات الدولية - جامعة بنسلفانيا في مدينة فيلادلفيا الأميركية.
الدراسة التي نشرتها مجلة Foreign Policy في عددها الأخير كانون الثاني-شباط، صنّفت مركز الدراسات الإستراتيجية ثانيا بعد مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية والسياسية، فيما حلّ رابعا وخامسا مركزان في الإمارات العربية المتحدة رابعا وخامسا.
رصدت الدراسة بتوقيع الدكتور جيمس ماكغان، مدير برنامج مراكز الدراسات والمجتمع المدني، مخرجات 48 مركزاً في إسرائيل، 23 في مصر، 13 في الأردن وأربعة مراكز في الإمارات العربية المتحدة.
المركز الأول كان من نصيب مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية والسياسية في مصر فيما حلّ مركز الخليج للأبحاث (دبي) في المركز الرابع وحاز مركز الإمارات للدراسات الإستراتيجية والأبحاث – الإمارات على المركز الخامس. أما المركز الثالث فاحتله معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل.
وتشير الدراسة إلى وجود علاقة طردية بين نمو عدد المراكز من جهة وازدياد رقعة البلدان الديمقراطية في العالم. إذ ارتفع إلى 120 سنويا معدل تسجيل مراكز جديدة بين عامي 1989 و 2000 - وهي فترة تحول الكثير من الدول إلى النظام السياسي الديمقراطي في أوروبا الشرقية، إفريقيا، وأميركا اللاتينية وآسيا. من ناحية أخرى وجدت الدراسة إلى أن أفضل المراكز أداءً هي أفضلها تمويلاً على مستوى العالم؛ مثلاً موازنة معهد بروكنغز الأميركي تصل إلى 61 مليون دولار سنويا، ومؤسسة راند 251 مليون دولار، مؤسسة كارنيغي لأبحاث السلام الدولي 22 مليون دولار. وهناك عوامل نجاح أخرى مثل قدرة المؤسسات البحثية على الاحتفاظ برأس المال البشري المؤهل والمنافس واستقطاب كفاءات بحثية جديدة.
هذا الأمر يرتبط بالقدرات المالية والمؤسساتية لمراكز الأبحاث خصوصاً في الدول العربية التي لا تنفق على البحث العلمي إلا النزر اليسير من مواردها.
ورصدت الدراسة 1872 مركزا في أميركا الشمالية، 1208 في أوروبا الغربية، 653 في آسيا، 514 في أوروبا الشرقية، 538 في أميركا اللاتينية والكاريبي، 424 في إفريقيا.
التصنيف، الذي يجرى للمرة الثانية منذ عام 2007، متوافرة على الرابط http://www.fpri.org/research/thinktanks.
المنهجية المستخدمة في جمع المعلومات والتصنيف طوّرت منذ الدراسة الأولى. واستندت إلى حصر أفضل 407 مركز دراسات على مستوى العالم. ثم صنفت أفضل المراكز طبقا لموقعها في المناطق الجغرافية.
تشكّل مراكز الدراسات العربية الأربعة في الصدارة حالات فريدة. فمركز الأهرام يعتمد على جريدة الأهرام اليومية العريقة ويجمع خيرة من الباحثين الجادين، وتتوزع نشاطاته على السياسة الخارجية والأمن القومي العربي والمصري والحركات الإسلامية والديمقراطية. كما يصدر التقرير الاستراتيجي العربي الذي يُعد مرجعاً مهماً للدراسات الأمنية الإستراتيجية. أما مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية فقدم منذ تأسيسه عام 1993 استطلاعات رأي ودراسات بحثية جادة ومعمقة في الأمن القومي، الاقتصاد، العلاقة الأردنية-الفلسطينية وهجرة العراقيين. ومن أهم عناوين أبحاثه "العلاقة الأردنية-الفلسطينية إلى أين؟ أربعة سيناريوهات للمستقبل، معوقات الاستثمار في الأردن وإحلال العمالة المحلية مكان الوافدة وتقرير استراتيجي " معان.. أزمة مفتوحة" فضلا عن تقرير البلديات وتقييم أداء الحكومات. ونسج المركز شبكات أبحاث ودراسات عربية ودولية مثل مقياس الرأي العام العربي، ومبادرة الإصلاح العربي، والمسح العالمي للقيم. كذلك توسع في الدراسات التي تهم الاقتصاد الأردني مثل الفقر والبطالة والاستثمار والتحول الاقتصادي. وأدخل دراسات الأمن الإقليمي مركزاً على دول الجوار وأنشأ وحدة الدراسات الإيرانية لهذه الغاية. أما مركزي الخليج والامارات فهما من المراكز الممولة جيداً والتي تركز على قضايا الأمن الإقليمي والإستراتيجي.