facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إلى أمين عمان .. أين إعادة التدوير؟


د. رلى الفرا الحروب
03-02-2009 02:58 AM

أتألم كل يوم وأنا ألقي بالقمامة لتختلط النفايات بعبوات الحليب والبيتزا والوجبات السريعة الكرتونية وعبوات اللبن والعصير والمشروبات الغازية البلاستيكية والزجاجية ومخلفات الأجهزة الالكترونية والكهربية المحطمة وبقايا عبوات حبر الطابعات وعشرات الصحف والمجلات.

ماذا ينتظر عطوفة الأمين خريج أرقى الجامعات الأمريكية - الذي نقدر فكره ونحترم عطاءه- ليعلن الأردن ورشة كبرى للتدوير؟ ماذا ينتظر لطرح عطاء يستقطب شركات لإعادة تدوير المخلفات لدينا وما أكثرها؟! ماذا ينتظر لوضع براميل مخصصة لإعادة التدوير إلى جوار تلك المخصصة للنفايات؟ ماذا ينتظر لتخصيص حاويات كبرى يضع فيها سكان عمان ما يستغنون عنه من ملابس وأحذية وحقائب لتتولى الأمانة أو أي شركات أو هيئات ترغب في ذلك مسؤولية توزيعها على الفقراء إن كانت صالحة أو إتلافها بشكل لا يضر البيئة إن لم تكن؟ هل يعلم الأمين أن في عمان اليوم حرفة تسمى "البحث في القمامة " يمارسها الاطفال والشباب والشيوخ وتدر عليهم بضع دنانير يوميا باتت بديلا عن الراتب الذي تؤمنه وظيفة حكومية متوسطة الدخل، بغض النظر عن المخاطر الصحية المخيفة التي تنتظر من يمارسها في غياب أي سلطة مشرفة تتحمل المسؤولية؟!

نحن بلد فقير في معظم الموارد الطبيعية وعلى رأسها الأشجار والمياه والنفط، فهل يعقل أن نستهلك تلك الأطنان من الورق يوميا ثم نلقيها ببساطة لتساهم في تلويث البيئة من جهة وتقليص عدد الأشجار من جهة ثانية؟ هل يعقل أن نستمر في نمط استهلاكي مجنون لكل منتجات النفط كالبلاستيك والنايلون ثم نلقيها ببساطة لتختلط مع القمامة دون أدنى مجهود لإعادة تدويرها واستخدامها؟ ماذا عن الزجاج والمعادن والأحبار وغيرها من الخامات التي يؤدي إتلافها بالطرق التقليدية القديمة إلى تلويث البيئة؟ لماذا يسمح الأمين بحرقها لتساهم في تلويث الهواء أو دفنها لتساهم في تلويث التربة في حين أنه يمكننا إعادة تدويرها؟ ألا ينظر الأمين إلى ما نعانيه من تصحر في الأردن والمنطقة؟ ألا ينظر إلى انخفاض معدل الأمطار السنوي وما نواجهه من مخاطر تحيق بالزراعة والصناعة وكافة أوجه الحياة؟ ألا ينظر إلى تحديات التغير المناخي وتوسع ثقب الأوزون والاحتباس الحراري؟ ألم ير آلاف الأطنان من القنابل وهي تلقى على العراق وغزة لتلوث هواءنا وتغير من تركيبة طبقات الجو العليا واتجاهات تكّون المنخفضات والمرتفعات الجوية وتفسد علينا مواسمنا المطرية ؟ ألا تكفينا كل تلك المصائب البيئية الخارجة عن إرادتنا لنزيدها بأخرى يمكننا السيطرة عليها؟

أرجو من أمين عمان باسم كل الأردنيين المباشرة بإعداد دراسة لإمكانات إعادة التدوير في المملكة تتولاها الأمانة أو أي جهة ترغب بالمشاركة حكومية كانت أو أهلية، محلية كانت أو دولية، ووضع خطة زمنية لإعلان الأردن دولة حليفة للبيئة، وتحويل الأردنيين من أعداء للبيئة إلى أصدقاء لها.

كل من عاش في الخارج وعاد إلى عمان يتألم من ممارساتنا غير المسؤولة تجاه البيئة، وقد آن الأوان لوقف النزيف البيئي ولنبدأ بالأسهل: إعادة التدوير، فهلا فعلنا؟!
الانباط.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :