facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مسلسل الانهيار .. الى أين ؟


مالك نصراوين
03-02-2009 02:02 PM

قبل عام 1967 ، كان العنوان الابرز لمسيرة الامة العربية ، هو تحرير فلسطين من ايدي الغاصبين الصهاينة ، واعادة الشعب الفلسطيني الى دياره ، لكن بعد الهزيمة او النكسة او غير ذلك من التسميات ، اصبحت الاهداف ، انسحاب اسرائيل الى حدود الرابع من حزيران ، والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني ، وهذا الشعار الاخير اصبح الرافعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، كما اقرت بذلك القمة العربية في الرباط عام 1974 ، فعند قدوم أي سياسي زائر الى المنطقة العربية ، يجابه بهذين المطلبين ، وعند استفسار الضيف عن مفهوم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، كان الجواب ، اسألوا منظمة التحرير الفلسطينية عن ذلك .

من هنا اصبحت منظمة التحرير الفلسطينية ، التي نالت الاعتراف الدولي بها ، طرفا اساسيا في معادلة الحل السلمي ، والذي اصبح هدفا استراتيجيا للامة العربية ، بعد ان اقتنع العرب ، بضرورة التخلي عن المنطق الذي ساد قبل حزيران 1967 ، وما بعده بقليل من خلال لاءات القمة العربية في الخرطوم في نفس العام ، ولم يعد منطق ما قبل حزيران مقبولا ، فالحل العسكري اصبح بعيد المنال حتى لو امتلكت الامة الارادة والمقومات لهذا الحل ، والوجود الاسرائيلي اصبح التعايش معه امرا واقعا ، والظروف الدولية حاليا ، وفي المستقبل الابعد من القريب ، تصب كلها بهذا الاتجاه ، فلن تقبل الدول المؤثرة بازالة اسرائيل من الخارطة ، فهي ترفض ذلك تصريحا ، كما فعلت مع تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ، وترفضه حبرا على الورق ، فجاء الضغط اللاحق على منظمة التحرير الفلسطبنية ، لشطب بنود تشير لهذا الامر في الميثاق الوطني الفلسطيني ، والجميع يعلم ان اقرب اصدقاءنا السابقين ، وهو الاتحاد السوفييتي ، كان من اوائل من اعترفوا باسرائيل ، ولم يقبل ابدا بمبدأ ازالتها من الوجود ، وقد مارس الضغط على حلفاءه العرب للقبول بالحل السلمي ، من خلال القبول بقرار مجلس الامن الدولي 242 ، وهو وان كان يدعم العرب ، فذلك للدفاع عن النفس ، او لاستعادة الارض المحتلة بعد عام 1967 .

في الحرب ، كان يحدث الانشقاق العربي اثناءها او بعدها ، فحرب تشرين 1973 ، وهي اخر الحروب " العربية الارادة " ضد اسرائيل ، افرزت لاحقا اختلاف الارادة حولها ، فقد ارادتها سوريا تحريرية ، وارادها السادات تحريكية ، بسبب الملل القاتل من حالة اللاسلم واللاحرب ، التي عاشتها المنطقة لسنوات طويلة ، ونحن نتذكر خطاباته لاكثر من مرة ، في بداية السبعينات عن عام الحسم ، فاعقبت تلك الحرب اتفاقيات كامب ديقيد ، وانفراد مصر بالصلح مع اسرائيل ، ثم جاءت حرب الخليج الثانية ، التي اعقبت احتلال العراق للكويت ، لتنتهي الى معركة سلام في مؤتمر مدريد ، الذي تحول لاحقا الى ديكور لاخفاء محادثات ثنائية فلسطينية اسرائيلية ، فكانت ولادة اتفاق اوسلوا ، واضطر الاردن بعد خروج منظمة التحرير من تحت مظلته السياسية ، الى عقد اتفاق وادي عربة .

حتى المباديء التي آمن بها العرب ، اصبحت صعبة المنال ، لا بل تقزمت وتفتت ، كما هو حال الوحدة العربية ، وكأن هذا الشعار كان مرتبطا بمبدأ تحرير فلسطين ، كضرورة ملحة لتحقيق الهدف القومي ، فبمجرد التخلي عن مبدأ التحرير ، استعيض عن الوحدة العربية بالتركيز على الوحدة الوطنية لكل قطر ، ويا ليت الاخيرة تبقى متماسكة ، فقد طالتها فيروسات التمزق .

مسلسل الانحدار ، هو مسلسل التشرذم والتمزق ، فلم يتفق العرب بالحروب رغم اتفاقهم على الهدف ، ولم يتفقوا بالسلام ، رغم اتفاقهم ايضا على الهدف ، فكانت نزعة الاستقلالية هي المسيطرة دائما ، استقلالية القرار واستقلالية المسار ، فلا مكان للرأي الاخر المختلف ، فان لم يكن بالامكان قمعه وتصفيته ، فلا بد من الاستقلال عن اصحابه ، وها نحن نشهد هذه الايام تمزق اهمها ، وهي الوحدة الوطنية الفلسطينية .

بعد اقامة السلطة الفلسطينية ، على ارض فلسطين في غزة وعلى اجزاء من الضفة ، اصبح الهدف الرئيسي المنشود ، اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، على كامل الارض الفلسطينية ، التي احتلت عام 1967 ، وان تكون عاصمتها القدس ، مع ضمان حق العودة للفلسطينيين ، وهو هدف واضح ومحق ، وضمانة اساسية لتحقيق السلام العادل والدائم والشامل في المنطقة ، اضافة الى انسحاب اسرائيل من باقي الاراضي العربية المحتلة في الجولان ولبنان ، واصبح هذا المطلب الفلسطيني المحدد مطلبا لكل العرب ، الذين اكدوا التزامهم بمسيرة السلام ، من خلال مبادرة السلام العربية عام 2002 ، واليوم اصبح الهدف ، وقف التمزق الفلسطيني ، الذي ادى الى انشاء سلطتين هزيلتين ، مع خطر استمرار هذا الانقسام وترسيخه ، ليصبح امرا واقعا ، بوجود حالة الاصطفاف فلسطينيا وعربيا ، فيضيع الهدف المنشود باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .

ان المواطن العربي ، ليحار في تفسير ما يجري ، فهناك مقاومة تقف الموقف المبدئي الذي يستحق الالتفاف حوله شعبيا ، لكن ممارساتها انفصالية ، والوضع الدولي معيق لها ، تسعى الى اقامة دويلة في غزة ، وهناك سلطة شرعية ضعيفة ، متهمة بشتى الاتهامات ، بالتنازل والتآمر ، لا يبدو ، خاصة في ظل الانقسام الحالي ، انها قادرة على قيادة المرحلة ، وهاجسنا نحن في الاردن ، الاقرب الى فلسطين وشعبها ، اسقاط مؤامرة الوطن البديل ، التي تلوح في الافق ، فهل نقف مع توجه الانقسام ، وهو عمليا يكرسها ، رغم موقف اصحاب هذا الاتجاه ، الرافضين للمؤامرة ، ام نقف مع السلطة الشرعية ، واطراف فيها متهمون بالتخطيط لهذه المؤامرة ؟ فمن يقنع حماس بان تبقى مقاومة فقط ، ولا تدخل لعبة الحكومات ؟ فهي في ظل مبادئها التي ينص عليها دستورها ، والتي ترفض وجود اسرائيل ، غير مؤهلة كي تقود حكومة لانها لن تنال الاعتراف حتى من الحكومات العربية ، ومن يقنع السلطة الشرعية في رام الله ان في وجود المقاومة ، قوة تفاوضية لها ؟ ومن يستطيع ان يخلق الانسجام والتفاهم بينهما ، في ظل الاستقطاب والفرز ، فلسطينيا وعربيا ؟

ما يجري على الساحة الفلسطينية حاليا ، هو صورة مصغرة لما كان يجري على ساحة الوطن العربي ، خلال عقدي الخمسينات والستينات ، من فرز لانظمة رجعية واخرى تقدمية ، الى ان جاء شعار التضامن العربي مع بداية السبعينات ، لينهي هذه المرحلة ، فمتى يأتي دور شعار التضامن الفلسطيني ؟

m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :