facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




انحياز . . . بلا حدود


11-02-2009 06:29 PM

جميعنا يعلم ان من مواصفات مقدمي البرامج التلفزيونية الحوارية الخلافية ، هي الحياد بين طرفي الخلاف ، لأن مبدأ الحوار يقوم على ضرورة ابراز الرأي والرأي الآخر ، وان يكون دور المقدم هو المساعدة في ابراز هذه الآراء ، اما ان ينحاز لطرف ضد آخر ، فهذا لا يتوافق ابدا مع حرية الرأي ، خاصة ان كانت المحطة تتشدق دوما ، بانها منبر الرأي والرأي الآخر ، او منبر من لا منبر له .


في البرامج الحوارية الخلافية ، يستطيع الطرف الذي ينحاز مقدم البرنامج ضده ان يعبر عن جزء من رأيه ، او يعرف من قبل المشاهدين كمعارض ، او ان ينسحب ، اذا تمادى مقدم البرنامج في انحيازه ، وهذا الانسحاب هو موقف يسجل له ، وقد يكسب من خلاله تعاطف المشاهدين ، خصوصا ان كان البرنامج يبث على الهواء مباشرة ، اما البرامج الاخطر ، فهي التي ينقل فيها رأي احادي فقط ، وتبرمج المحطة ومقدم البرنامج ، للاساءة الى الرأي الاخر دون اعطائه حق الدفاع عن النفس ، او ابداء وجهة نظره ، لأنه غير موجود اصلا ، وكان يفترض والحال هكذا ، ان يكون مقدم البرنامج هو محامي الدفاع عن الطرف الآخر الغائب ، ولا يعني هذا تبنيه لوجهة نظره ، بل فقط لاثراء الحوار بالتنوع .


ما دفعني لهذه الكتابة ، ما شاهدته بالصدفة من حلقات برنامج " شاهد على العصر " الذي يقدمه احمد منصور في فضائية الجزيرة ، فانا لست من عشاق هذا البرنامج لما المسه من انحياز المقدم لوجهة نظر معينة دائما، سواء كان الذي يحاوره من نفس اتجاهه ام لا ، تماما كما امقت برنامج الاتجاه المعاكس ، رغم توفر طرفي الحوار ، لان المقدم يستفز الحضور ويؤلبهم على بعضهم ، كما لو اننا امام صراع الديوك .


في هذا البرنامج ، يستضيف مقدمه هذه الايام ، ما يسمى بكاتب البيان الاول لثورة 23 تموز في مصر ، لواء اركان حرب جمال حماد ، وهو على ما اعتقد من الضباط الاحرار ، سمعت منه تشويها لسيرة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، وهذا امر لا اعارضه ، فلكل شخص حرية ابداء الرأي ، وعليه ان يسند اتهامه بالاثباتات ايا كانت ، ولن اسجل عليه انه لم يبد رايه هذا الا بعد حوالي اربعين عاما من وفاة جمال عبد الناصر ، فربما ابداه في موقع اخر لم اطلع عليه ، وربما غير الرجل موقفه 180 درجة ، لتولد قناعات جديدة لديه ، وانا لست ضد تبديل الرأي استنادا الى معطيات جديدة مناقضة لمعطيات الرأي الأول ، بشرط ان لا يكون هناك تذبذب في الاراء طبقا للظروف والمصالح ، كأن يؤيد اولا ، ثم يعارض ، ثم يعود يؤيد وهكذا .


ما اغاظني في هذه الحلقات ، ليس تشويه الضيف لعبد الناصر ، فهو حر في رأيه كما قلت ، لكن الملفت للانتباه هو حماس مقدم البرنامج ، لكل ما يسيء الى الرئيس الراحل ، وطرح اسئلته بطريقة يظهر فيها كرهه لجمال عبد الناصر ، ومحاولته التسهيل على الضيف ، بالتقاط نقاط الهجوم ، بدلا من ان ينقل وجهة النظر المعاكسة ، أي المؤيدة لعبد الناصر وسماع تعقيب ضيفه عليها .


في جميع برامج احمد منصور في الجزيرة ، سواء في "شاهد على العصر" او في "بلا حدود " ، يستطيع المشاهد بسهولة ، ان يلمس انحيازه بوضوح ، لوجهة نظر معينة ، فان كان ضيفه من اصحاب وجهة النظر هذه ، يقدم له كل الدعم والمساندة ، وان كان من اصحاب وجهات النظر المعاكسة ، يقوم بالعكس تماما ، حتى انه لا يأخذ في اعتباره ظروفا معينة ، يجب ان تكون مانعا اخلاقيا للهجوم ، حيث يحضرني هنا ، مقابلة اجراها في احدى برامجه ، مع الدكتور رياض نعسان آغا ، مدير مكتب الرئيس الراحل حافظ الأسد آنذاك ، وكانت المقابلة بعد يوم او يومين من وفاته وقبل دفنه ، وفيها فسح المجال لشتى اشكال الهجوم على الرئيس الراحل عبر الهاتف ، ووجه اسئلة جارحة لا تليق بالمناسبة ، وكان اعتقادي حينها ، ان ضيفه ربما قد خدع بمضمون الحلقة ، وكان يظن ان هذا المضمون سوف يكون اكثر احتراما للرئيس الراحل .


حرية ابداء الرأي والرأي الآخر ، يجب ان تترافق دائما بالاحترام لكليهما ، وان يحتفظ مقدم البرنامج برأيه الشخصي لنفسه ، وان لا يبدي تعاطفه مع أي رأي ، الا اذا كان الرأي الاخر واضح العداء للوطن والامة ، ولعل في برنامج "زيارة خاصة " لمقدمه سامي كليب ، وعلى نفس الفضائية ، القدوة في هذا الاحترام .

m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :