facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل هي بداية التراجع عن الديمقراطية ؟


مالك نصراوين
19-02-2009 06:59 PM

عندما اتخذ الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز ، موقفه المشرف من قضية العدوان الاسرائيلي على غزة ، خلال الشهرين الماضيين ، بطرده السفير الاسرائيلي من كاراكاس ، كخطوة عملية مرافقة للتنديد بالعدوان ، فرحت تيارات سياسية في الشارع العربي لهذا الموقف ، الذي لم يقابله موقف عربي مماثل من قبل الدول العربية ، وبخاصة التي تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل ، لانهم وجدوا في ذلك تاكيدا على احقية مطالباتهم لتلك الدول العربية ، بقطع العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل ، رغم انهم لم ينبسوا ببنت شفة ، حول العلاقات غير الدبلوماسية ، التي تقيمها دول عربية اخرى مع الدولة العبرية ، بسبب تحالفها مع هذه التيارات .


لقد اصبح شافيز رمزا في الشارع العربي ، رغم ان هذا الموقف من دولة غير عربية ، رآه البعض مبالغا فيه ، او انه جاء منسجما مع حالة العداء بينه وبين امريكا ، داعمة اسرائيل الأولى ، اكثر من كونه موقفا مؤيدا للعرب ، انطلاقا من مبدأ " عدو عدوي صديقي " ، والجميع يعرف علاقة العداء المستفحلة ، بين شافيز والولايات المتحدة .


لقد شعرت كما شعر الكثيرون ، ببعض خيبة الأمل ، بعد اعلان شافيز عن رغبته ، بالترشح لمنصب الرئاسة لفترات مفتوحة ، وليس للمرة الثالثة فقط ، كما فعل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مثلا ، رغم ان هذا الامر تم بطريقة ديمقراطية ، وعبر استفتاء نزيه وشفاف ، هذا ما قاله العالم ، وهذا ما احسست بصدقه ، من خلال ما رأيته في الصحافة الالكترونية ، من صور لافراد من المعارضة ، يبكون لفوز شافيز بهذا الاقتراح ، ولا شك ان الصور تعبر عن ديمقراطية حقيقية ، والا لما كان اصحابها قد جاهروا بحزنهم ، كما ان امرا اخر يؤكد النزاهة ، وهو ان الاقتراح فاز بنسبة 54% ، وليس بنسبة ال 99.99% العربية ، التي قفزت قبل سنوات ، في ظل احد الانظمة العربية الديمقراطية جدا ، الى مئة بالمئة ، وكم نتمنى لو يمارس حكامنا ، الذين يلبسون ثوب الديمقراطية ، ويتظاهرون بعشق تناوب السلطة ، وهم في الديكتاتورية راغبون ، ان يمارسوا التزوير العكسي للهبوط الى نسبة شافيز ، على الاقل حتى تمحى النسب السابقة من ذاكرتنا .


رغم انني في النهاية ، خلصت الى الاعتقاد ، انه لا ضرر ولا ضرار ، مما قام به الرئيس الفنزويلي ، ما دام هناك استفتاءات وانتخابات نزيهة ، يمكن خلالها ان يخسر النتيجة ، لصالح منافس اخر في احدى الدورات القادمة ، ولا مانع ان يعود مرة اخرى بعد الخسارة ، المهم ان يكون هناك ديمقراطية حقيقية ، ربما المخيب للأمل فقط ، هو الاحساس بان الزعيم الذي يرغب بتكرار الحكم ، لديه رغبة دفينة بالانقضاض على الديمقراطية ، لا يجرؤ حاليا على البوح بها ، او ينوي التحول الى مشروع ديكتاتور ، فيتصور ان لا حياة لبلاده الا بوجوده على رأسها ، وقد يتطور هذا المسار مستقبلا ، ليرشح نفسه رئيسا للابد ، ومن خلال الانتخابات ايضا ، وعندها تتبدل المعادلة حتما .


رغم خيبة الامل من تراجع الديمقراطية في دول العالم الثالث ، او من وجود النوايا المبيتة للانقضاض عليها وتشويهها ، من خلال تعديل الدساتير لتتناسب مع اهواء الحاكم وطموحاته ، ورغم ان خيبة الامل من مستقبل الديمقراطية في الوطن العربي هي الاكبر ، الا ان لدي قناعة مغايرة ، منسجمة مع مبدأ "مثلما تكونوا يولًى عليكم" .


ان بناء الديمقراطية يجب ان يبدأ من قاعدة الهرم ، من الشعب نفسه ، واخص هنا الشعب العربي في مختلف اقطار العروبة ، ان العلة ما زالت لدى شعبنا العربي ، الذي لا يمارس الديمقراطية بالشكل الصحيح ، ينتخب عشائريا ومناطقيا وطائفيا ، وليس برامجا انتخابية ، واكبر دليل على ذلك ، الانتخابات النيابية ، وانتخابات مختلف مؤسسات المجتمع المدني ، فهل سيتخلى شعبنا عن هذه السلبيات ، عندما ينتخب رأس الدولة ؟ الجواب حتما لا ، فمن المؤكد ان نفس المعايير اللاديمقراطية ، سوف تحكم ممارسته الديمقراطية الاهم ، فكم من زعيم عربي تاريخي ، ما كان سيكتب له النجاح في انتخابات حرة ، لأن من يمارسونها لا يمتلكون الوعي السياسي ، الذي يؤهلهم لممارستها بالشكل الصحيح .


ان الاولوية هي لنشر ثقافة الديمقراطية ، وبناء قاعدة شعبية تؤمن بها ، والعمل على تعميق الوعي السياسي ، واجتثاث فيروسات الاقليمية والطائفية وغيرها ، وبناء الدولة المدنية الحديثة ، التي لا تفرق بين مواطنيها على أي اساس كان ، كما تنص على ذلك ، الدساتير العربية غير المفعلة دائما ، اما من سيقول ان القمة يجب ان تكون قدوة للقاعدة ، فنقول لهم ، هل تخلي عبدالرحمن سوار الذهب عن السلطة في السودان طوعا ، افاد في بناء القاعدة الديمقراطية هناك ؟ وما هو تفسير انقلاب العسكر ، على رئيس موريتانيا المنتخب ديمقراطيا ؟
m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :