facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أوراق متعبة


سهير بشناق
08-12-2017 02:15 AM

لا غربة لقلب انت موطنه...

في لحظات ما يبدو لها ان جميع وجوه البشر ممن حولها غرباء لم تكن بحاجة سوى لوجه واحد ولقلب واحد كانت تحتاج لوجه والدتها فقط هي تلك المواقف بالحياة التي بعدها لا نعود كما كنا عليه عندما تصاب بحالة من الغربة عن ذاتها وعن من حولها ونعود اطفالا لا يسعنا سوى ذاك الحب الذي لا ينضب وتلك الحاجة لها التي نحاول ان لا نظهرها ونبقيها خفية باعماقنا تحت مسميات عدة منها اننا كبرنا هي تلك اللحظات التي كل ما نؤمن به دعواتها وحنانها وخوفها ولا نعترف بكل ما حولنا وبكل الوجوه التي اعتادت ان تكون معنا هي تلك اللحظات التي نتالم بها نعيش مع انفسنا نحاول ان نستنشق هواءً مختلفاً ان نجد مساحة اخرى لنا لم تعبث بها الايام والحياة هي لم تعد هي... لا الايام منحتها ما تريد ولا كل من حولها اليوم تحتاج لهم

كل ما تريده ان تعيد سماع دعواتها لها ان تمنحها ذاك الامان الذي كل البشر لا يمنحونها اياه

مع اشراقة كل صباح لها موعد مع خالقها تحمده دوما وابدا ان ابقى ذاك الصوت مسموعا بداخلها ان ابقي هذه الدعوات مستمرة ان ابقي لها ما تحتاجه من حب وقدرة على الاستمرار مرتبطة بها فهي البدايات والنهايات هي اول قطرات المطر ورائحتها .....

هي الكون بكل ما يتسع .....

هي وطنها وملجئها من غربتها .....

اليك وانت جزء من الروح ......

هي ليست سوى جزء من الروح

هي لها الاقرب والاجمل والاكثر دفئا من برودة وقسوة الايام

هي صديقة قبل ان تربطها معها رابطة الدم فالصداقة والقرب من القلوب لا علاقة لها الا بمدى شعورنا بالاخر بعيدا عن صلتنا به لمحت بعيونها حزناً فقلبها يتالم ونفسها حزينة وهي ترى الايام تتسرب من بين ايديها اي وجع ذاك الذي يسكن روحك ...؟

واي الم ذاك الذي يشع من بين عيونك التي ما عرفت في اي يوم مضى معنى الفرح باكمله والسعادة الحقيقية ؟

كم نحن ضعفاء امام البعض لانهم نبض القلب كم نشعر بالهزيمة كلما لمحنا الحزن في نفوسهم لا نقوى ان نراهم يعيشون بالحزن لان وجودهم لنا يعني الحياة والايام والامان والراحة التي ننشدها

هي لها ليست كباقي البشر ممن حولها هي ذاك القلب الذي لطالما كان لها مكان بداخله

هي لها تلك النفس التي تكون امامها صفحة بيضاء لا تملك الا ان تفتح لها صفحات العمر واحدة تلو الاخرى فتشاركها بكل لحظة بها وبكل حرف يدون بصفحاتها هي لها قلب وروح وجمال وطمأنينة ووجود هي لا تقوى ان تلمح ذاك الحزن بقلبها

ولا تقوى ان تراها تحبس الدموع في عيونها لانها تأبى ان تظهر المها ووجعها ...

هناك بعض البشر في حياتنا مختلفون لا يشبهون الاخرين نجد بينا وبينهم لغة مختلفة من نوع خاص تقودنا الى كل ما نحتاجه في العلاقات الانسانية...

هناك بعض البشر الذين بحضورهم لا يعينها ان غاب الاخرون لانهم مختلفون يمنحوننا الراحة التي ننشدها ونحبهم بكل ما نمتلك قدرة على الحب والعطاء...

وهي لها كله ذلك واكثر...

هي ذاك البريق الذي يعيش بثنايا النفس التي نجد من خلاله دوما مساحة لنا لنرى انفسنا ولنكون من خلالهم فقط...

هي تلك النفس التي لم تخذلها في اي يوم من الايام التي كانت بجانبها دوما التي تشعر بالمها قبل ان تبوح به وتشعر بفرحها وتشاركها بكل لحظات ايامها وحياتها ليصبح اسمها وحروفه جزءا لا يتجزا من عنوان حياتها...

اليوم تريد هي ان تخبرها كم تعني لها...

تريد ان تخبرها بان الحياة محطات منها ما هو مؤلم ومنها ما يحمل لنا الفرح لانها الحياة لا تنتهي عند محطة واحدة ولا تعثر واحد تريد ان تقترب من المها وتلامسه... لتبعده عن حياتها وايامها كما لم تفعل من قبل تريد ان تخبرها بان الدموع تعبر عن الالم والحزن لكن عيونك ستجد في يوم ما الفرح يعود اليها متناسيا اي لحظة الم مرت بنفسك...

تريد ان تتغلل الى قلبها لتخبرها بان هذا القلب سيبقى نابضا بالحب بالقدرة على الحياة بالايمان بان العمر سيجلب في لحظة ما كل ما نتمنى ليبدد لحظات الحزن والالم..

ليست سوى حقيقة وجودية بان صاحب الوجع هو الاقدر على الشعور به والاقدر على ان يكون مستغرقا به لان الحياة تكون له مختلفة والشعور بها يبدو بعيدا لتلفه غربة موحشة عن الاخرين يرى نفسه يعيش بعالم بعيد عن كل من حوله...

هي حقيقة وجودية لكنها ليست سوى جزء من ظلام سينجلي... ظلام لا يمكنه ان يقوى على البقاء امام ارادتنا بان نكون ونستمر ونحيا لاجلنا ولاجل كل من حولنا

لاجل القلوب التي احبتنا ولاجل النفوس التي لا ترى وجودها بدون من نحب

لاجل كل ذلك لا يزال هناك متسع من الامل بريق يحاول ان يجد له مكانا بين آلامنا وانكساراتنا واحزاننا بريق لايام قادمة سينجلي بها الحزن لنقف من بعيد نراها وكأنها لم تكن... لتغيب مع كل ما مررنا به ويحل مكانها العمر والحياة بفرح جديد وبامل اخر كنا لفترة ما قد اضعناه ليعود من جديد يمنحنا الحياة...

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :