facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خطوة فـي الإتجاه الصحيح


أ.د.فيصل الرفوع
02-03-2009 05:14 AM

لم تسجل الذاكرة الحديثة عداءً تاريخياً بين الشعب الامريكي والشعب العربي، بإستثناء الإحتلال الأمريكي للعراق ودعم الإدارات الأمريكية المتعاقبة لإسرائيل. وإذا كان النظام العربي الرسمي قد تعايش مع التداعيات السلبية للعلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة واسرائيل، فإن الأمة العربية بشموليتها، شعباً ونظاماً رسمياً وحتى اولئك الذين تقمصوا دور أبرهة الأشرم، لم تستوعب الأسباب الموجبة لإحتلال العراق وتدمير حضارته التي علمت البشرية الحرف المكتوب والعدالة الحمورابية والقيم الإنسانية، وما زالت تنظر لإحتلال العراق وتدميرة كأخطر كارثة منيت بها الامة العربية في تاريخها المعاصر.

وإذا كان الرجوع عن الخطأ فضيلة، كما يقول العرب، فقد إستقبل العرب بإرتياح كبير خطاب الرئيس الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما يوم الجمعة 27/2/2009 في كامب ليجون والذي أعلن فيه نهاية الحرب على العراق وحدد تواريخ محددة للإنسحاب التدريجي من العراق.

لقد أكد الرئيس اوباما في خطابه على دور العراق التاريخي في إثراء الحضارة الإنسانية وإرثه التاريخي، وأنه لا أطماع للولايات المتحدة في العراق وثرواته، بالإضافة الى أيمانه بحق العراق: كشعب أن يعيش بسلام أسوة بالشعوب الأخرى، وكدولة ذات سيادة لها دورها الفاعل في النظام الإقليمي والدولي، كباقي دول العالم، هذه الملاحظات تعتبر رفضا لكل التشويهات التي حاولت الإدارة السابقة تسويقها على الراي العام الأمريكي والعالمي.

ويفهم من إشارة الرئيس اوباما حول حجم المآسي المادية والمعنوية والبشرية التي منيت بها الولايات المتحدة في حربها على العراق إشارة لا لبس فيها بأن هذه الحرب لم تنجح في العراق، وما النصر الذي بشر به بوش ليس بأكثر من سراب ببقيعة يحسبه الظمآن ماءً للخروج من عقدة هزيمة فيتنتام.

لقد جسد الرئيس اوباما استراتيجية جديدة للتعامل مع العراق، تمثلت في رمي الكرة في المرمى العراقي، وذلك بتاكيدة على وجوب بناء الدولة العراقية بعيداً عن الطائفية والأقصاء والدماء، وأن تساهم جميع مكونات الشعب العربي في بناء عراق المستقبل وعلى راسهم العرب السنه، هذا مثال آخر على عدم رضا إدارة أوباما عن السياسة الأمريكية السابقة، التي أدخلت العراق في حروب طائفية ومذهبية ادت الى تدمير العراق: الدولة والشعب وساهمت في تعطيل مقدراته.

إن إستراتيجية اوباما هذه تعتبر بداية مرحلة جديدة في السياسة الأمريكية تجاه العراق والشرق الأوسط ، فبالرغم من رفضه للبرنامج النووي الإيراني، يعتبر توجهه الإبتعاد عن سياسة الإقصاء لبعض الأطراف الإقليمية التي لها دورها فيما يتعلق بالعراق ، والتوقف عن تصنيف العدو والحليف، والمقصود هنا سوريا والعراق، إشارة ايجابية لتهيئة الأجواء المناسبة لإنسحاب هاديء وسلمي من العراق. و هنا يعيد اوباما للأذهان سياسة نيكسون ووزير خارجيته كيسنجر حول العلاقة مع الصين التي كانت تصنف في حينه على انها العدو رقم واحد للولايات المتحده. لقد إستيقظت الولايات المتحدة على وجوب تغيير سياستها الخارجية تجاه العراق و وجوب الانسحاب من مستنقعه الذي وضعت الإدارة السابقة الولايات المتحدة فيه.

كما يعتبر تأكيده على إنهاء الصراع العربي- الإسرائيلي بناءً على حل الدولتين،إشارة ايجابية تجاه العرب ونظامهم الرسمي، لأن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تستطيع التأثير على طرفي الصراع في الشرق الأوسط، العرب واليهود، على حل هذا الصراع الذي مر عليه أكثر من ستين عاماً، ليس لأنها تمثل اليوم الدولة العظمى الوحيدة في مسرح الأحداث ، بل لأنها، وبالرغم من إنحيازها للجانب الإسرائيلي، ما زالت لها كلمة مسموعة و مهابة من قبل النظام الرسمي العربي صاحب القرار فيما يتعلق بهذا الشأن.

إن العراق ذا السيادة وغير المحتل، القوي ؟المستقر- المعافى، والبعيد عن الاستقطاب الطائفي والعرقي ، يصب في مصلحة الاستقرار الإقليمي والدولي، بل ويخدم الإستراتجية الأمريكية نفسها وتوجهاتها في المنطقة. فالولايات المتحدة المشغولة ألان بما يسمى الحرب على الإرهاب ، واحتلالها لأفغانستان ، بالإضافة الى القضايا الشائكة بينها وبين كل من كوريا الشمالية وإيران فيما يتعلق برنامجهما النووي ، و حالة التوتر في علاقاتها مع بعض دول أمريكا اللاتينية ، والخلاف التجاري بينها وبين أوروبا ، تجعل أمر تغيير سياستها الخارجية تجاه العراق والإنسحاب من ارضه، حالة واجبة التطبيق، خاصة وان امن الخليج العربي مرهون بعراق عربي قوي بعيد عن الاستقطاب الطائفي ، وقريب من توجهات العرب، في سياساتهم وعقيدتهم .

إن الانسحاب ألأمريكي من العراق الذي أعلن عنه الرئيس اوباما، لن يعيد العراق لدوره المنشود دون إعادة بناء وتجهيز الجيش العراقي السابق، وإعادة صياغة هيكلية الدولة العراقية، ليصبح العراق عامل توازن في منطقة شديدة الأهمية للسلم والأمن الدوليين.

alrfouh@hotmail.com
الراي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :