facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الزعبي وغيشان .. قلمان لحبر سخرية واحد ؟؟؟


د.حسين محادين
12-03-2009 01:13 PM

الإهداء ... إلى المبدع الحاضر فيّنا ... إلى محمد طملية قولا وعملا ؛دون الالتهاء بنعم العبثية أو لغط الإنجاب ...!!!

" إذا لم يكن للكاتب الساخر نظرية فكرية فأنه يُضحي مهرجاً "
المبدع الراحل غسان كنفاني

السخرية الأولى:_
إلى احمد حسن الزعبي ممعوطاً وسولافاً باعترافه ... لأنه وباختصار كثيف اسمُنا الحركي كمواطنين .
ها هو احمد السيزيفي بكل ما ملكت كلماته الشعرية من ثقف نبيل ، وحلم مؤجل كأحلام المؤمنين بان تتغير الأحوال و كذا طباع الأردنيين بهدوء نحو زيادة تعاطيهم لمداد قلمه الدافق سخرية، وقبولهم لظله المصاحب ممثلا بشخصية أبو يحيى والتي ولدت كاملة في تسعة أشهر درءا للشبهات الكثيرة هذه الأيام ، وتعميقا لإيمانينا الحياتي الناجز بأننا حقا مواطنون أردنيون.
فأوجدها في تناص إبداعي لافت مع كل من : شخصية حنظلة عند الفنان الراحل ناجي العلي ، ومع شخصية عائشة عند الشاعر العراقي الراحل عبد الوهاب البياتي وكذا شخصية أبو محجوب الكاريكاتورية عند الفنان عماد حجاج؛ وكأنه أحمدا يجدد الأذان بوعينا وهو يسأل .. أليس من حقنا أن نصوغ شخصيتنا الجمعية المشتهاة كما فعلتُ نيابة عنكم قراء ومتحاورين وغافلين؟

وها هو ينجح مجددا في تلقيمنا طوعا حموضة الواقع المّر على هيئة ساندويشات مرار غلّفها لنا برشّة سكر من الكلمات التي عادة ما يُدبقها على لوحة إبصارنا لمقال يومي واخز بالأفكار وموغل في نقره على شجرة حواسنا الذبلى ...
انه احمد السيزيفي دائماً ... مشروع مُغالب للسائد الكتابي والأسماء المكرسة مزنراً روحه بسلاح أبيض يمخش الوجدان ولا يجرح ، ولكنه من غير عناوينه لا يستفتى أو يُجترح .

احمد؛ يا هذا الواصف وجعا وبامتياز سيرة إنساننا العربي عندما قلت "بعد أن يخطو الإنسان العربي خطوة أو خطوتين من بيضة الوهم يصطدم بأول" لا "في تاريخه وتسقط عن رأسه القشور ، ويعرف أن الطريق مزروع (باللاءات) وان المشنقة لها شكل" لا " أيضا فيحترف الخرس " ( الممعوط ص 5).

وبرغم هذا كله لم يكفر احمد بابتسامة منتظرة وقد لا تأتي في حياته كرسول للوعي ، ولم يغادر حلمه الشقي إبداعا وهو المؤمن فعلا وقولاً بأن الشفاء من أمراضنا يبدأ كما جسدته سيزيف الأسطورة؛ يبدأ أولا بالرغبة في الشفاء نفسه ؟

السخرية الثانية:-
إلى هذا البري الذي يعبث بمؤخرات كلماتنا كعادته؛ مثلما فعل مع مؤخرة ابن خلدون ، لا شهوة منحرفة لديه لا سمح الله ، وأن كان من الصعب الحكم على نواياه الباطنة ، وعلى كل؛أجزم على الظاهر بأنه صاحب رسالة نبيلة عندما نجح في اختيار الزاوية المناسبة لجهازه الإبداعي كي يلتقط من خلاله أوجاعنا في جهات العمر الخمس .........
إلى محمود درويش ويوسف غيشان اللذان لم يتعضا فُرادا عندما ترك الأول حصانه والثاني حماره فضاع سؤال كل منهما .
- يوسف غيشان عنوان إبداعي بجذر فلسفي واجتماعي ولود؛ ليس لأن عناوينه المنتقاة بدقه قد جاءت تماما كحامل ومحمول لأوجاعنا نحن وبقلمه هو فحسب ؛بل لان محلية النبض وخطاب الحياة التي يقذفهما في عيوننا قد جاءتا مُكملة فكرا وتعبيرا عن معانيهما الحُبلى بالإنسانية عبر مقالاته اليومية العربية في زاوية (شغب) كشرط إبداعي عابر للجغرافيا الأردنية .
فها هو يؤشر على رغبتنا الواضحة كأردنيين عندما نتحدث في الاعتياد على وضع مقدمات للحديث اكبر من زبدته أو لُبه فيقول في عنوان جميل له واصفا هذه الممارسة المنقودة " مقدمة بلا داع ".
_يوغل غيشان في نقله لتفاصيل آهاتنا من منبتها الصحراوي مرورا بقنطرتها الريفية وقُبيل وقوفنا معا على حواف مدننا المراهقة والتي لم تبلغ بعد كي تكون مدينة أنثى في قوله اللاذع " شدو الرباب في أصحاب الألقاب " وكأنه يقارب وعيا وفعلا بين مضامين الربابة كآلة موسيقية ريفية الميلاد والمنشأ مع قصر عمر الألقاب في دولتنا الواعدة ، أو كأنه يضع حدي الشخصية الحالية للاردنين في مقاربة عمرانية لابن خلدون عندما ميز الأخير بينهما قائلا " أهل الوبر وأهل الحضر ".
- يذكرنا غيشان دائما بالذات الأردنية الواثقة بهويتها الريفية ولكنها الآخذة بالأفول للان عندما يستحضر وبقصد إبداعي هادف قول الناس العاديين " ما عليها حكيّ " في تضمين بليغ لاستخدام هذه العبارة من قبل أهلنا من الفلاحين عند وصفهم أو ردهم على استفسار وتقصي خاطب ما عن فتاة قبل عقده القران عليها، وكأنهم يشيرون من خلال إجابتهم إلى انضباطها العالي كفتاة، ولقلة تجاربها كأنثى وهذا مطلب تقليدي كان سائدا في المجتمع الريفي، وكثيرا ما تُستخدم هذه العبارة في حضرة المواقف المريحة والمطمئنة لأي طرفين على وشك التعاقد على شيء ما .
- أخيرا .. يوسف غيشان المبدع مفتتح لنص لم تُقفله بعد مدينة مكتظة تضج بالاستهلاك والعابرين أو حتى أغنية في مسلسل بدوي كتبه من لم تكتوي روحه بتضاريس وتقاليد البادية لأنه ببساطة لم يغادر تجارة السوق في المدن الواهنة والمغلقة إلى رحابة النصوص المفتوحة على التأويل، فبقي غيشان بريا عابثا في أبجديتنا وأشجار معانيها المتوالدة نصوصا ونون إنسان ...
-
* قُدمت هذه القراءة ضمن حوارية مجلة أقلام جديدة- الجامعة الأردنية الأربعاء 11/3/2009 عمان.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :