facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




محمد حسنين هيكل .. والعودة لزمن الردح


15-03-2009 04:04 AM

كنا نظن ان زمن الردح العربي ، وبالاخص سيمفونية اعلام الخمسينات والستينات ، التي صنفت العرب الى رجعيين وتقدميين ، شرفاء وخونة ، قد انتهت الى غير رجعة ، بعد ان بدأ تلاشيها عقب حرب حزيران 1967 ، تلك الهزيمة التي كانت ثمرة طبيعية لحالة الفرز الظالمة هذه ، خاصة ان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، كان اول من تخلى عنها ، فلم يعد يمارس الهجوم على الزعماء العرب الاخرين ، كما اعتدنا سماع ذلك في خطاباته قبل حزيران ، بل سعى بكل جدية الى تعزيز وحدة الموقف العربي ، وجمع العرب لازالة اثار العدوان ، فكانت اكبر دولة رجعية ، حسب تصنيفات تلك المرحلة ، وهي المملكة العربية السعودية ، هي اكثر من قدم الدعم لدول المواجهة ، واثبت الملك فيصل لاحقا صدق انتمائه القومي ، في الفترة التي اعقبت حرب تشرين عام 1973 ، حين اوقف تدفق النفط الى الغرب ، وجعل من سلاح النفط ، سلاحا قوميا في معركة التصدي لاثار العدوان ، وتحرير الارض المحتلة ، وقال قولته المشهورة لكيسنجر "انه مستعد لاحراق ابار النفط ، والعودة الى الابل والتمر ، في سبيل الحق العربي" ، فكان ان دفع حياته ثمنا لهذا الموقف القومي المشرف .

ولم تتلاشى هذه السيمفونية الاعلامية تماما ، الا بعد الحركة التصحيحية في سوريا عام 1970 ، التي قادها الرئيس الراحل حافظ الاسد ، الذي كان اكبر عاشق للتضامن العربي ، فرفع شعار التضامن لكل العرب ، "رجعيين" و "تقدميين" ، وتوقفت الترهات الاعلامية ضد الاشقاء ، فكانت قبضة يديه وهي متشابكة معا ، ومرفوعة للتحية في كل المناسبات ، هي شعار هذا التضامن الذي جعل له حضورا مميزا ، فاقام علاقات اخوة مع كل العرب ، وسار في خطوات وحدوية ، لم يكتب لها الاستمرارية مع الاسف ، مع اقطار عربية ، سواء كانت "تقدمية" او "رجعية" ، لا فرق بينهما امام هدف الوحدة ، فاصبحت الوحدة هي الهدف ، فليس هناك وحدة رجعيين او وحدة تقدميين ، وكلنا يتذكر الخطوات الوحدوية التي ابهجت شعبنا في سوريا والاردن .

لقد اثمر شعار التضامن العربي ، الذي رفعته سوريا بعد الحركة التصحيحية ، بعد توقف مصر قبلها بسنوات عن عزف سيمفونية التمزق ، اثمر انتصارات حرب تشرين التحريرية ، وحالة التضامن القومي مع دول المواجهة ، واستخدام سلاح النفط ، كسلاح قومي في معركة الامة العربية ، لقد تحققت في تلك المرحلة ، انجازات قومية عربية رائعة ، استدعت تحرك القوى المعادية لاجهاضها ، وزرع بذور التفرقة من جديد ، فكانت الحرب الاهلية في لبنان خاصرة سوريا ، مترافقا معها تحركات الاسلاميين داخل سوريا ، اجهاضا لنتائج حرب تشرين ، لكن الخلافات العربية اللاحقة رغم مرارتها ، كانت اكثر عقلانية اعلاميا من خلافات الخمسينات والستينات ، فلم نعد نسمع سيمفونية التصنيفات السابقة وبنفس الحدة .

بعد صمت طويل للاستاذ محمد حسنين هيكل ، الذي احبته الجماهير العربية ، من محبتها لمرحلة جمال عبد الناصر ، وهو اقرب المقربين اليه ، وناقل نبضات مشاعره لابناء العروبة ، لقد كنا نجتمع مساءا ، صغارا وكبارا ، لنسمع من اذاعة صوت العرب ، مساء كل خميس على ما اذكر ، ماذا كتب هيكل في صحيفة الاهرام ، وفي زاوية بصراحة ، ولم يكن في تلك المرحلة على ما اذكر ، مشاركا في معارك الردح الاعلامي ، فقد تركت هذه المهمة لطيب الذكر احمد سعيد ، بعد هذا الصمت والانزواء الذي استمر اربعين عاما ، والذي لم نسمع فيه ردا من هيكل ، ضد اتهامات مماثلة ، لم يسلم منها ، حتى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد وفاته ، وبعد ان غادر الحياة الارضية ، كل القادة العرب ، الذين تعرض لهم هيكل في فضائية الجزيرة ، وبعد ان اختفى عن الساحة كل من يستطيع الرد عليه ، يعود هيكل الى سيمفونية الخمسينات والستينات ، ليتهم ويدين من دون دليل ، يلقي فقط قنابل صوتية ، استجابة على ما يبدو لرغبات اعداء التضامن العربي ، من اصحاب الفضائيات المشبوهة ، والمواقف المشبوهة ايضا ، هولاء الاقزام الذين يحاولون التطاول على العمالقة .

هذه التصنيفات الصبيانية ، التي تشبه ما يتفوه به صبية الحارات ضد بعضهم البعض ، من تهم كلامية غير مثبتة ، يعلمون قبل غيرهم عدم صحتها ، فقط كي يغيظوا الطرف الاخر ، كان الاحرى بالاستاذ هيكل ، بعد ان تجاوز الثمانين من عمره ، ان لا يتذكر او يذكر ، بفترة المراهقة تلك ، وان لا ينبش جراحا اختفت اثارها تماما ، فلا احد هذه الايام يلتفت الى مثل هذا الردح ومفرداته البغيضة ، التي لا تميز بين التعقل والتهور ، بين قصر النظر وبعد النظر ، والتي مزقت الامة ردحا طويلا من الزمن ، فلا احد يتذكرها الا من قبيل التندر بالخيبات الكثيرة ، التي اصابتنا ذاك الزمان ، ولو اعتمدنا مقاييس الخيانة والعمالة لتلك المرحلة ، واسقطناها على هذه الايام ، فان قائمة الخيانة والعمالة المزعومة ، ستطال الكثيرين من القادة العرب الحاليين ، وستطال احبة الاستاذ هيكل واصدقائه ، وربما تطاله هو شخصيا ، اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم اجمعين .

m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :