كان يستغرب كثيرا بينه وبين نفسه عن حرص زوجته على علاقاتها مع صديقاتها فهن بالنسبة لها في سلم اولوياتها ولا يمكنها ان تتنازل عن لقائهن يوماً بالاسبوع ولو هو طلب منها ذلك .

كان معجبا بوفائها واخلاصها لهن ولكنه كاي رجل شرقي تتحرك مشاعر الغيرة بنفسه من اي شيء اخر يمكن ان يستحوذ على حياة زوجته ويرفع وتيرة اهتمامها به وصديقاتها كن جزءا من حياتها .


هو لها الحبيب والزوج ولم يكن في اي يوم من الايام رجلا مختلفا عن هذا .... ولربما كل امراة تتمنى بالزواج ان يكون زوجها حبيبها لان الحب بالزواج روح اخرى تجعل الحياة اجمل وتسحبنا من قيود مؤسسة الزواج التي ان استمرت دون حب ومشاعر فانها تقودنا الى مرحلة اللاشيء .... الى مرحلة الاستسلام للعيش بها لاجل كل شيء الا انفسنا ووجودنا .


لكنها تحتاج لشيء اخر تفتقده بعلاقتهما وتجده عند صديقاتها شيئاً ما اسمه الصديق .


فهو الزوج والحبيب لكنه ليس صديقا .


ليس صديقا فالصداقة كسر لعزلة القلوب وقلبها لم يتعرف عليه بعد كصديق هذا الشعور الذي تجده يتغلغل الى اعماقها في كل مرة تجالس صديقاتها فتتجرد امامهن من كل ما يمكنه ان يغلق ابواب قلبها وتعود كما تريد ان تكون .....


تكون امراة قادرة على البوح بما في اعماقها دون ان تكون مجبرة على تفسير كلامها خوفا من غضب من امامها وهو جزء من ذلك ....


تكون امراة قادرة على مشاركتهن افكارها واحلامها وامنياتها دون خوف او تردد من ان تحترق كل افكارها واحلامها امام عتبة فكر شرقي لا يمنح للمراة حق ان تحلق بعالم لها فقط دون ان تحاسب حتى على ما يجول بفكرها ....


تكون امراة تضحك تارة وتبكي تارة اخرى في لحظات فقط دون ان تحاسب على لحظات الجنون هذه ليذكرها بانها امراة ناضجة لا يليق بها الجنون حتى لو كان عابرا ....


هي بعلاقتها معهن تكون هي وفي علاقته معها تكون له ..... لان الحب المتبادل يعني ان نتنازل عن جزء من انفسنا لاجل الاخر وان نتمهل قليلا امام من نحب بمشاعرنا وافكارنا واحلامنا لنمنحه ان يكون جزءا من كل هذا واكثر ....


هي تحبه وترى حياتها معه باجمل مراحلها لكنها علاقة ليس بها مكان للصداقه لربما لانها تحبه كثيرا ولربما لانه لم يفكر ان يكون لها صديقا ويجسد دور الحبيب والزوج فقط ....


في علاقات الحب الكبير كل ما نحتاجه لنتوج بها هذه المشاعر ان نكون قادرين على بناء جسور من الصداقة بيننا وبين من نحب ونعشق وهو ما لا نجده في ثناياها ....


في علاقات العشق نحن نعبر عن مشاعرنا اتجاه الاخر وعن ضعفنا امامه وعدم قدرتنا على الاستمرار دون ان يكون في حياتنا وايامنا ودون ان يردد القلب اسمه مرات ومرات لكننا لا نقوى ان نبوح له بما يعترينا من الم لا نقوى ان نشركه بتفاصيل ايامنا واحلامنا وافكارنا ورؤيتنا للحياة ....


هو لنا العمر كله لكننا برغم ذلك نحتاج لان يكون هذا العمر قريبا منا اكثر واكثر ان يكون لنا دواء من غربة موحشه فالحياة ليست كلها عشقاً وليست كلها مشاعر حب تجمع المراة بالرجل فالمراة تحتاج لصديق في احيان اكثر من حاجتها لحبيب وهو ما يرفضه الرجل ويعتبر دوما ان الوصول لقلب المراة ووجدانها يعني ان يحتل كل جزء من حياتها وان يستوطن مشاعرها الاخرى كحاجتها لصديق ....


عندما يمر هو من امام لمحة الحزن بعيونها ..... وعندما لا يكترث لتعبها وان لم تعبر عنه .... وعندما لا ياخذ بيدها ان ضاقت بها الحياة وعندما لا يتفهم اشياءها الصغيرة واهتماماتها فهو لن يكون صديقا


عندما لا يلمح بصوتها شيئاً ما مختلفا ولا يشاركها لحظات جنونها ويعيدها الى مكانتها كزوجة وحبيبة


فهو لن يكون صديقا .... وهي تحتاج لمساحة في هذا العالم لان تكون به مختلفة وان تصل مع صديقاتها الى مكان اخر لا يفهمه الا الصديق ....


هو يريدها ان تكون له حبيبة وزوجة وصديقة وهي لن تكون بعالمه سوى حبيبة وزوجة ..... فحين يقرر ان يراها بشكل مختلف ..... عندما يقرر ان يفهمها كصديق .... ان يشاركها كل ما تحمله الصداقة من معان تمنحها ذاتها ولحظاتها التي تعيشها بعيدا عن ادوار مسبقة بحياتها يكون حينها صديقاً بحجم قيمة الحبيب واكثر.....


لحظة صدق ....


اجمل مرتبة العشق ان يكون الحبيب صديقا فهو لحظتها يكون موطن الروح ومرفأ .... لا تهزمه رياح ولا يكون سوى الحياة بكل ما فيها .....


الرأي