facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المنطق كفيل بكشف زيف الوثائق ..


19-03-2009 12:42 AM

الضجة التي اثيرت حول ما قاله محمد حسنين هيكل ، في برنامجه على فضائية "جزيرة الفتن" ، لم يثرني محتواه كما اثار الكثيرين ، بل اثارني توقيته ، المتأخر جدا اولا ، واختياره في هذا الظرف بالذات ثانيا ، والذي يبدو ان البعض يشن فيه ما يشبه حرب الاعصاب على الاردن ، بهدف خلخلة نسيجه المتماسك ، وبالتالي اضعافه ، لغرض في نفس يعقوب ، رغم اننا من هذه الناحية مطمئنون الى مستقبل الاردن ، ولا حاجة بنا الى تكرار اسباب هذا الاطمئنان .

لقد شاهدت الخمس دقائق الاخيرة من تلك الحلقة التلفزيونية ، وتوقعت ما قد يكون محتوى الحلقة كاملا ، وبالتالي لم تثر لدي ادنى فضول ، فقد سمعنا مثل هذا الكلام بالستينات ، ومن خلال اثير الاذاعات ، واكتشفنا حينها او لاحقا ، انها ليست الا فيروسات امراض سياسية ، ما زال بعضها عصيا على العلاج ، لذلك لم اسعى لمشاهدتها عند اعادتها لمرتين فيما بعد ، لانني مللت من هذه المعزوفة المقرفة ، اما اليوم فقد ازداد فضولي لمعرفة كل دقائقها ، لمجرد انني فكرت برد ما ، فقرأتها مكتوبة على موقع الجزيرة ، فوجدتها اكثر ركاكة مما توقعت ، ويمكن تفنيدها بالمنطق ، دون حاجة لوثائق وما شابه ذلك ، واني لاعتب اشد العتب ، على رجالات التاريخ والسياسة لدينا ، الصامتون حتى اللحظة ، عن الرد الملائم ، ان لم يكن بالوثائق ، فبالاحداث التي عايشوها ، والتحليل المنطقي لها ولنتائجها ، وليس بالعواطف والانشاء فقط .

لا بد هنا من الفصل بين هيكل والزعيم الخالد جمال عبدالناصر ، الذي تغير موقفه تماما بعد هزيمة حزيران ، فقد اشاد بدور الملك في المعركة ، وبدوره في معركة الكرامة اللاحقة ، وكان يتفهم الموقف الاردني في كل الازمات التي تلت ، ولم يتغير هذا الموقف حتى اخر لحظة من عمره ، وما كان ذلك ليتم لولا تغير قناعات الرئيس عبد الناصر وادراكه للحقيقة ، وبالتاكيد فان المرحلة ما كانت لتعود ، لو امتد العمر بالرئيس جمال عبد الناصر ، وما يقوم به هيكل حاليا ، ما هو الا تسويق لبضاعة قديمة فاسدة .

ان حملة هيكل و"جزيرة الفتن" ، تحتاج الى رد ملائم يفند كل الادعاءات ، ويؤكد تفاهتها وانتهاء صلاحيتها ، يحشد له ذوي المعرفة والاطلاع ، والقدرة على التحليل المنطقي ، فوثائق هيكل قد لا تكون سوى قصاصات صحف ، واراء انتقائية لكتاب مشبوهين ، ولا بد ان هناك ما يقابلهم ممن يحملون امانة الكلمة ، والقدرة على التحليل ، ووضع الامور في سياقها الطبيعي ، في ظل الاجواء الاقليمية والدولية ، التي كانت سائدة تلك الفترة .

يجب علينا كاردنيين ، نفخر بقيادتنا الهاشمية ، وتاريخها المشرف ، وانجازاتها التاريخية ، والحاضر المبهر الذي صنعته ، والذي كان يبدو منذ عشرات السنين ، مستقبلا مستحيلا ، والانتماء الصادق لهذه القيادة الى امتها العربية ، يجب ان لا نخجل من التطرق الى كل نقطة تثار حول الاردن وقيادته ، وان لا نبقى نعيش حساسية سهام التخوين التي اطلقت باتجاه الاردن ردحا طويلا من الزمن ، يجب ان ينشر الاعلام الاردني ، النص الحرفي لكل ما قاله ويقوله هيكل ، حتى يطلع عليه كل من لم تسنح له فرصة المشاهدة ، ولكي يكون نصا حاضرا للدراسة المعمقة ، وان يقوم بفتح صفحاته لكل قلم غيور على وطنه وغيور على الحق ، فنحن على حق ، فلا نخجل من التطرق لكل التهم الباطلة ، وتفنيدها بكل صراحة .

اود ان اسأل هيكل ، هذا المحلل النفسي المبدع ، والقائمين على "جزيرة الفتنة" ، من هو الزعيم العربي ، الذي لم تطلق باتجهه سهام التخوين تلك ، فلقد كانت القضية الفلسطينية ، مقصلة لكثير من قيم الشرف والكرامة ، وكم سقط على مذبحها من ابرياء ، كانوا مشجبا تعلق عليه ، كل النتائج الكارثية لهواة المغامرات غير المحسوبة والاجندة المشبوهة ، اجادوا اطلاق القنابل الدخانية والصوتية ، لاخفاء الحقائق ، وحجب همس المؤامرات ، الم يكن الرئيس جمال عبد الناصر في حياته وبعد مماته ، من اكثر من تعرضوا لتلك السهام ؟

المعارك الاعلامية التي كانت توجه ضد الاردن في الستينات وما قبلها ، ربما اثرت في البعض ، فجعلته يغوص في تجربة المشاعر المضادة لوطنه وقيادته ، ليكتشف لاحقا تضليل الاعلام ، ومصداقية الحكم في الاردن وانسانيته ، هذا ما اثبتته تجارب الابناء الضالين وعودتهم ، لقد كانت انسانية الحكم وما زالت ، هي اقوى رابطة بين الشعب والقائد ، لم تؤثر فيها كل سموم الاذاعات والمنشورات والفضائيات ، اصبح الفرز واضحا تماما ، هناك حاكم يحب شعبه ، ويوظف كل عقلانيته لخير شعبه وتقدمه وسلامة ابنائه واجياله القادمة ، لا يهمه طعنات السطحيين والمتهورين ، واذى اتهاماتهم الساذجة ، وهناك حاكم لا يحب الا نفسه وحاشيته ، يتمترس خلف شعارات عفى عليها الزمن ، ظاهرها حق وباطنها باطل ، استبدل انسانية الحكم بظلام المعتقلات والمقابر الجماعية ، هناك حاكم جعل السياسة فن الممكن ، وباقل الخسائر صونا للوطن والشعب ، وحاكم جعل المباديء والشعارات ، صخورا جامدة ، تحطمت اخيرا على رؤوس ابناء شعبه .

m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :