facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عطوي المناصير يستذكر دبابته بعد خمسين عاما


د. محمد عبدالكريم الزيود
21-02-2018 09:21 AM

في تقرير بُثّ على التلفزيون الأردني قبل أيام ، أثارني الشيخ الجليل عطوي المناصير وهو يتلّمس بيديه حديد دبابته التي كان يقودها في معركة الكرامة ، كنت أرى التماعة في عينيه وهو يتذكر طاقم الدبابة واحدا واحدا (قائد السرية اللواء فاضل علي فهيد و محمد سالم عبدالله بني حسن وعواد حمدالله من سحاب ) ، دبابة الباتون اليوم تصطف بخشوع في متحف الدبابات الملكي في المقابلين بعدما أعيد ترميمها.

يستذكر وهو يصلح شماغه على رأسه "مدفعي الدبابة" عندما أصيبت دبابته بقذيفة معادية وكيف وجد ذراع زميله الذي استشهد مركونة على جناح الدبابة، ذكريات من الوجع والفخار .

في وجه عطوي المناصير الذي تعدّى السبعين تقرأ تاريخ جيشنا العربي ، هؤلاء الذين قاتلوا في معارك الشرف والبطولة وهم من صنعوا النصر بالدم والبارود ، وأكاده اليوم وهو يجول بعينيه على دبابته التي تركها منذ خمسين ربيعا يسمع أصوات رفقاء السلاح ، وصوت قائد السرية وهو يخترق الأسلاك أن " قاتلوهم " ..

لماذا لا يكرّمون هؤلاء وأمثالهم وهم اليوم قد انحنت ظهورهم ، واكتسى البياض شعر رؤوسهم ، وهم الذين كانت قاماتهم تطاول قامات مدافعهم عزة وفخرا وشجاعة.

عطوي المناصير فتح النار عندما واجهته دبابة العدو ، لكنه لم يفتح النار يوما على الوطن رغم ضيق الحال ، وهو الذي دافع عنه حقيقة بين النار والبارود ، ولم يصنع معركة في السوشيل ميديا ويحقق الانتصارات على الورق ولوحة الكيبورد .

ربما يستلم راتبا أقل من ٣٠٠ دينار وينتظر على الدور كثيرا ، كما ينتظر على دور الصيدلية ليستلم العلاج الشهري ، لكن الوطن في عينيه أكبر من الرواتب والأعطيات والمقاولات التي توزعها الحكومات لتنال رضا الناس .

بوركت يا " عم" وأقبّل يدك التي تلامس بها اليوم فولاذ دبابتك ، وأقبّل عقال رأسك وشماغك ، فقد قدمت في الحرب والسلم ما لم يقدموه الذين يتاجرون بنا وبالوطن وبأزماته.

فسلام عليك وسلام على الوطن الذي ما زلنا وسنظل نحبّه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :