facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فن التدجيل في علم التعديل


عدنان الروسان
23-02-2018 06:51 PM

أكتب قبل التعديل الحكومي المرتقب، الذي لا يقدم و لا يؤخر و هو في نهاية الأمر ليس سوى ملهاة يتحدث بها الناس شهرا أو شهرين حتى ينسوا موضوع رفع الأسعار ثم تأتي قصة أخرى و نتلهى بها شهرا آخر و هكذا دواليك حتى يحين موعد رحيل الحكومة و الرئيس في استراحة محارب مؤقتة ، فقد يستدعون لتشكيل الحكومة لاحقا بعد خمس أو ست سنوات بعد أن نعطي الفرصة لعبدالله نسور ثان أو هاني ملقي ثان ليستمتع بتعذيب الشعب الأردني و ليمص ما تبقى من دماء في عروق الأردنيين إذا بقي هناك عروق أو دماء.

واضح تماما أن الدولة ليس لديها أي خطة للخروج من المأزق التي وضعت الأردنيين فيه ، و واضح تماما أن مجنونا ما رمى حجرا ببئر و أن الف عاقل ما بطلعوه ، و واضح تماما سيطرة شيطان الذهنية البيروقراطية الفاسدة على من يتوجب عليهم حل المشاكل للشعب ، فالحديث جار عن تعيين نائب للرئيس هو السيد المحترم جعفر حسان نائبا لرئيس الوزراء و هو مؤشر إلى حد ما لنتعرف على وجه رئيس الوزراء القادم و على مجمل السياسات التي سنتعرض لها نهاية العام الحالي أو العام القادم إن كان هناك عام قادم.

تحدثنا كثيرا عن الحكومة و ما سبقها من حكومات ، و عن السياسات الجائرة و ما سبقها من سياسات ، و أصوات الناس ترتفع شيئا فشيئا ، و الدولة لا تصنع شيئا كي تتدارك الأمر و تجد الحلول ، من أهم الأسباب التي يمكن أن تساهم في حل المشاكل إيجاد أدوات للحوار بين الحكومة و المثقفين و الخبراء ، حينما يتحدى القطامين رئيس الحكومة أن يناظره على شاشة التلفزيون و القطامين ليس سباكا و لا بائع خضار مع الاحترام لكل المهن و العاملين فيها ، بل هو خبير اقتصادي و لديه رؤية و غير القطامين هناك كثيرون لديهم رؤى و قادرين على تقديم حلول للمعضلة التي نعاني منها.

حينما يتجاهل الرئيس هذه الدعوات للحوار فهو إما خائف من الحوار أو أنه ليس مستعد له ، و يعلم أنه سيخسر و بقوة في أي مناظرة ، و حينما يستهزئ الرئيس بالخبراء الاقتصاديين الأردنيين و حينما يختصر الأمن الغذائي بعلبة بولا بيف و حينما يجري تعديلا وراء تعديل و حينما لا يملك الجرأة أن ينزل لأي ساحة احتجاج ليحاور الناس و حينما يسمع أنات الأردنيين و يشيح ببصره و سمعه و لا يريد أن يسمع فإننا نعلم أي رئيس هو ، بكل الأحوال نحن و كل الأردنيين لا نعتب عليه كثيرا فنحن نعلم حدوده التي رسمها لنفسه ن و نعرف ما قبله من شروط و تنازلات حتى يصبح دولة الرئيس و يسير بموكب مهيب ، نحن نعلم أنه كغيره من كثير من الرؤساء ليس لهم في الرئاسة إلا ما يحصلون عليه لهم و لأولادهم ، و هم غير قادرين أن يكونوا أردوغان او يلدريم أو فيكتور اوربان فالبون شاسع.

الناس تغرق ببطء و تتعذب و هي تغرق ، و بات الناس يتعاطفون مع اللصوص الذين ينجحون بسرقة بنك أو محطة وقود و يصفقون لهم ، و نخشى أن نستيقظ ذات يوم على عصابات الجريمة المنظمة و مافيا أردنية و أن يختلط الحابل بالنابل و نقع في مستنقع المهانة و المذلة و أن تجد الدولة نفسها في مواجهة أبنائها الجوعى ، بالتأكيد نسمع و نرى كل يوم بلا انقطاع حراكات السلط ، هل لاحظت الدولة أن شريحة المشاركين في الاحتجاجات ليسوا " ولدة " كما كانت تصفهم الدولة أحيانا ، بل هم من عقلاء السلط و كبار السن ، هم من الجوعى و المحتاجين هم من أبناء الأردن اللذين أذلتهم الحكومة برفع الأسعار .

على الدول أن لا تكون مسرورة لأن أعداد المحتجين قليلة فقد تكبر و يتكاثرون بسرعة ، فالصامتون ليسوا راضين عما يحصل و لا قابلين به ، الصامتون يكادون يتميزون من الغيظ و في صدورهم آهات و زفرات لو خرجت لأحرقت الأخضر و اليابس ، و لكنهم ما يزالون يسلون النفس بآمال و أوهام أن تصحوا الدولة من سباتها و أن تبدأ بحل المشاكل بحكمة و رشد قبل أن لا يبقى في القوت متسع ، الناس راشدة عاقلة و الدولة لا مبالية كما يبدو و لا تتعظ رغم أن السعيد من اتعظ بغيره و الشقي من اتعظ بنفسه .

اصحوا و استيقظوا قبل أن تنزل بنا نازلة لا سمح الله ، و المشكلة لا تحل بالصمت و الهروب من الواقع و لا بالتخندق وراء قرارات ستذبح الشعب و على المدى القصير جدا من الوريد الى الوريد و ستجد الدولة نفسها في نهاية المطاف امام عصيان مدني جبري دون أن يتفق الناس عليه لأنهم سيصلون الى لحظة العجز عن سداد فواتير الماء و الكهرباء و شراء الخبز و عندها لا تقولوا أن أحدا لم ينبهكم ن ها نحن ننبهكم كي لا تتهاوى الدولة لا سمح الله.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :