facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بدنا حرية للتلفزيون


طاهر العدوان
25-03-2009 02:35 AM

المقصود التلفزيون الوطني - الفضائية الاردنية, فهذه المؤسسة الاعلامية من اعرق مؤسسات البلد, هي مدرسة في تصدير الخبرات الى الفضائيات العربية, الحكومية والخاصة, لكن الامجاد لا تساوي شيئا في ظل الثورة الاعلامية والتكنولوجية التي ادخلت الاعلام الى ساحة سباق ومنافسة يحكمها قانون داروين البقاء للافضل.

ليس المطلوب (اموال قارون) لتطوير التلفزيون الوطني, فهذا ليس في قدرة الحكومة, وليس المطلوب دخول منافسة مع الفضائيات (الثرّية) في استقطاب الخبرات ورصد الجوائز البرامجية من اجل كسب ملايين المشاهدين العرب, المطلوب ان يكون رقم واحد عند المشاهدين الاردنيين داخل الوطن وخارجه وان لا تنجح اي فضائية عربية في منافسته على هذا المركز بين اهله وناسه.

لا نحتاج الى معجزة للوصول الى هذا الهدف, فقط ان يرفع الدوار الرابع مقر رئاسة الوزراء سقف حرية التعبير في التلفزيون, وان يفتح المجال لتعددية الآراء امام فعاليات المجتمع, فمن التجربة والمشاهدات والشهادات تكمن معضلة التلفزيون في اصرار رؤساء الحكومات على ان يكونوا رئيس التحرير الفعلي لنشرات الاخبار والبرامج الحوارية والسياسية بشكل خاص.

يملك التلفزيون الكفاءة مع تواضع الامكانات المادية, في ان يستقطب الغالبية العظمى من المشاهدين الاردنيين, والدليل, هذا التطور المهم والرائع على البرامج الصباحية التي تمتد لساعات وتكون غنية باللقاءات وبالقضايا المحلية التي لا تستطيع اي فضائية عربية تغطيتها لانها شأن محلي اردني. وهناك برامج حوارية ومقابلات جيدة في فترات البث الاخرى, لكن كل هذا لا يصلح لان يوجه الرياح لصالح التلفزيون من اجل ان يتبوأ المركز الاول عند المشاهدين.

ما يثير الاعصاب ان يشاهد المواطن مسلسلات عربية او درسا في الجغرافيا في اوقات المساء بين السادسة والعاشرة, التي تعتبر ساعات الذروة في استقطاب المشاهدين, واذا لم يتم اصلاح هذا الخلل, لن يفيد اي تطوير كما لن يحصل اي تقدم.

بصريح العبارة بدون عمل برامج حوارية بسقف سياسي واعلامي عال ليس فيها فيتو على مشاركة اي اردني ما دام يقدم رأيا او انتقادا في اطار الرأي الآخر وتعددية الافكار في تناول القضايا السياسية الساخنة داخليا وخارجيا, وكذلك الاجتماعية والاقتصادية والثقافية فان بوصلة المشاهدين لن تتحرك. وخلال العقدين الماضيين عشنا تجارب أقدم عليها التلفزيون في بث مثل هذه البرامج بسقوف مرتفعة وقد ثبت نجاحها وتأثيرها على الرأي العام ولقد كانت افضل وسيلة لبناء جسور الحوار والثقة بين المواطنين وبين الحكومات.

لا استغناء عن مثل هذه البرامج, ومن المصيبة, رؤية استمرار سياسات تعتقد بان التلفزيون مجرد فيديو لتسجيل نشاطات المسؤولين. لقد ملّ المشاهد الاردني متابعة قنوات الافلام الاجنبية المكررة التي تبثها بعض الفضائيات ولم يعد امامه الا متابعة الجزيرة, حتى لو كانت الحلقة حول الوضع في باكستان, الى جانب ان كثيرا من البرامج الحوارية في الفضائيات باتت تستقطب المشاهد الاردني رغم انها تعالج قضايا داخلية في المجتمعات العربية.

في المغرب الشقيق, هناك هيئة وطنية لادارة التلفزيون تُشّكل على اعتبارات وقواعد تسمح بالحفاظ عليه كتلفزيون دولة, لهذا وضعت نسبة تقرها السياسات والانظمة تسمح بحصة محددة لاحزاب المعارضة وللرأي الآخر في نشرة الاخبار وفي البرامج الحوارية, وهذا ممكن في تلفزيوننا الوطني بشرط ان يمتلك الحرية والسقف العالي, واتمنى لو يتابع المسؤولون تجربة الاذاعات المحلية, سيجدون ان الحرية الاعلامية ليست غولا ولا خطرا داهما, انما هي بيئة صحية تولد الاوكسجين ليتنفس الناس الهواء النقي, بحيث يشعر المسؤولون بان العلاقة مع المجتمع ليست مجرد قرارات فوقية وانظمة صماء انما هي انفتاح متبادل على العقول والارواح والمشاعر. واخيرا, الف باء الاصلاح السياسي تبدأ بحرية الاعلام.0

taher.odwan@alarabalyawm.net

العرب اليوم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :