facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إفراز وصناعة القادة في الأردن


د. أنيس خصاونة
13-03-2018 01:18 AM

تولي كثير من الدول التي تهتم بمجتمعاتها وتنشغل في مستقبلها ومستقبل أجيالها في إيجاد القادة الأكفاء في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والفكرية والثقافية والعسكرية والأكاديمية والفنية والسياسية وغيرها .وفي سبيل تحقيق ذلك تصمم البر امج والمناهج والمقررات وتنشأ المؤسسات التي ترصد البوادر او المؤشرات المبكرة لسلوكيات قيادية عند الناشئة ليتم فيما بعد اكتشاف وتحديد القادة وتطويرهم وتدريبهم وتصميم مسارات محددة تسهم في الإفادة من طاقاتهم الكامنة واستفزاها وإخراجها وتنميتها. وتأسيسا على ما سبق نجد دوما قيادات في مختلف الصفوف والرتب والمستويات جاهزة لإدماجها وإحلالها محل القيادات القديمة ولربما تكون القيادات الجديدة أكثر كفاءة وتطورا وملامسة لواقع التطورات التي شهدها المجتمع أكثر من سابقاتها.
لم تعد الأساليب والأفكار التقليدية القديمة في اختيار القادة ناجعة ،لا بل لم تعد محل اهتمام في الدول المتطورة .فلم يعد هناك مكانا أو إعجابا بسنن الوراثة في القيادة والتي تستند الى قاعدة "ابن الشيخ شيخ" أو نظرية الرجل العظيم أو السمات القيادية التي تعتبر أنه مجرد توفر سمات محددة فإن الشخص يصبح قائدا لم تعد هذه النظريات صالحة ،حيث لم يتوفر الدليل العلمي الملموس على صحتها .فابن الشيخ قد لا يكون شيخا والسمات التي كان يعتقد بان توفرها في الشخص يصنع منه بالضرورة قائدا لم يتمكن العلماء من الوصول للسند الكافي في ذلك.
القادة سواء كانوا عسكريون أو أمنيون أورؤساء جامعات أو أمناء عامين أو عمداء كليات أو مدراء دوائر وشركات أصبحوا يصنعون ويدربون ويؤهلون في المدارس والمعاهد والكليات العسكرية والأكاديمية ولعلني أشير هنا الى أن صناعة القادة تعتبر هي الصناعة الأرقى والأسمى من بين كل المساعي والجهود البشرية في الإبداع والتطوير لأنها صناعة تتعلق بالفكر والإنسان الذي سيدير كل ما تبقى من الصناعات والمساهمات في الحياة الإنسانية .
وفيما يخص الوضع في الأردن فما زلنا نختار قياداتنا بالطرق التقليدية والعائلات والمحسوبيات أو بالأقدمية في الخدمة متكئين على أن عدد سنوات الخدمة تصنع قادة!! نعم ما زلنا نستخدم تفكير قديم وأساليب عفا عليها الزمن في اختيار قادتنا في مختلف المجالات ولذلك لا نجد إبداعات تذكر ولا نجد سجلات معتبرة في التطوير والإبداع والابتكار. لا زلنا في الأردن نفتقر للمعايير لاختيار القادة الكارزماتيين والتحويليين ممن يمتلكون الرؤيا والرسالة ،وممن يؤمنون بأن أهداف الأجهزة التي يسعون لتحقيقها تستحق العناء والتضحية لأجلها فيبعثون في جماهيرهم الهمم ويستنهضون العزم ويتصرفون مع الرعية باحترام وإيمان بقدرات الناس وقضاياهم ،والأهم من هذا وذاك أنهم يشكلون قدوة ونموذجا في تصرفاتهم للأخرين بحيث أنهم أيضا ينشغلون ليس فقط في أن يقنعون الآخرين بجدارة قيادتهم بل يقومون بتعليم أتباعهم القيادة وترسيخ القيم العليا والمحافظة على الكرامة والمبادئ السامية وبالتالي إنهم يعلمون زملائهم ومرؤوسيهم فن القيادة وبالتالي يخرجون قادة. بعض القادة في الدول النامية ومنها الاردن يريدون من أتباعهم أن يكون عبيدا لا قادة وبالتالي فإنهم لا يعدمون الوسيلة في سبابهم وشتمهم بحجة تعليمهم وهم لا يعلمون بأنهم يدمرون أهم مكون وعنصر في بناء القادة وهو الثقة بالنفس تماما مثل المعلم الذي يهين طلابه ويعتدي على كرامتهم ويمسح شخصياتهم بحجة تدريبهم وتعليمهم فهؤلاء مثلهم مثل القادة الذين يخرجون ويدربون شخوص أذلاء لا كيان لهم ولا شخصيات لديهم... أنهم يخرجون عبيدا مأمورين مهزوزين لا قادة ولا أسيادا فبئس الصانع وتعس المصنوع .





  • 1 صلاح الدين هبيشان 13-03-2018 | 08:09 AM

    سلمت يمينك

  • 2 المحامي محمد امين ابورمان من المحاربين ااقدماء 15-03-2018 | 04:45 PM

    مقال رائع وكاتبه يعلم ان العنوان يعبر عن المضمون وليس بحاجه الى شرح او تفصيل لرب ضارة نافعه ان لم تكن في الدنيا تكون في الاخره


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :