facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"تسونامي" نتنياهو .. وإستنفار العالم


نشأت الحلبي
01-04-2009 11:09 PM

على حافة الإنهيار، باتت عملية السلام في الشرق الأوسط، وكان الإستنفار العربي واضحا في قمة الدوحة حين أعلن العرب بأن المبادرة العربية للسلام لن تبقى طويلا على الطاولة، وفي هذا ترديد لمقولة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز في كلمته التي ألقاها في المؤتمر الإقتصادي الذي عقد في الكويت بعيد قمة غزة التي إستضافتها الدوحة إبان العدوان الإسرائيلي على القطاع، وإذا كان العرب قد بعثوا برسالة تهديد الى حكومة نتياهو في الوقت الذي كانت تحصل فيه على ثقة الكنيست الإسرائيلي حتى تخفف من غلوها في التطرف، بل والتطرف الشديد الذي يشكل السواد الأعظم منها، فإن الرد الإسرائيلي جاء سريعا وبمثابة تسونامي أخذ في طريقه كل شيئ حتى أنه نسف "الطاولة" نفسها التي يراهن العرب على بقائها لحمل مبادرتهم، فوزير الخارجية القومي اليهودي الأكثر تطرفا أفيغدور ليبرمان صرح خلال تسلمه لحقيبة وزارة الخارجية من سلفه تسيبي ليفني بأن تل أبيب لا تعترف بمؤتمر أنابوليس للسلام والقائم على حل الدولتين الذي تدعمه واشنطن خصوصا وأوروبا.
حالة الإستنفار هذه لم تقتصر على العرب وحدهم، بل أن الممثل الشخصي للجنة الرباعية للشرق الأوسط رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، دعا نتنياهو الى العمل سريعا على حل الدولتين، وكذا الحال للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل التي أملت بحل للقضية الفلسطينية يقوم على مبدأ الدولتين، في حين شدد وزير الخارجية الفرنسية برنارد كوشنير على ضرورة العمل وصولا الى حل الدولتين، وإذا ما كان من سر وراء كل هذا التشديد الأوروبي، فإنه يعني خوفا حقيقيا على أن تنسف حكومة نتنياهو العملية السلمية من أساسها لتعيدها الى المربع الاول حتى ما قبل مؤتمر مدريد الذي تواترت بعده الإتفاقات لتصل الى إتفاق أوسلو الذي ولدت بعده السلطة الوطنية الفلسطينية.
حتى في إسرائيل نفسها، فإن الرئيس الإسرائيل شمعون بيريز وخلال حفل تسلم الوزارة الجديدة مقاليد الحكم، في حفل هو الأول من نوعه في تاريخ إسرائيل، نصح نتنياهو بأن يعمل في طريق السلام مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين مذكرا بأن المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية يدعمون هذا الحل، وزاد أن على الحكومة أن تتأقلم مع هذا الواقع، كما قال رئيس الوزراء المنصرف أيهود أولمرت بأن لا طريق أمام إسرائيل سوى السلام مع الفلسطينين، فيما نصح خلفه قبل يوم واحد من توليه مقاليد الحكم بأن يعمل على طريق السلام مع سوريا.
زعماء إسرائيل أنفسهم إذن يخشون بأن تدخل عملية السلام في منعطف خطر قد يفجر الأمور من أساسها، وإذا ما كان أولمرت الأقل تطرفا مقارنة مع نتنياهو، قد أمعن بدماء الفلسطينيين في غزة، فكيف يمكن أن يكون شكل إرهاب حكومة نتنياهو الذي يؤكد بأنه لن يتعامل مع من يشكلون خطرا على دولة إسرائيل، وفي هذا طبعا رسالة الى حركة حماس والى كل قطاع غزة، ولا نعلم حقا كيف سيكون الرد الإسرائيلي إذا ما خرج صاروخ من القطاع بإتجاه إسرائيل، فالشعب الإسرائيلي هو الذي إختار الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل لوقف صواريخ حماس، وإذا ما كان شارون قد لعب بذكاء بورقة "الدم الفلسطيني" ليصل الى كرسي الحكم، فكيف يمكن أن يحافظ على هذه الورقة إذن؟!!
في الجانب الآخر من المشهد، فإن بعض الوقائع التاريخية تقول بأن حكومات إسرائيل المتطرفة والمتشددة هي التي أخذت القرارات التاريخية في عملية السلام مع الفلسطينيين إتكاء على قوتها في الشارع الإسرائيلي، ولعل هناك من يراهن بأن حكومة نتنياهو هذه قد تقلب كل التوقعات وتتخذ القرارات الأكثر مفاجأة من باب قدرته على تقديم "التنازلات المؤلمة" حسب ما كان يردد أولمرت وصولا الى سلام مع الفلسطينيين، وحتى لو سلمنا ببعض الشواهد التاريخية على هذه المقولة مثل إتفاق كامب ديفيد الأول الذي وقعه مع الرئيس المصري أنور السادات رئيس وزراء إسرائيل المتطرف مناحيم بيغن، فإن الحال الفلسطيني القائم حاليا ليس إلا مدخلا ومبررا أمام العالم لتنياهو حتى يلعب بشكل أكبر وبأكثر أريحية في وقة "الدم الفلسطيني" دون أن يأخذ عليه العالم مأخذا، فحال الفلسطينيين الحالي، ومع كل أسف، لن يوقف تسونامي تطرف نتنياهو وحكومته، بل سيمهد الأرض أمامه لفعل كل شيئ وفي أي وقت وليصب حقده على أبناء الشعب الفلسطيني.
قبل العرب، فإن الحل ليس إلا في يد الفلسطينيين أنفسهم، فإما أن يكونوا على مستوى هذا الحدث التاريخي الذي يحمل معه مزيدا من رائحة الدماء، وإما أن يصروا على المصالح الضيقة في الحكم والسلطة والكرسي ليدفع الثمن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
Nashat2000@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :