facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اي اهداف ستختار اميركا للرد على الكيماوي في سوريا


فيصل الملكاوي
10-04-2018 12:59 AM

في مثل هذا الوقت من العام الماضي حصل الهجوم الكيماوي على خان شيخون ، وكان الرد الاميركي سريعا باطلاق نحو 60 صاروخ كروز على مطار الشعيرات السوري ، وهو مابدى وقتها ان الرئيس الاميركي دونالد ترمب حازما وسيقوم باجراء تحول في مسار الازمة السورية ، الا ان الايام مرت ، وثبت ان الرد كان محدود جدا عسكريا وسياسيا واستراتيجيا ، وبدت الولايات المتحدة وكانها بلا استراتيجية واضحة للحسم في سوريا باستثناء الحرب ضد داعش الارهابي وقتها ، وهناك الكثيرون في العالم وفي الولايات المتحدة وفي المنطقة قالوا ان الفرصة لاجراء تحول في مسار الازمة السورية قد ضاعت ، وان الرئيس ترمب لم يكن مختلفا عن سلفه اوباما الذي مسح الخط الاحمر الذي كان اعلنه بالنسبة لاستخدام السلاح الكيماوي في الحرب في سوريا وتم اجتياز هذا الخط بقوة في الهجوم الكيماوي الذي تعرضت له الغوطة الشرقية ذاتها في العام 2013 وكانت النتيجة ان يسلم النظام السوري بمساعدة جذرية من الروس ترسانته الكيماوية وينجو من ضربة عسكرية كان الرئيس اوباما غاية في التردد في الذهاب اليها وان كانت لتحدث وقتها فانها لم تكن مؤثرة ولربما اقل او في حدود ضربة مطار الشعيرات التي حدثت في نيسان العام الماضي.

في هذه الايام يعود السلاح الكيماوي للظهور مجددا ويستخدم ضد المدنيين الابرياء في الغوطة الشرقية ، علما ان هذه الاسلحة محرمة دوليا حتى في الحروب بين الجيوش والدول ، وتسقط المحرمات مجددا في الحرب السورية ، في ظل اوضاع دولية معقدة واقليمية مرتبكة ، وبث اشارات متناقضة اجزاء الحرب في سوريا ، ورغم ذلك فان الولايات المتحدة وبلدان اخرى مهمة على الساحة الدولية مثل فرنسا كانت قد اعلنت ان استخدام السلاح الكيماوي سيواجه برد حاسم ، وها هو هذا السلاح استخدم ، وظهرت المواقف الدولية المنددة باستخدامه ، وجاءت تصريحات الرئيس الاميركي ترمب قاسية ومليئة بالتهديدات ازاء النظام السوري بل وحمل موسكو وايران بالمسؤولية عن هذا الهجوم بصفتها الدول الراعية والداعمة للنظام في كل قراراته وسلوكاته كما تبعت الدول الغربية الموقف الاميركي في تحميل النظام المسؤولية عن الهجوم الكيماوي الجديد في الغوطة الشرقية.

لكن في واقع الامر فان التوقعات التي تسندها الحقائق على ارض الواقع تقول ان الرد الاميركي ان حصل باسناد من الدول الغربية وبخاصة فرنسا ، فانه سيكون محدودا مرة اخرى وان كان متوقعا ان يكون اوسع نطاقا من الرد الاميركي العام الماضي على الهجوم الكيماوي في خان شيخون ، وربما فان النظام ان كان هو من قام باستخدام السلاح الكيماوي ، فانه وروسيا وايران يعرفون جيدا ان بنك الاهداف الممكن استهدافها للنظام السوري ، وان توسعت هذه المرة الا انها تقع في حدود الكلف التي يمكن تحملها عسكريا واستراتيجيا ، بخاصة ان القوات الروسية دخلت الى المواقع الاستراتيجية التابعة للنظام في العاصمة دمشق وغرب سوريا على وجه الخصوص فيما كان الروس اعلنوا ذلك بوضوح وحذروا من استهداف هذه المواقع الاستراتيجية لانها ببساطه سيكون تم استهداف القوات الروسية على الارض السورية.

كما ضرب راس النظام ، ليس مطروحا على طاولة الخيارات ، خاصة بعد التدخل الروسي الحاسم منذ ايلول من العام 2015 ، وانقاذ النظام السوري من الانهيار ، وفرض بقائه على الاجندة الدولية ، وتمكينه من استعادة اكثر من نصف الاراضي السورية ، وتصفية المعارضة المسلحة بشكل متلاحق ابتداء بحلب وفي هذه المرحلة الغوطة الشرقية ، وفي المرحلة المقبلة التوقعات بالتعرض لجنوب سوريا ، والمعركة الاخيرة التي ستحدث في ادلب ان قيض لاستراتيجية النظام وموسكو وايران ان تمضي قدما كما هي عليه الان خاصة مع الرسائل المشجعة من الرئيس الاميركي ترمب بانه ينوي الانسحاب من سوريا باقرب وقت وترك الاخرين يديرونها علما انه لم يعد هناك اخرين سوى موسكو وطهران ودمشق ولكل منهم اسبابه الاستراتيجية في اعتبار الانسحاب الاميركي من سوريا بمثابة نهاية اللعبة والتمكن من سوريا كاملة ورسم مستقبلها وفق المصالح والنفوذ.

العالم الذي اكتفى (بالفرجه ) على مسرح الدم والدمار في سوريا ، ولم يتدخل ولم يحرك ساكنا ، امام مئات الاف الضحايا ، وملايين المهجرين والنازحين واللاجئين ، وبلد عاد إلى العصور الوسطي ، هل كان بحاجة لاستخدام السلاح الكيماوي بكل هذا العدد من المرات ، وبكل هذا الاسى ، حتى يتحرك وان تحرك فباي حسابات وسيناريوهات ، هل هي لحفظ ماء الوجه ؟ ام لتغيير المشهد ام ان المهمة تاخرت كثيرا ولم يعد بالامكان تحقيقها هذا ان كانت هناك رغبة او ارادة اساسا للقيام بها فبنك الاهداف في سوريا هي اكوام من الدمار فوق دمار وفي اليوم التالي لا شي يذكر ولا تحول يحدث بل بقاء اسباب الدمار قائمة ، بانتظار هجوم كيماوي جديد بعد حين ؟

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :